رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجارديان: بايدن أقرب إلى الحرب الإقليمية التى سعى إلى تجنبها بالشرق الأوسط

بايدن 
بايدن 

رأى محمد بزي مدير مركز هاجوب كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، وأستاذ الصحافة في جامعة نيويورك، أن الضربات الأمريكية على أهداف الحوثيين في اليمن يمكن أن تجعل جو بايدن أقرب إلى الحرب الإقليمية التي سعى إلى تجنبها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

كما رأى الكاتب، في مقال نشر بصحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم السبت، بعنوان: "الغرب يخاطر بتكرار أخطائه من خلال قصف اليمن"، أن الانتقام الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن يكذب الضغط المفترض الذي تمارسه إدارة بايدن على إسرائيل لإنهاء غزوها لغزة، الذي أودى بحياة أكثر من 23000 فلسطيني، ويتجاوز عدد القتلى اليومي فيه أي صراع كبير آخر في القرن الحادي والعشرين، بحسب منظمة أوكسفام.

وشدد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقاومون المسار الأوضح لخفض التصعيد في مختلف أنحاء المنطقة بالضغط على إسرائيل، لحملها على إنهاء غزوها وقبول وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن بايدن أصبح الرئيس الأمريكي الرابع على التوالي الذي يأمر بشن ضربات عسكرية على اليمن، ليواصل عقدين من السياسات الأمريكية والغربية الفاشلة التي تركزت على القصف وعمليات مكافحة الإرهاب ودعم دكتاتورى في أفقر دولة في الشرق الأوسط. 

وأردف: "يبدو أن واشنطن حريصة على تكرار أخطائها: سنوات من القصف من قبل حلفاء الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية الطويلة في اليمن فشلت في طرد الحوثيين أو إقناعهم بتغيير مسارهم. وفي الواقع، أصبح الحوثيون أقوى بعد كل مواجهة عسكرية".

واعتبر الكاتب أن من شأن هدنة في غزة أن تزيل مبرر الحوثيين لعدوانهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر، مستشهدًا بتصريح أحد قادة الجماعة اليمنية إنهم سيتوقفون عن تعطيل التجارة العالمية بمجرد توقف إسرائيل عن قصف غزة. 

تأثير عكسي

ورجح الكاتب أن يكون للضربات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة تأثير عكسي؛ حيث أظهر قادة الحوثيين بالفعل تحديًا، ووعدوا بمواصلة هجماتهم على السفن واستهداف السفن الأمريكية والسفن المتحالفة معها في المنطقة.

ولفت إلى أن الحوثيين، الذين كانوا يفقدون الدعم في اليمن قبل حرب غزة، ليس لديهم حافز كبير لتغيير تكتيكاتهم منذ أن أدى الصراع إلى زيادة شعبيتهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، منوهًا بأنه ينظر إلى الجماعة التي وصفها بـ"الميليشيا" على أنها واحدة من اللاعبين القلائل في المنطقة القادرين على فرض تكلفة استراتيجية على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين مقابل دعمهم لإسرائيل، على عكس حكومات المنطقة التي فشلت في إقناع واشنطن بالاعتماد على إسرائيل.