رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفلسطينيون يموتون مرتين.. القصف يقضى عليهم مرة والأمراض المعدية "تعمّق الجراح"

الفلسطينيون
الفلسطينيون

يعيش الفلسطينيون تحت القصف الإسرائيلي منذ 116 يوما تقريبًا، استشهد فيها ما لا يقل عن 26.500 مواطن حسب التقرير اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية، غير أنّ الحرب ليست المسبب الوحيد للوفاة في غزة.

أزمات غزة تتزايد، فطول مدة الحصار على مدار أيام الحرب، وانحدار الأوضاع الصحية في القطاع بشكل كبير، نتيجة نقص المياه المؤدي لصعوبة الحفاظ على النظافة الشخصية، والازدحام الشديد الناجم عن معاناة النازحين في ظل شح المراكز الصحية، وزيادة نسب الإصابة بنزلات البرد والأمراض التنفسية نتيجة انخفاض حرارة الجو.

زاد الموضوع سوءًا، قطع الاحتلال إمدادات الكهرباء عن القطاع، لتتراجع وظائف المعدات الطبية المعتمدة عليها مثل أجهزة المراقبة والتنفس الصناعي، بالإضافة إلى القيود التي يفرضها على وصول المساعدات الإنسانية، والهجمات على المرافق الطبية. 

ورصد تقرير الصحة الفلسطينية الأخير، أنه منذ منتصف أكتوبر وحتى اليوم وصلت حالات التهاب الجهاز التنفسي إلى 179.003 حالة، و136.418 حالة إسهال، و55.472 حالة جرب وقمل، و38.010 حالة طفح جلدي، و5330 حالة جدري الماء، و4683 حالة يرقان.

ويواجه القطاع نفادا خطيرا في مخزون اللقاحات، وهو ما يسهم في حدوث أكثر من 360.000 حالة من الأمراض المعدية في ملاجئ الأونروا في الوقت الذي تعاني فيه النساء الحوامل من انخفاض الموارد المتاحة لمساعدتهن ومواليدهن بشكل كبير، ويضطر البعض للولادة في خيام مؤقتة ومواقع غير صحية ودون "بنج" أو مادة مخدرة.

استشاري للطب الوقائي: من ينجو من الحرب يموت من المرض 

ويصف الدكتور شريف حتة، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي الأوضاع القاسية في غزة قائلًا: "الأمراض والأوبئة المنتشرة في غزة هي ثاني مُسبب للوفاة بعد الحرب، فمن ينجو من الحرب يمكن أن يتعرض لمخاطر أخرى تتمثل في الأمراض المعدية وغير المعدية، خاصة الفئات الأكثر هشاشة وهم الأطفال وكبار السن والحوامل وأصحاب أمراض القلب والشرايين".

وتابع "حتة" في حديثه مع موقع "الدستور" أنّ في حالة تعرّض غزة للحصار، يحدث نقصًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للوفاة، منوها بأنّ "الحياة في المخيمات وحالة الطقس الباردة تساعد على انتشار أمراض الجهاز التنفسي بالإضافة لسوء التغذية، ونقص المياه الذي يسبب قلة النظافة الشخصية يساعد على انتشار الفيروسات التي يمكن أن تتحول من عدوى فيروسية إلى عدوى بكتيرية".

وأردف استشاري الصحة العامة والطب الوقائي أنّه لا بد من ضرورة تركيز الجهات التي ترسل المعونات على أدوية الأمراض المزمنة وحقن الأنسولين، والخيم والمستلزمات التي تحمي من البرودة والأمطار، وإرسال كميات كبيرة من المياه والأغذية الصحية السليمة، وألبان الأطفال.