رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتصار الهوية.. هكذا قتل «الإخوان» أنفسهم

اليوم العيد عيدان، احتفالنا بثالث أيام عيد الأضحى المبارك، وعيد الخلاص من حكم جماعة الإخوان، فاليوم تمر علينا الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو المجيدة وسط هزائم كبرى تلاحق «الجماعة».

30 يونيو كانت بداية الخلاص من حكم «المرشد»، وحربنا ضد التطرف والإرهاب، ثورة المصريين أعادت المحروسة لأهلها، وأفشلت أجندات خارجية لتركيع البلاد.

الثورة المجيدة كانت وستظل إحدى أهم العلامات التاريخية الفارقة، وأهم من كونها انتصارا على «الجماعة».

ثورتنا المجيدة كانت تجسيدًا لإرادة الشعب الكريم، الذي حارب وتصدى للتطرف والإرهاب وفئة رجعية تآمرت على الأرض والشعب لتحقيق مصالح «الأخوة».

وفي الحقيقة، 30 يونيو كانت استكمالًا لمطالب الشعب بعهد جديد، وإرساء مبادئ العدالة والديمقراطية، بعد فترة من التخبط وعدم الاستقرار، واحتياج البلاد لرؤية جديدة وأدوات قادرة على التغيير.

المصريون بعد ثورة 30 يونيو قرروا تحطيم كافة القيود والتخلص من «الإخوان» الذين اختاروا مصيرهم قبل أن يبدأ من الأساس بعد أن ظنوا أن لهم الحق الوحيد في قيادة التغيير بعد 25 يناير، وفي غفوة اتخذها المصريون بعد حراك يناير السياسي تحكمت «الجماعة» بزمام الأمور وفازت بالانتخابات الرئاسية في 2011، ومجلس النواب، والإعلان الدستوري.

الأهم في كل هذه الصور هو عدم ثقة المصريين بهم مطلقًا، وبعد فترة من فوزهم بالاستحقاقات الدستورية ظهر وجههم القبيح.

ولعلنا في الذكرى العاشرة للثورة المجيدة ندون أهم الدوافع التي عجّلت بثورة المصريين على جماعة الإخوان.

«إخوان كاذبون»

أهل مصر، والمعروف عنهم حبهم الشديد للأديان، تعاملوا مع «الجماعة» على اعتبار أنهم متدينون وسيصدقون القول والفعل، لكنهم سرعان ما ظهر عكس ذلك.

كذبة الإخوان الأهم كانت عندما رفع مرشحهم «محمد مرسي» شعار «طفرة في الـ100 يوم الأولى» وحل مشكلات الوقود، الخبز، المرور، الأمن والنظافة، وعندما وصل لسدة الحكم تناثرت هذه الوعود في الهواء، وظهر عدم خبرتهم في أي شيء، ومع تكرار المواقف أيقن المصريون أنهم «إخوان كاذبون».

«فنكوش النهضة»

فشلت «الجماعة» في إقناع المصريين بمشروع «النهضة» الذي لم يكن سوى أفكار مشتتة من متواضعي الخبرة غير المتخصصين.

الإخوان لم يكن لديهم رؤية واضحة في حل المشكلات الاقتصادية المتراكمة، أو حتى الاهتمام بالطبقات الفقيرة والمعدمة من سكان المقابر والمساكن غير الآدمية، واكتفوا بتصريحات وهمية فارغة من أي محتوى جاد.

«كراهية الوطن»

الإخوان يكرهون مصر، الوطن الذي قال فيه الإخواني سيد قطب: «وما الوطن إلا تراب عفن أما نحن فوطننا الإسلام»، فبعد فشلهم في إقناع المصريين بهم ظهروا على حقيقتهم وشعورهم تجاه الأرض المحروسة وأهلها.

«بلطجية الإخوان»

بعد وصول «الجماعة» لسدة الحكم وسيطرة مكتب الإرشاد على كرسي الرئاسة، أصدر «مندوب المقطم» في قصر الرئاسة «محمد مرسي» قرار عودة مجلس الشعب المنحل بحكم قضائي للانعقاد، وتصدت المحكمة الدستورية لهذا القرار، وحاول الإخوان تغيير النائب العام عبدالمجيد محمود، وتعيين نائب تابع لهم.

وفي نوفمبر 2012 أصدروا ما أسموه بالإعلان الدستوري المكمل، والذي تضمن جعل قرارات الرئيس غير قابلة للطعن، في اعتداء سافر وغير مقبول على القضاء المصري وأحكامه.

«الاستحواذ والأخونة»

حاول الإخوان في هذه الفترة من تاريخ مصر الاستحواذ على الإعلام وتكميم الأفواه، فحاصروا هم ومناصروهم مدينة الإنتاج الإعلامي، واعتصموا هناك ومنعوا دخول أو خروج أي من العاملين بها.

لم يكتف الإخوان بهذا فقط، بل أقصوا الكفاءات وعينوا بالأمر المباشر 8 وزراء، 5 محافظين، وأفراد في مؤسسة الرئاسة في 8 أشهر، واخترقوا 20 وزارة وعينوا بها مستشارين للوزراء، متحدثين إعلاميين، رؤساء للقطاعات، وكذلك في الأحياء والمراكز.

استحوذ الإخوان على النقابات المهنية وفروعها في المحافظات، ومجلس الشورى، والقومي لحقوق الإنسان، والأعلى للصحافة، والقومي لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة.

«دماء ذكية»

دفع المصريون فاتورة دم كثيرة أثناء حكم الإخوان، وارتفع صوت «مرسي» بـ«سلامة الخاطفين والمخطوفين» في مجزرة رفح الأولى والثانية.

وفي الاتحادية وقعت اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين راح ضحيتها 13 من خيرة شباب مصر، بينهم شهيد الصحافة الحسيني أبوضيف، وإصابة 600 آخرين.

«تمرد»

كل هذه الأحداث كانت مسامير في نعش الجماعة الإرهابية، فغضب الشعب وتحرك الجمع، وتكونت حركة تمرد في أبريل 2013 من قلب العاصمة القاهرة، ودعت الحركة للتوقيع على وثيقتها، لتنتهي في 30 يونيو 2013، واستهدفت جمع 22 مليون توقيع لعزل «مرسي».

«البداية»

خرج المصريون في 30 يونيو 2013، رافضين حكم الإخوان، وكرههم لمصر والمصريين، واختاروا قائدًا جديدًا لتصحيح المسار وبناء وطن قوى نحن الآن في بدايته قاصدين أن تكون مصر «أم الدنيا».