رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفشل يلاحق نتنياهو: خسائر عسكرية.. انقسام الحكومة.. واحتجاجات لأهالى المحتجزين

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

يواجه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فشلًا ذريعًا فى إدارته الحرب الحالية على قطاع غزة، خاصة فى ملف استعادة المحتجزين الإسرائيليين، حيث فضل استمرار الحرب لإنقاذ حياته السياسية، على أن يبرم صفقة جديدة لحل الأزمة.

ويواجه «نتنياهو» عدة تحديات، منها ضغط الشارع الإسرائيلى وخسائر الجيش، ما يزيد من الضغط عليه فى ظل الانقسامات داخل حكومته.

وصعّدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين معارضتها «نتنياهو»، وقاطعت كلمته التى ألقاها أمام الكنيست، أمس الأول، حول استمرار الحرب فى غزة.

وقال «نتنياهو»، فى كلمته، إن نهاية الحرب فى غزة لن تكون قريبة، بل ستستغرق وقتًا طويلًا، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلى لن يتوقف حتى يحقق نصرًا حاسمًا ضد حركة حماس.

وفى محاولة لاحتواء احتجاجات أهالى المحتجزين، ذكر أنه وحكومته يعملان على استعادة الإسرائيليين الموجودين فى غزة، بالتوازى مع استمرار العمليات العسكرية هناك.

وأشار إلى أنه يتواصل مع قادة عدة دول من أجل إطلاق سراح المحتجزين، وأن إسرائيل لن تدخر جهدًا لإعادتهم من القطاع، ولكن فى الوقت ذاته، شدد على أن ذلك الهدف لن يتم تحقيقه دون وجود ضغط عسكرى إسرائيلى فى غزة.

من جانبهم، رفعت أسر المحتجزين الإسرائيليين لافتات تطالب بسرعة العمل على صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، من أجل استعادة أبنائهم من غزة، وأن يكون ذلك هو الهدف الأول على قائمة أهداف حكومة «نتنياهو».

وهتفت الأسر الإسرائيلية بعدة شعارات، منها: «أعيدوهم الآن.. الآن»، و«٨٠ يومًا! كل دقيقة جحيم»، و«ماذا لو كان ابنك؟!».

فى السياق ذاته، قال يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، إن استعادة المحتجزين من غزة يجب أن تكون الهدف الأكثر إلحاحًا فى الوقت الحالى، متابعًا: «إسرائيل أقوى من أن تدفع ثمنًا باهظًا، وممنوع أن تترك أبناءها.. يجب دعم أى صفقة لعودتهم والتحرك بكل السبل الممكنة».

أما الصفعة الأكبر التى تلقاها «نتنياهو»، حديثًا، فتمثلت فى الخسائر الفادحة التى تعرضت لها الكتيبة ٥١ من لواء جولانى، أحد ألوية النخبة فى الجيش الإسرائيلى.

وقرر الجيش الإسرائيلى إقالة قائد الكتيبة ٥١ باللواء، التى كانت تعمل داخل قطاع غزة، بدعوى تعريضه جنود الكتيبة للخطر خلال المعارك الدائرة داخل حى الشجاعية شمال القطاع.

وعملت الكتيبة ٥١ من لواء جولانى داخل غزة لنحو ٧٠ يومًا، لكنها واجهت خسائر ضخمة، كما أنها فشلت فى تنفيذ خططها وفق المستوى العملياتى المتوقع منها.

ودلل على ذلك، قرار الجيش الإسرائيلى بسحب لواء «جولانى» من شمال غزة، وهو القرار الذى تم اتخاذه بعد يوم واحد من إعلان مقتل ١٠ جنود وضابطة، بينهم ٨ من إحدى كتائب اللواء، وذلك بعد أيام قليلة من إصابة ٥ جنود آخرين بجروح خطيرة من اللواء ذاته.

وسمح الجيش الإسرائيلى، فى وقت سابق، بنشر أسماء ٩ ضباط وجنود قتلوا من بين صفوف «جولانى» خلال كمين نصبه لهم عناصر «حماس»، حيث تم وصف تلك المعركة فى الإعلام الإسرائيلى بأنها حادثة خطيرة استمرت لأكثر من ساعتين.

وقال التليفزيون الإسرائيلى إن الجيش يبرر قراره بسحب جنود «جولانى» بالحاجة لإعادة تنظيم صفوف كتائبه، خاصة أنها تكبدت خسائر ضخمة بين صفوفها على مدار الشهرين الماضيين.

ومع استمرار الحرب الإسرائيلية فى غزة، تتزايد حدة التوترات بين المستويين السياسى والأمنى فى حكومة «نتنياهو»، وكشفت القناة ١٢ فى التليفزيون الإسرائيلى عن أن «نتنياهو» منع يوآف جالانت، وزير الجيش، من إجراء مباحثات فردية مع ديفى برنيع، رئيس جهاز الاستخبارات «الموساد»، حول ملف استعادة المحتجزين من غزة.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن مستوى التوتر بين مختلف المستويات السياسية والأمنية فى إسرائيل أصبح متزايدًا فى الآونة الأخيرة، خاصة حول ملف استعادة المحتجزين الموجودين فى غزة.

ولم تكن تلك المرة الأولى التى يتخذ فيها «نتنياهو» مثل تلك الخطوة، لكن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه منع رئيس الموساد مرتين من حضور اجتماعات أمنية حول القضية ذاتها، حسبما نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.

وتشير تلك الخطوة الخطيرة من «نتنياهو» إلى مدى الأزمة داخل حكومته، حول التعامل مع مختلف محاور الحرب الجارية ضد غزة، خاصة فى ظل الضغوط التى بدأت تتزايد من جانب الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عدم تحقيق أهدافه حتى الآن.

فى السياق ذاته، بعثت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلى، رسالة إلى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، لبحث مدى إمكانية تحركه ومساهمته فى تسريع عملية استعادة المحتجزين من قطاع غزة.

وحرصت سارة نتنياهو على إيضاح أنها تكتب إلى بابا الفاتيكان بصفة شخصية، وليس بصفة رسمية، حسبما نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.