رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصراع اللامنتهى بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.. الحرب فى تايوان


يقف الصراع اللا منتهى بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، على حد صعب من الاحتمالات الخطيرة، فى قرن، بدأ بمثل هذه الاحتمالات.. وحدث الانفلات، ليكون عالمنا فى الإقليم والمنطقة، يسير فى دورة الصراع القطبى بين دول قوية وأخرى متباينة القوة لكنها ذات اقتصاديات مختلفة. 
روسيا.. الصين.. الولايات المتحدة الأمريكية... صراع بموازاة صراعات العالم والعالم فى عمقها اللوجستى الأمنى،.. وصولا إلى الصراع الفكرى الأيديولوجى.. وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية، لتكون، محراك الشر، لتفتح غيمات الإنذار، تحلل وتفكك العالم وغياب التعاون الدولى، حتى الارتفاع على منظومة الأمن والسلم وفق الأمم المتحدة ومجلس الأمن. 
*تايوان ولا غير..! 
هناك من يناضل من أجل أن تكون نظرية صحيحة، قابلة للتداول (...) فى أقل من سنوات العقد الحالى، ستكون الحرب المدمرة بين الولايات المتحدة والصين، والرابطة العجيب هو تايون. 
تايوان ولا غير، إذ يقول الخبراء، حسب تحقيق لوكالة AP الأمريكية إن: الصين تمرر القوانين وبناء البنية التحتية قبل الحرب. 
.. وإذا نظرنا، فى جانب من التحليل الاستراتيجى، الجيوسياسي الأمنى، نقول إن ما حدث فى جاكرتا، إندونيسيا، تجمع أقطاب جنوب شرق آسيا، الذى تم يوم الخميس، ونتج عنه محاولة إبرام «اتفاق عدم اعتداء» طال تأجيله فى غضون ثلاث سنوات بهدف منع النزاعات الإقليمية المتكررة فى بحر الصين الجنوبى المزدحم من التحول إلى نزاع مسلح كبير، بحسب ما تسرب من البيان. 
.. وإذا هناك من تفكير سياسى، علينا أن نعى كيف يعلن أن الصين اتفقت مع «رابطة دول جنوب شرق آسيا» خلال اجتماع بين وزراء خارجية الكتلة المكونة من 10 دول وكبير الدبلوماسيين الصينيين «وانغ يى» فى العاصمة الإندونيسية جاكرتا على مبادئ توجيهية لاستكمال مفاوضات مدونة السلوك قبل خريف عام 2026. 
*الحدث.. دول الآسيان. 
.. بين قمة الناتو، وقمة الآسيان، دخلت الصين وأربع من الدول الأعضاء فى الآسيان - بروناى وماليزيا والفلبين وفيتنام- جنبًا إلى جنب مع تايوان فى مواجهة إقليمية استمرت عقودًا فى الممر المائى المتنازع عليه، وهو ممر رئيسى للتجارة العالمية يُعتقد أنه يقع على أعالى البحار الشاسعة. رواسب النفط والغاز، عدا عن ممرات سلاسل الإمداد وتجارة «كل شىء - تقريبا بما فى ذلك المخدرات والأسلحة والبشر. 
.. بين الصين والولايات المتحدة الآسيان، الواقع الجيوسياسية، ضد مصالح التعاون الدولى، كان يُخشى من المنطقة المتنازع عليها باعتبارها بؤرة اشتعال آسيوية وأصبحت جبهة حساسة فى التنافس بين الولايات المتحدة والصين فى المنطقة، حسب تقارير إعلامية متوازية تصدر عن الأطراف. 
* ماذا فى جعبة صحيفة Epoch Times
الكاتب الأميركى، أندرو ثورنبروك، قال فى صحيفة ايباك، إن المؤشرات تدل أنه: «يتخذ النظام الشيوعى الصينى إجراءات لعزل اقتصاده وبناء البنية التحتية اللازمة لشن حرب غزو ضد تايوان».
.. وأكد، أن الحزب الشيوعى الصينى (CCP)، الذى يحكم الصين كدولة الحزب الواحد، يتخذ إجراءات مماثلة لتلك التى اتخذتها روسيا قبل غزو أوكرانيا، وفقًا ل«جيه كايل باس»، كبير مسئولى الاستثمار، مؤسس ومدير الاستثمار فى Hayman Capital Management، مدير استثمار فى الصناديق الخاصة التى تركز على الفرص العالمية التى تحركها الأحداث. 
«بأس» يخوض رؤية أحادية، الفكر الاستراتيجى فيها رأس مالى، مصلحى، يصب فى نظرة الغرب من العالم والقوى الدولية خارج فلك حلف الناتو، وهو يعزز بالقول إن: «الحزب الشيوعى الصينى يقوم ببناء 18 ملجئًا للغارات الجوية فى مقاطعة فوجيان المجاورة لتايوان. وأضاف باس أن النظام يبنى أيضًا أكبر مستشفى قتالى فى العالم فى المنطقة، قائلًا إن هذه الخطوة تذكرنا ببناء روسيا لبنوك الدم على حدود أوكرانيا فى الأشهر التى سبقت غزوها العام الماضى، هذا الحديث، كان وفق المصادر فى 12 تموز (يوليو) فى معهد هدسون، وهو مؤسسة بحثية محافظة: «إنه يحدث مرة أخرى، ونحن بحاجة إلى الانتباه»، مشددا: «أعتقد أنه من المحتمل جدًا أن [الحزب الشيوعى الصيني] يغزو تايوان».
* الصين تعمل بجدية

.. فى ذات المصدر، ايباك ميديا، أن الصين تعمل بجدية : «أمر زعيم الحزب الشيوعى الصينى شى جين بينغ الجناح العسكرى للنظام بالاستعداد للحرب والاستعداد لبدء غزو تايوان بحلول عام 2027. يقوم النظام باستعدادات المجتمع بأسره لتحقيق هذه الغاية».
.. ونقل عن «باس» إن الصين اتخذت عدة إجراءات لتوسيع سلطته القانونية لاستهداف الشركات الأجنبية العاملة فى الصين كجزء من هذا الجهد. 
. اللافت فى معلومات «باس» تأكيده، أن ما حدث فى عام 2020، على سبيل المثال، قيام الحزب الشيوعى الصينى بتحديث قانون الاستثمار الأجنبى الخاص به للسماح لنفسه بمصادرة وتأميم أى أصول أو استثمارات أجنبية فى الصين فى حالة الحرب.
.. وأنه، «إذا فرضت الولايات المتحدة أو أوروبا عقوبات على الصين وكانت هذه الشركات من الولايات المتحدة وأوروبا تلتزم بعقوباتها الخاصة، يمكن للصين تأميم الأصول واحتجاز الناس».
ما يقوله « باس»، يمنح العالم، مع الولايات المتحدة وأوروبا، فرص التفكير فى واقع المستقبل الأمنى، ذلك أن: «كل هذه الجهود كانت جزءًا من الجهود القانونية الشاملة للنظام للتحضير للإجراءات التى من المحتمل أن يتخذها بعد غزو تايوان». وفق المصدر ذاته. 
.. والغريب، الذى يبدو منطقيًا، أن من بين: «الإجراءات التى يتخذها النظام لعزل نفسه عن النفوذ الدولى، التخزين الجماعى للحبوب والذهب ومصادر الطاقة» هذا تحذير بأس المعزز بالمعلومات ورؤية المستقبل.

* هل أصبحت روسيا حقًا تابعة للصين؟
عنوان دراسة للباحث الروسى «ميخائيل كوروستيكوف»، وفيها قال: «قد يكون لدى الصين فرصة لتحويل روسيا إلى تابعة لها، لكن ليس لديها سبب مقنع للقيام بذلك»، وهذا مؤشر على انشغال الصين القادم فى الشأن الذى يمهد الطريق نحو تايوان. 
ذلك أنه: «منذ بداية الغزو الروسى الشامل لأوكرانيا، نما التعاون الروسى الصينى فى جميع الاتجاهات. لا تدحض موسكو حقيقة أنها تراهن على الصين فى المواجهة العالمية مع الغرب، حيث ترى بكين كمركز بديل للقوة له مصالح وقيم مماثلة لنفسها». 
.. لطالما اعتبرت بكين المواجهة العميقة مع الغرب حتمية، وليس دون سبب. نظرًا لأن بكين ليس لديها نية لتغيير مسارها، فإن فرض عقوبات جديدة ضد الصين يبدو أنه مسألة وقت فقط. يتيح التعاون الوثيق مع الكرملين والهيئات الروسية الرسمية الأخرى لبكين فهم كيفية تأثير العقوبات على الاقتصاد، وما هى طرق التحايل الموجودة، وكيف سيتصرف النظام المالى، وما هى تدابير الحماية الفعالة وأيها غير فعالة. 
تعد التجربة التى يكتسبها الجيش الروسى حاليًا فى أوكرانيا أكثر إثارة للاهتمام لبكين. يتم شراء نسبة كبيرة من الأسلحة الصينية إما من روسيا أو تطورت من النماذج الأولية الروسية والسوفياتية. فى أوكرانيا، يتم اختبار متانة هذا السلاح على نطاق واسع ضد نظائرها الغربية، وفى ظروف الحرب الحقيقية.
بالتأكيد، قد لا تكون هذه التجربة قابلة للتطبيق بشكل كامل فى حالة وقوع هجوم على تايوان، ولكن حتى عُشر هذه المعلومات يجب أن تحصل عليها الصين على حساب دماء الجنود إذا قررت اكتشافها بنفسها. وبدلًا من ذلك، فإن التعاون العسكرى القائم بين البلدين يمنح الصين إمكانية الوصول إلى هذه المعلومات دون تكاليف كبيرة.

.. فشل جهود إدارة بايدن فى المهادنة
بالعودة إلى رأى « بأس» إنه بينما يستعد الحزب الشيوعى الصينى للحرب، بدت أجزاء رئيسية من إدارة بايدن مكرسة لمحاولة تشجيع الانخراط الاقتصادى مع النظام.
.. ونقل عن المصدر: «علاوة على ذلك، كما قال، فإن اللاعبين الرئيسيين فى الخزانة وفى أماكن أخرى ببساطة «لن يتحدثوا عن» استخدام أقوى الأدوات الاقتصادية المتاحة للأمة، مثل طرد الصين من نظام SWIFT المصرفى، والذى من شأنه أن يشل اقتصاد النظام بين عشية وضحاها تقريبًا؛ وإن إدارة بايدن ستحتاج إلى البدء بجدية فى مناقشة إمكانية استخدام أخطر أسلحتها الاقتصادية ضد الحزب الشيوعى الصينى فى حالة حدوث غزو لتايوان».

*من هو «باس».. سياسيًا واقتصاديًا؟. 
«جيه كايل باس» عضو مدى الحياة فى مجلس العلاقات الخارجية وحاصل على وسام جمعية السياسة الخارجية لعام 2019 تقديرًا لمفهومه الدولى المسئول. أدلى بشهادته كشاهد خبير أمام مجلس النواب الأمريكى ومجلس الشيوخ الأمريكى ولجنة التحقيق فى الأزمة المالية.
.. بين عام وآخر يبتلى العالم أزمات الحروب، والاقتصاد وفشل التعاون الدولى ومنظمات العالم الأممية، ما زلنا فى المنطقة والإقليم، نتلقى ضربات دون أن يكون لدينا استراتيجية للرد أو المقاومة أو الخروج من نفق صراع الدول الكبرى.. هذا حديث يحتاج منا إلى حرية الفكر وفتح دراسات معمقة.. قد تكون رؤية إقليمية ذاتية.. لربما!