رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رائحة الموت: الاحتلال يشطب "عائلات بأكملها" من سجلات غزة

طفلة تبكي على كتف
طفلة تبكي على كتف شقيقها وآثار الدمار خلفها

مع أذان المغرب ليلة العاشر من أكتوبر الجاري، قُصف منزل قريب من عادل بنواري، فلسطيني يقطن بغزة طال ذاك القصف والدته حين كانت تسير في ذات الشارع، فجرًا علم عادل بأن القصف طال منزل عمه وزوجته وصغارهم، وفي الصباح وصل القصف إلى منزل عادل ليفقد أمه وزوجته وابنته وأخواته الثلاثة ويبقى.. هو يبكي من فقدهم.

في أقل من 24 ساعة فقد عادل أسرته وعائلته بأكملها: «لا أعرف كيف سأعود شخصًا عاديًا بعدما فقدت العائلة كاملة في يوم واحد فقط، ليتهم توزعوا على الأيام. المصاب ضخم وأصبحت بمفردي الآن أترحل من منزل إلى آخر بعدما هدم القصف مدنًا كاملة بمن فيها».

حين كان يدفن عادل أمه وصله خبر قصف منزل عمه، وفي الأثناء حين كان بالخارج قُصف منزله ليقضي على زوجته وأبنائه وتصبح العائلة بأكملها من الشهداء دونه: «لا أعي ما حدث فالأمور كلهم مرت كلمح البصر من القصف للقتل والدفن».

فجر السبت الماضي أطلقت المقاومة الفلسطينية الممثلة في حركة حماس عملية طوفان الأقصى عبر الذارع العسكرية لها كتائب القسام، وذلك ردًا على انتهاكات قوات الاحتلال في باحات المسجد الأقصى واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل.

وحتى الآن قتل 1300 إسرائيلي وأصيب 3526 وتم أسر ما يزيد على مائة آخرين، بينما سُقط 2329 شهيدًا و9024 مصابًا فلسطينيًا جراء قصف قوات الاحتلال العنيف على قطاع غزة على المدنيين، واستهداف العائلات دون إطلاق أي إنذارات للإخلاء، ما أدى إلى استشهاد عائلات بأكملها لم يتبق منها سوى فرد أو فردين فقط.

عادل: «يقتلون العائلات كاملة على بكرة أبيها»

يقول عادل، الذي لم يستوعب إلى الآن أنه فقد عائلته بالكامل خلال 24 ساعة فقط: «لا يطلقون الإنذارات قبل أي عملية قصف، إسرائيل تستهدف قتل العائلات كاملة للقضاء على أهالي غزة على بكرة أبيهم، وفوجئت بشطب أسمائهم من السجلات المدنية».

عادل يقطن في أنقاض منزله المتهدم في حي الكرامة بقلب غزة، رافضًا النزوح أو الترحيل متمسكًا بالأرض: «كانوا تركوا لي أي حد من عائلتي لا أعرف لماذا أعيش إلى الآن أنتظر أن يستهدفني القصف في أي وقت».

العائلات الآن بحسب وصف عادل تقطن في منزل واحد حتى إذا جاء القصف طال الجميع دون أن يتركوا أحدًا يتحسر من بعدهم على من مات: «الأحياء يعيشون الآن كالأموات في كل بيت في غزة هناك ما لا يقل عن خمسة شهداء وليس شهيدًا واحدًا».

مع توالي القصف خلال الأيام التالية فقد عادل نحو 12 فردًا من عائلته وأقارب زوجته وشطبوا جميعًا من السجلات المدنية في غزة على يد الاحتلال، مما شكل له صدمة قوية لأنهم أبرياء ولا ذنب لهم فيما حدث.

 

معروف: «500 مواطن تم حذفه من السجلات المدنية»

يؤكد معروف سلامة، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، لـ«الدستور» أن هناك 33 عائلة تم استهدافهم على نحو مباشر على يد الاحتلال الإسرائيلي، ومسحها من السجلات المدنية بسبب استشهاد الأب والأم والأبناء، حيث إن قصف البيوت فوق الرؤوس كان يتم دون تحذير وإنذار.

ويوضح أن هناك 47 عائلة أخرى بموجب 500 مواطن استشهدوا جراء القصف وشطبت أسمائهم من السجل المدني بالكامل، بعدما هدم الاحتلال بيوت بأكملها على رؤوس أصحابها، مرجعًا ذلك إلى محاولات الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية ومحو أصحاب الأرض.

عزيزة: «فقدت 20 شخصًا من عائلتي إلى الآن»

كانت عزيزة فلسطينية من حي الكرامة بغزة في منزل أمها الذي يضم والدها وخالاتها الثلاثة، حين سمعت بأن القصف طال منزلها في حي الرمال غرب المدينة واستشهد في تلك الغارة زوجها وابنتاها، هرولت سريعًا من ذلك الحي إلى ذاك حتى تطمئن على أسرتها، في الطريق علمت أن منزل أمها قُصف.

تقول: «وأنا في الطريق سمعنا صوت قصف شديد متتالٍ في مناطق متفرقة، بمجرد وصولي إلى منزلي وجدت زوجي استشهد وأبنائي الصغار يغطيهم الدماء، كنت أصرخ بشدة. لم أفق مما حدث حتى سمعت أن منزل والدتي قصف وماتت هي وعائلتها».

فقدت عزيزة زوجها وابنتيها ووالديها وخالاتها في 4 ساعات فقط خلال الأسبوع الأول من الحرب على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليس ذلك فحسب بل علمت من السجلات المدنية أنه تم شطب العائلة بالكامل بعد قصفها.

وردًا على عملية طوفان الأقصى أعلن الاحتلال الإسرائيلي حربًا شاملة على قطاع غزة منذ الأحد الماضي وحتى الآن، قام فيها بترحيل عدد من الأسر ومن بقى يتعرض للقصف المستمر داخل منزله وفي المخيمات.