رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير سياسى: جهود مصر لإجلاء رعاياها من السودان تعكس قدرتها ومكانتها الكبيرة

الدكتور أحمد سيد
الدكتور أحمد سيد أحمد

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية والشئون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجة، إن الجهود التي قامت بها مصر لإجلاء رعاياها من السودان تعكس قدرة وإمكانات الدولة المصرية وامتلاكها كل الوسائل اللوجستية القادرة على إعادة المصريين في الخارج، منوهًا إلى أن هذه العملية تمت باحترافية، وكانت مصر من أوائل الدول التي قامت بإجلاء رعاياها خاصة من الجنود المصريين الذين كانوا في مهمة تدريب مشتركة مع القوات المسلحة السودانية، ما عكس ثقل مصر والاستجابة لمطالبها.

 

جهود مصر لإجلاء رعاياها في السودان

وأضاف سيد أحمد، أن هذه الجهود عكست حرص مصر على رعاياها في الخارج وتأمين عودتهم وتوفير كل سبل الأمن والاستقرار لهم، فمصر دائمًا في كل المواقف الصعبة وفي كل التحديات تكون حريصة على تأمين عودة أبنائها إلى بلدهم، وهذا يعكس حرص ومسئولية الدولة على مواطنيها وأمنهم في كل أنحاء العالم، وبالتالي عكست هذه العملية سواء إجلاء المدنيين أو العسكريين، قوة ومكانة وقدرة الدولة المصرية وثقلها.

وأضاف خبير العلاقات الدولية والشئون الامريكية، أن عملية إجلاء المواطنين من السودان مستمرة بسبب وجود عدد كبير من المواطنين المصريين في السودان، وتخضع لتقييم الأوضاع الأمنية، ومصر حريصة على تفادي أن يصاب أي مصري بمكروه سواء من المواطنين العاديين أو من الدبلوماسيين أو من غيرهم من المصريين.

ونوه إلى أن التحدى الأخير الذي يواجه مصر كما يواجه الدول الأخرى هو حالة الوضع الأمني في السودان واستمرار الاشتباكات، ما يهدد بوجود مخاطر أمنية على عملية الإجلاء عبر الطيران في ظل ضرب مطار الخرطوم ومخاطر الملاحة الجوية وتوقفها في السودان، بالإضافة إلى صعوبة النقل البري بسبب طول الطرق وتعرضها للقصف أو وجود عمليات مسلحة عليها قد تعرض الرعايا للخطر، وكلها موضوعات تتعامل معها مصر بحرفية في ظل تكاتف كل أجهزة الدولة المصرية بتوفير سبل الأمن للرعايا.

عمليات التصعيد تؤثر على الإجلاء

وأوضح أن كل المؤشرات في السودان تؤكد أن الطرفين في السودان يتجهان إلى التصعيد، وفرص حل الأزمة في المدى القصير تبدو ضئيلة في ظل الرهان على الخيار العسكري واستمرار الاشتباكات، ووجود عمليات كر وفر والسيطرة على المقارات السيادية.

وقال الخبير السياسي إنه مع دخول المعارك أسبوعها الثاني تظل الأوضاع كما هى في تفاقم، كما أن إجلاء الدبلوماسيين الأجانب من السودان يعكس خطورة الوضع هناك، وأن الدول الغربية بدأت تستشعر بأن الأوضاع الأمنية خطيرة، وبالتالي هذا يعني أن الأوضاع مرشحة للتفاقم والاتساع والتعقيد وربما تشهد حربًا طويلة في ظل حروب الشوارع والكر والفر، وقيام الدعم السريع بالسيطرة على بعض الشوارع ثم الانسحاب منها، لكن هناك معركة بأن الجيش السوداني لن يقبل بهزيمته وسوف يحافظ على الدولة السودانية، وبالتالي في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة وتشابك الأزمة قد تطول، وهذا قد يؤثر سلبًا على عمليات الإجلاء خاصة الرعايا والمواطنين العاديين خاصة في ظل وجود عدد كبير من الرعايا الأفارقة.