رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عائلة سودانية فى أسوان تفتح بيتها للفارين من الحرب: «ادخلوها آمنين»

عائلة عم فتحى مع
عائلة عم فتحى مع محررة الدستور

لم يكتف عم فتحى، الرجل السودانى البالغ من العمر ٦٠ عامًا، بأن يوفر ملاذًا له ولأسرته فى قرية «كركر» بمحافظة أسوان، بعدما شعر منذ فترة طويلة بأن الحرب على الأبواب فى بلده الأصلى، بل بادر بفتح بيته الصغير لاستقبال مواطنيه القادمين إلى مصر، بعد تفاقم الأوضاع فى البلد الشقيق.

وقال عم فتحى، لـ«الدستور»: «شعرت منذ شهور بأن هناك حربًا ستشتعل بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، لذا اخترت أن أذهب بأسرتى إلى مصر، تحديدًا إلى قرية كركر فى أسوان، ومنها كنت أذهب إلى السودان فى زيارات قصيرة فقط للاطمئنان على الأهل»، لافتًا إلى أنه يصمم حقائب من الخوص والجلد ويبيعها فى أسواق أسوان لتوفير احتياجات أسرته.

وأضاف: «حينما أتيت إلى مصر، تركت ورائى الأشقاء، وكنت أحرص باستمرار على الاطمئنان عليهم، وللأسف وصلت الحرب إلى بيوت العائلة فى أم درمان وبحرى، حيث أخبرنى أشقائى بأن القذائف تسقط عليهم بشكل عشوائى، وبدأوا فى تطبيق الإجراءات الاحترازية، مثل غلق الأبواب والمكوث فى الغرف ووضع المراتب والمخدات على الشبابيك لتفادى الرصاص».

وأفاد بأن ابنه يبلغ من العمر ٢٠ عامًا ويدرس فى جامعة بالسودان، بمجرد اشتعال الأوضاع أغلقت الجامعات فانضم الابن إلى أبيه وأمه فى مصر، حيث بلد الأمن والأمان، التى قال عنها الله سبحانه وتعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

وأشار إلى استقباله فى منزله الكثير من الضيوف والأقارب، خلال الفترة الماضية، متابعًا: «قرية كركر آمنة جدًا، واستطعت أن أجد لقمة عيش فى مصر بفضل الله وبترحيب من الأشقاء المصريين»، كاشفًا عن أن أهل زوجته مصريون، لكنه فقد التواصل معهم منذ سنوات، ومنهم من يعيش فى «دراو» و«كلابشة».

وقالت السيدة كوثر أبوالقاسم، زوجة عم فتحى: «استقبلنا فى منزلنا شقيقى وزوجته وأولاده الأربعة، الذين فروا من السودان بمجرد اشتعال الأوضاع»، مضيفة: «منزلى مكون من غرفتين وصالة كبيرة، ونظرًا لأن عدد الضيوف من الأقارب كبير، أصبحنا نفرش المراتب على الأرض ليتسع المكان للجميع».

وواصلت: «لا يزال هناك أقارب يعيشون فى السودان، وأحاول الاطمئنان عليهم وتوجيه نصيحة لهم أن يأتوا إلى مصر، بلد الخير والأمن والأمان»، مشددة على أن «مصر جميلة جدًا، والناس هنا ودودون ورحبوا بنا، فقد تطوعت جارتى المصرية وفتحت بيتها لاستقبال ضيوفى وضيوف مصر.. الناس هنا طيبون وحلوين شديد».

وأكملت: «كل السودانيين يرون مصر بلد الأمان، والدليل أن أسرتى جاءت بالكامل إلى مصر، وينامون ويتركون الباب مفتوحًا حتى الصباح، وضيوفى هؤلاء سعداء ويشعرون بالأمان فى مصر»، لافتة إلى أن «كل من جاء من السودان مُصاب بصدمة، ويشعر بالتوتر إذا سمع صوت طائرة أو سيارة». وعن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى باستضافة الأشقاء السودانيين، قالت: «يسلم الرئيس السيسى، ربنا يديه العافية، ما قصر مع السودانيين، ويعاملنا المصريون بكل ود ومحبة».