رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيل فتحى غانم.. هل كان هيكل بطل "الرجل الذى فقد ظله"؟

فتحي غانم
فتحي غانم

تمر اليوم الذكرى الـ24 لرحيل الكاتب الصحفي والروائي فتحي غانم، إذ رحل  في مثل هذا اليوم 24 فبراي 1999)، وعمل بالصحافة في مؤسسة روزاليوسف، ثم انتقل إلى جريدة الجمهورية أو مؤسسة دار التحرير رئيسًا لمجلس الإدارة والتحرير، ثم عاد مرة أخرى إلى روزاليوسف حتى وفاته عام 1999 عن خمسة وسبعين عامًا. 

كتب فتحي غانم العديد من الأعمال الروائية والتي وصلت إلى أكثر من تسعة عشر كتابًا ما بين الرواية والقصة القصيرة التي منها الجبل وتلك الأيام ومن أين؟ والبحر والساخن والبارد والغبي، وفي خلال ثلاث سنوات من عام1987 حتى عام1989 أصدرت له روايات الهلال وحدها ثلاث روايات هي بنت من شبرا وتو وروايته الأخيرة، الرجل الذي فقد ظله، وغيرها، هذه العمال لم تأخذ حقها نقديًا على حسب تعبير الكاتبة  الصحفية سناء البيسي  في التقرير نكشف  عن بطل روايته"الرجل الذي فقد ظله".

كانت علاقة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل بالكاتب الصحفي والروائي فتحي غانم  تستدعي أن يتنبأ الأول للثاني بأنه سيكون"هيكل " طول عمره في الصفحة الأولى، أما أنا "فتحي غانم " فسأكون طول عمري في الصفحة الأخيرة حيث النقد والأدب".

وقال الكاتب الصحفي سمير عطا الله،  عبر مقال له منشور بصحيفة الشرق الأوسط هل حقًا أن «الرجل الذي فقد ظله» هو محمد حسنين هيكل؟ يبتسم ويعطي إجابة مطابقة لجواب الأخوين رحباني كلما سُئل أحدهما من يكتب الشعر ومن يضع الموسيقى: «الجميع يطرحون هذا السؤال».

ولفت عطا الله إلى أنه في "عام 1999، قبيل وفاته بقليل، نشر فتحي غانم جزءًا من مذكراته الجميلة في «صباح الخير»، ولم يكن بد من التطرق إلى رباعيته «الرجل الذي فقد ظله»، وقد فعل ذلك تمامًا بطريقة تذكرني بمنصور الرحباني: ينفي بطريقة طهورية لدرجة تقنعك بأنه إنما يحاول التهرب من ظنونك، وفي الوقت نفسه، بأن بعض الظن، في هذه الحال، من حسن الفِطن، وليس إثمًا.

يقول: «كان يوسف عبد الحميد السويفي، بطل رواية (الرجل الذي فقد ظله)، شخصية بريئة وماكرة وانتهازية في نفس الوقت، وكانت قد مضت على ثورة يوليو (تموز) ثماني سنوات، فسقطت خلال هذه السنوات هالات أحاطت برجال الثورة، كانت ترفعهم إلى مصاف الأبطال الأسطوريين، وكان ما أسمعه من حكايات يؤلمني أن البطولة والأساطير تنسحب من عالم الواقع، ولأن مسحة البطولة والفداء تمتزج على نحو عجيب بالضعف البشري، ومن هنا، كان تفكيري في براءة يوسف وطفولته من ناحية، ونفاقه ومكره من ناحية أخرى. 

وكان لا بد أن يكون يوسف قد شق طريقه إلى القمة بعد معارك اقتحمها ببراءته ومكره ونفاقه، وكنت أتصوره الصحافي الأول في مصر، ومن هنا قلت للفنان جمال كامل عن شخصية يوسف ليرسمها، إنه محمد حسنين هيكل؛ لأنه في ذلك الوقت، كان الصحافي الأول في مصر، وكان مقربًا إلى عبد الناصر، لكن الحقيقة أن شخصية هيكل كانت أبعد ما تكون عن شخصية يوسف التي أريد أن أكتب عنها، فلا صلة بين وقائع حياة الشخصية الروائية، وواقع حياة الشخصية الحقيقية».

وبالرغم من نفي فتحي غانم  إلا أن  هناك شبه إجماع بين المثقفين أن الرواية تستعرض قصة صعود هيكل إلى رأس السلطة الصحفية والسياسية في مصر.