رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تايم": أمريكا قادرة على إنهاء حرب غزة وإحلال السلام فى الشرق الأوسط

جانب من العدوان الاسرائيلي
جانب من العدوان الاسرائيلي على غزة

قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن الكارثة الإنسانية والسياسية الحالية التي تتكشف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية تتطلب تدخلًا دوليًا فوريًا، وشددت في الوقت ذاته على أن هذا التدخل لن ينجح ما لم يهدف أيضًا إلى كسر دائرة العنف التي لا نهاية لها وضمان الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل. 

وأوضحت المجلة الأمريكية، في ورقة تقدير موقف بشأن الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على خلفية حرب غزة، بقلم دكتور جمال نسيبة- محامٍ ومستثمر فلسطيني أمريكي- أنه "بعد عقود من الصراع من الواضح أن الأطراف غير قادرة على التوصل إلى حل دون مساعدة، فقد انتهت عملية أوسلو للسلام التي بدأت عام 1993 بشكل نهائي، والمطلوب الآن نموذج جديد قادر على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وضمان الاستقرار في الشرق الأوسط إلى الأبد".

 

رؤية جديدة لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى

واقترح "نسيبة" بدلًا من أن تقود الولايات المتحدة قوة قتالية متعددة الأطراف إلى البحر الأحمر لحماية ممرات الشحن الدولية، أن تتحرك بشكل حاسم لحل الصراع الإقليمي المتنامي من جذوره، بدلًا من تعميق مشاركتها فيما وصفه بـ"مستنقع أعراض" ذلك الصراع. 

ورأى أنه لتحقيق هذه الغاية، يتعين على الولايات المتحدة أن تقود قوة حفظ سلام متعددة الأطراف، مع حلفاء إقليميين عرب ودوليين، للتدخل فعليًا في غزة والضفة الغربية وإنهاء الأعمال العدائية ضمن إطار سياسي قادر على حل الصراع العربي الإسرائيلي. 

وقال: "في حين أن هذا قد يبدو بعيد المنال، إلا أنه الحل الواقعي الوحيد لمشكلة طويلة الأمد ومستعصية، وسيكون في مصلحة الولايات المتحدة".

وأضاف: "إن الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار واضحة، وكذلك الحاجة الملحة والماسّة إلى المساعدة الإنسانية الدولية وإعادة الإعمار في غزة، أيًا كان السياق السياسي".

ومع ذلك، اعتبر الكاتب أن القوة الإنسانية في غزة لن تكون قادرة على تحقيق حتى أهداف محدودة تعمل تحت رعاية إسرائيلية، حيث سيُنظر إليها على أنها تفرض الاحتلال الإسرائيلي، وسوف تواجه مقاومة من قبل الفلسطينيين. 

ورأى في هذا السياق أن أي تدخل دولي سوف يحتاج إلى إطار قانوني أوسع للعمل فيه، ومن المحتم أن يشمل الجوانب الأمنية، فضلًا عن الجوانب الإنسانية.

متطلبات التدخل الأمريكى لحل أزمة حرب غزة

كما رأى أنه مع أخذ ذلك في الاعتبار، يمكن للتدخل، بل وينبغي له، أن يهدف إلى التعامل مع الأزمة الإنسانية المباشرة وحل النزاع مرة واحدة وإلى الأبد، ومن أجل القيام بذلك يجب أن يكون هذا التدخل شاملًا الآتي:

  • أن يكون بقيادة الولايات المتحدة، بما في ذلك الحلفاء الإقليميون والدوليون.
  • يستند إلى إطار قانوني دولي واضح ونتيجة سياسية.
  • تدخلًا محدودًا للغاية بالوقت، على سبيل المثال 3 سنوات.
  • تدخلًا محايدًا، بهدف حماية المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
  • تنظيم تسليم المساعدات الإنسانية العاجلة والمساعدات في غزة، وعودة الرهائن والبدء في عملية إعادة الإعمار.
  • سياق تنظيم انتخابات تؤدي إلى اتفاق سلام نهائي.

وأوضح "نسيبة" أن وجود القوة المتعددة الأطراف بقيادة الولايات المتحدة سيحقق ثلاثة أهداف، هي:

  • سيجعل التدخل أكثر قبولًا لإسرائيل مما يعزز فرص نجاحه.
  • سيعيد تأهيل الولايات المتحدة في العالم العربي والإسلامي، ويتصدى للتصور المتزايد عنها كعدو يقوم بتمويل وتسليح قوة احتلال عسكرية ترتكب جرائم حرب.
  • سيحمي المصالح الأمريكية فيما يتعلق بدعم أمن إسرائيل وعلى المستوى الإقليمي والدولي.

وأشار "نسيبة" إلى أن الولايات المتحدة كانت دائمًا الحليف الأقوى لإسرائيل، وينبغي لنا أن ننظر إلى هذا التدخل باعتباره ممارسة لهذا الدعم على أكمل وجه، من خلال التنفيذ الحاسم لاستراتيجية واقعية طويلة الأمد لضمان أمن إسرائيل، بدلًا من الرجعية القصيرة الأمد التي تعمل على إدامة تفجر أعمال العنف. 

وقال: "الولايات المتحدة وحدها هي التي تملك النفوذ والعلاقات لإقناع إسرائيل بذلك".

وأضاف: "إن التدخل المادي الحاسم سيكون أيضًا في مصلحة الولايات المتحدة؛ حيث قيادة هذه القوة المتعددة الجنسيات من شأنها أن تثبت بقوة القيادة العالمية للولايات المتحدة، خاصة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان". 

وأكد أن ذلك يضع الولايات المتحدة على الجانب الصحيح من "القيم والأخلاق" الدولية، وبالتالي يزيد من قوتها الناعمة. 

ورأى أن من شأن ذلك التحالف أن يمنع روسيا والصين من توسيع نفوذهما في الشرق الأوسط، وسوف يدعم حلفاء الشرق الأوسط، ومن شأنه أن يحقق الهدف بعيد المنال المتمثل في السلام في الشرق الأوسط ومستقبل آمن ومأمون لإسرائيل داخله.