رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

(الوثائقية).. السلاحُ الذى كانت تفتقده مصر.. وطلقةٌ لا تزال غائبة!


(1)
لم تخذلنا (المتحدة للخدمات الإعلامية). هذا هو الانطباع القوى بعد مشاهدة المحتوى، وشكل تقديمه، ومَن يقدمون هذا المحتوى على شاشة (الوثائقية) فى أول يومين من بدء بثها.. سلاح المعلومات ووسائل تقديمها كان أحد أهم الأسلحة التى تمت محاربة مصر بها فى السنوات الأخيرة. وحتى الآن فإن ما أحدثته (الجمهورية الجديدة) من قنوات إعلامية مميزة يثبت أننا نسير على الطريق الصحيح، ويكشف أيضًا ما كانت تفتقده مصر فى العقدين الأخيرين من أسلحة العصر الحديثة من وسائل تداول المعلومات، وهى الأسلحة التى فاقت أحيانا فى قدرتها ونجاحاتها الأسلحة التقليدية، ولقد رأينا بأعيننا وعلى الهواء مباشرة كيف حدث ذلك وكم دفعت مصر ثمنًا لحدوثه!.
تنوع المحتوى، وتقديمه مترجمًا باللغة الأجنبية الأولى فى العالم، وهذا السيل من المعلومات والحقائق والأرقام عما يخص الشأن المصرى العام أو اليومى، بالإضافة للنجاح فى انتقاء العناصر البشرية المؤهلة ثقافيًا ولغويًا، كل ذلك بدا واضحًا من الإطلالة الأولى للقناة بشكلٍ أسعدنا جميعا.
انطلاق (الوثائقية) بهذه القوة وبهذا الفكر قطعا سوف يُحرج المصريين، وسوف يقيم عليهم الحجة وينفى عنهم أى عذرٍ بالجهل عما يخص بلادهم. فمن أراد منهم المعرفة عن بلادهم وأحوالهم وهى معرفة واجبة لا رفاهية بها، فها هو المصدر الذى يمكن الوثوق به، ومن تخلّف عن واجبه هذا، فهو يتنازل بالتبعية عن حقه فى المساءلة والمحاسبة! 
(2)
كانت البداية فى اليوم الأول من بث القناة قوية جدا، لقاءٌ مع الإرهابى رشيد المصرى أحد قادة داعش الإرهابية. نجح المذيع أحمد الدرينى فى خطف العيون بهدوئه ورزانته وإدراكه متى يتحدث ومتى يصمت ومتى يستدرج محاوره للاستفاضة، هذا بالإضافة لإتقانه للغة. أعتقد أن هذا الحوار أخطر وأعمق بكثير ًجدا من مجرد سرد رحلة إرهابى فى غياهب جماعات سفك الدماء المختلفة عبر أراضى عدة بلدان عربية. كما أعتقد أن بداية الحوار هى الأهم، وهى التى يجب أن توضع بين قوسين لمن يهمه أمر هذه البلاد! 
لأن ما بعد البداية كان فى معظمه سردًا لوجستيًا، وفى بعضه كان مبارزة فكرية مثيرة، وفى قليلٍ منه كان فقهيا عبثيا!
قال الإرهابى - فى بدء حديثه وردا على سؤالٍ منطقى عن سر تحوله من طالب جامعى فى كلية مرموقة جدا إلى إرهابى - ما معناه أن السبب أننا كمسلمين مطالبون بالعودة بالإسلام لصورته الحقيقية الأصلية كما كان فى القرون الثلاثة الأولى!
حقيقة أعجبنى جدا ما قاله وصدقت أنه صادقٌ فيما يقول! 
لأن ما قاله هو نفسه ما قاله المودودى وحسن البنا وسيد قطب وعمر عبدالرحمن وآل الزمر وعبد السلام فرج و.. جميع مَن اُبتلى بهم المسلمون عامة والمصريون خاصة فى القرن المنصرم، ودفعت مصر ثمنه فى العقود الأربعة التى تلت انتصار أكتوبر!
هذا يعنى أننا كمسلمين معاصرين غيرُ ملتزمين بالإسلام لأننا نحيا – سياسيًا واجتماعيًا وثقافيا وقضائيًا – على غير ما عاش عليه المسلمون فى القرون الثلاثة الأولى من عمر الإسلام!
فنحن المسلمين طبقا لهذه الفكرة الأم لا نلتزم بصورة الإسلام الأولى سياسيا لأننا أسقطنا جزءًا من هذا الدين وهو الخلافة ورضينا بحياة التشرذم فى دول منفصلة سواء كانت جمهوريات أو ملكيات، لأن كل ذلك ضد فكرة الإسلام فى أن ينضوى المسلمون تحت نظام حكمٍ واحد فى دولةٍ واحدة! 
ونحن المسلمين لا نحيا اجتماعيًا وثقافيًا على صورة الإسلام الأولى، فى فنوننا وعاداتنا وطرق ملبسنا ومأكلنا ومشربنا وحتى كلمات التخاطب اليومية!
ونحن قضائيا نتحاكم بغير ما أنزل الله من قوانين وضعية بشرية، بل ونخلق مجالس تشرع ضد شريعة الإسلام!
(3)
حقا لقد قال فأوجز! فهذه الفكرة الأم هى السبب الأعظم والأوحد، وكل ما تلاها من تفاصيل ومسميات وجرائم وخراب لم يكن إلا مجرد نتائج ليس إلا! 
فكل الجماعات فى غضون ما يقرب من قرنٍ من الزمان، وكل الجرائم فى مصر فى أربعة عقود، وكل ما ناءت بحمله مصر من انفجار سكانى وفقر وتخلف وآلاف الشهداء والمصابين من رجال الشرطة والمفكرين والمواطنين العاديين فى الشوارع فى الثمانينات والتسعينات وكل التخريب الاقتصادى فى قطاع السياحة، وكل طلاب مصر الذين كانوا فى طريقهم ليصبحوا بعد سنوات مواطنين عاديين ثم تحولوا إلى قتلة ومجرمين بعد جلسة أو عدة جلسات عند أقدام أحد أئمة التكفير، كل ذلك لم يكن إلا مجرد قرابين على مذبحٍ الهوس بالفكرة المجنونة ومحاولة عبثية لإلغاء أكثر من ثلاثة عشر قرنًا من الزمان بكل أحداثها وتطوراتها وتقدمها وإنجازاتها!
وكل مَن يُطلق عليهم مسمى (دعاة) ممن ورد ذكرهم فى الحوار وممن لم يرد ذكرهم - لكننا نعرفهم تماما وألقينا بهم إلى صفحات التاريخ التى لا تجدى معها أى مواد إزالة – قد صنعوا شهرتهم بين الناس وثرواتهم فقط من خلال القيام بدور تجّار جملة لترويج الفكرة بين ملايين المصريين! تلقفوها من رءوس وأفواه من نطقوا بها للمرة الأولى ثم عظموها وأضاف كلٌ منهم رتوشه لتجميل بضاعته ثم قام ببيعها عبر شرائط الكاست والكتب وفى عُلب ما كان يسمى كذبا جميعات دينية!. 
لقد صنعوا ما يعتقدون أنه مجدٌ دينى ودعوة مدفوعة الأجر مقدما على جثة أوطان ومواطنين كانوا فقط يؤدون أعمالهم ويحرسون ثغور بلادهم!
وكل أئمة المساجد الرسميين - ممن أغرت نفوسَهم شهرة طبقة دعاة الفكرة المجنونة – فاستغلوا منابر مساجدهم لتعظيم الفكرة الأم وقلقلة عقول وقلوب الناس ضد أوطانهم وحياتهم فأضلوهم وخلقوا منهم متاريس شعبية تتسفسط لتبرير جرائم القتلة، كل هؤلاء مشاركون تماما فى كل الجرائم التى اُرتكبت انطلاقا من تلك الفكرة!
(4)
منذ عقد الثمانينات وحتى سنواتٍ قليلة مضت، دفع رجال أجهزة وطنية مصرية وحدهم ثمن مواجهة جنود الفكرة وجرائمهم التى غلب عليها طابع الخسة الإنسانية والاندساس بين المواطنين لإدراكهم بأن الأجهزة الأمنية المصرية لن تقدم أبدا على المواجهة العشوائية. ثم ترفقت الأقدار بحاضر مصر ومستقبلها فانتفض عقل قيادة مصر منذ سنواتٍ قليلة وأقدم على خوض المواجهة العقلية والفكرية الحتمية. 
ولقد قطعت مصر فى تلك السنوات الأخيرة شوطًا مهمًا فى ذلك الطريق الطويل الأخطر لمواجهة ودحض وهزيمة الفكرة الأم، وحرصت مصر فى غمار المواجهة على الحفاظ على الحد الضرورى من التماسك العقلى الجمعى لإدراكها عِظَم ما تراكم به عبر العقود الأخيرة! 
ورغم ذلك الجهد الكبير والجرىء الذى تقوم به بعض المؤسسات الدينية التى تستند إلى توفر الإرادة السياسية وتحمسها لذلك الجهد، إلا أننا مازلنا نتحسس الاقتراب من تلك المساحة التى تتجمع بها الأسلاك الشائكة! 
تلك الأسلاك التى تتشابك وتتعقد عقليا وفكريا، لكنها تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين، الأولى منهما تقديم إجابة واضحة ومعلنة وجريئة وموثقة للسؤال الأهم، قبل أن تطالبوا المسلمين اليوم بالعودة قسرا إلى ما كان عليه المسلمون الأوائل فى القرون الثلاثة الأولى، ماذا عن تلك القرون الثلاثة الأولى؟! 
ماذا حدث بها؟! هل قرأ الطالب المصرى الجامعى - قبل أن يتخذ قراره بالتحول إلى كما يظن جندى لمحاولة إحياء تلك القرون الثلاثة من مراقدها - كتابًا تاريخيًا موضوعيًا واحدًا عنها؟! بل هل قرأ إمام أى مسجد ممن انضووا تحت نفس الراية كتبًا تاريخية علمية حقيقية عما حدث قبل أن يُضلوا الناس على المنابر بتقديم صور ملائكية عن تاريخٍ بشرى؟! 
هل كان المسلمون فى تلك القرون الأولى ملائكيين سياسيا وأخلاقيا؟! وماذا عن دماء آلاف المسلمين فى الصراع على مقعد الخلافة؟! وماذا عن احتلال الأوطان واغتصاب أراضيها وممتلكات شعوبها وإلصاق ذلك كذبا بالدين الإسلامى؟! ألم تكن هناك فى صدر الإسلام ولسنوات غير قليلة خلافتان متزامنتان؟!
وكيف لطالب كلية طب أو هندسة طيران – كما ورد فى حوار الإرهابى - أن يسلم عقله هكذا دون أن يكلف نفسه مشقة القيام بأى بحث تاريخى موضوعى؟! فقصتهما – الإرهابى رشيد رضا والإرهابى أمجد – هى نفس القصة السوداء التى تكررت آلاف المرات فى ردهات وقاعات جامعات مصر!.
فأولا وقبل أن نخوض فى مدى منطقية أو مشروعية المطالبة بالعودة إلى تلك القرون، يجب أن نخبر الناس بحقيقة تلك القرون، وأن نقدم الأحداث التاريخية بدون تطويق أعناقها بأكاليل دينية مزيفة!
وكم كنتُ أتمنى أن يقفز الحوار إلى تلك المنطقة!
(5)
أما المجموعة الثانية من الأسلاك الشائكة، فهى السؤال التالى.. هل تلك المطالبة بالعودة إلى القرون الأولى– سياسيا واجتماعيا وثقافيا وقضائيا – منطقية أو مشروعة، أو هل يحق لأى مجموعة من مواطنى أى دولة – حتى لو كانوا من الطبقة الحاكمة – أن تقرر العودة بباقى مواطنى الدولة إلى الوراء بضعة عشر قرنًا من الزمان؟!
وهل يحق لأى رجل دين– تلميحا أو تصريحا – أن يطالب المسلمين بذلك تحت أوصاف خادعة مثل الاقتداء بالسلف وأننا كلنا كمسلمين سلفيون بالضرورة لأننا نقتدى بالسلف الصالح! 
عفوا فلماذ لا نُنسب مثلا إلى الأصل مباشرة فنسمى أنفسنا – كما سمانا المستشرقون – بالمحمديين؟! أليس هو أحق بأن يقتدى به ويُنسب إليه المسلمون؟ كيف لا نقبل أن نُنسب للنبى (صلى الله عليه وسلم) صاحب الرسالة ونقبل أن نُنسب بكل تنطع للمسلمين الأوائل ونعتقد أن هذا مدعاة للفخر؟! فنحن مسلمون وفقط!
إننى أعتقد أن تلك المطالبة ليست مشروعة أو منطقية، ولا يحق لأى أحدٍ أن يطالبنا بها! لا يحق لأحد أن يطالبنا بأن نحذف من عمر التطور الإنسانى الطبيعى وتطور العلوم الإنسانية والتطبيقية والفنون وعلوم السياسة ما يزيد على ألف عام! فهذا جنونٌ خالص!
ومحاولة الرد على هذا الجنون بالخوض فى بحارٍ فقهية لكى نجد بها ما هو أخف وطأة وأقل سفكًا للدماء ثم نقارع به مهاويس الفكرة الأم، إن هذا المسلك من المواجهة عبثٌ خالص وينأى بنفسه عن الخوض فى الحقيقة ويؤجل ويطيل أمد المواجهة العقلية! ربما يكون منطقيًا ويتماهى مع تلال التراكمات فى العقول، ويتماهى مع فكرة التدرج، لكنه يظل بعيدا عن طموح أمةٍ تتطلع ليس فقط للحياة، بل للعودة لبناء ذاتها حضاريا!.
بدلا من محاولة إقناع إرهابيين ومتطرفين وجموع شعبية تم اختطافها عقليًا، بفكرة وجود خلافتين فى صدر الإسلام فى وقتٍ واحد – ورغم حدوث ذلك فعلًا وكدليل على فساد الفكرة الأم – فالأفضل والأنجع أن نخبرهم أنه لا خلافة بعد اليوم! وأنها صفحة تاريخية منتهية وأنها ليست جزءًا من دين، إنما شكلٌ من أشكال الحكم انتهى زمانه وولى بلا رجعة! وأن الإنسانية تطورت ووصلت إلى أنظمة حكم، بعضها أكثر عدلا ومنطقية من فكرة الحكم المطلق المستند إلى شرعية دينية! 
علينا أن نخبرهم أنه لم يعد يعنينا إنْ كانت قد قامت بالفعل خلافتان فى صدر الإسلام أم لم تقوما، لأننا ننظر إلى تلك القرون بصفتها جزءٍا من تاريخ المسلمين وليست جزءًا من ديانة الإسلام!
وبدلا من الغرق الفقهى مثلا لمحاولة الوصول إلى آراء فقهية تثبت أن الرجم لم يكن عقوبة مطبقة فى الإسلام فى جرائم الزنا، وأن الجلد هو العقوبة التى طُبقت آنذاك، بدلا من ذلك علينا أن نواجه الناس بالحقيقة.. وهى أن الجلد لم يكن مطلوبًا لذاته، وإنما كان هو وسيلة العقاب آنذاك، تماما كما كانت السيوف والرماح والخناجر هى أسلحة القتال.. فلما تطورت تلك الأدوات والوسائل كان طبيعيا جدًا أن تتطور أدوات وطرق العقوبات! لأن العقاب هو المراد، أما طريقته فلا بد أن تختلف فى كل عصر بما يناسب هذا العصر!
فلماذا نتمسك بالجَلد بينما تركنا السيوف والخناجر والإبل ونستخدم الأسلحة العصرية ووسائل المواصلات الحديثة؟!
الانتقال بأمة من مرحلة تاريخية إلى مرحلة أخرى تستغرق وقتا طويلًا وربما أجيالًا.. لكن المحك هو أن تقرر هذه الأمة – عبر قيادتها وعقلها المفكر – أن تبدأ هذا الطريق..
ولقد اتخذت مصر قرارها بالفعل، وسارت فى غايتها المشروعة، وسوف يسجل التاريخُ لقيادتها الشروعَ فى الانتقال بمصر حضاريًا من مرحلةٍ تشبه فى بعض تفاصيلها مراحلَ العصور الوسطى إلى عصور الحداثة!
وبقى على مَن عُهدِ إليهم القيام بهذا الشرف الكبير أن يدركوا عِظَم المسئولية الملقاة على عاتقهم تجاه أمتهم المصرية، وأن هذا قدرهم، وعليهم أن يسعدوا بهذا الشرف.. لكن عليهم أيضًا أن يكون لديهم الاستعداد التام لمد أصابعهم لملامسة تلك الأسلاك الشائكة الدامية..فبدون ذلك لن ننتقل من مرحلة لأخرى.. نعم إن ذلك جهدٌ لا يقدر عليه كثيرون.. لكن مصر تستحق!
(6)
(الوثائقية) هى سلاحٌ مهم فى معركة الهوية التى قررت مصر خوضها مؤخرا.. لكن هناك طلقة لا تزال غائبة.. تلك الطلقة هى الحلم الذى راودنى بمجرد متابعتى لليوم الأول لبث القناة.. لا تنحصر معركة الهوية فى تحرير العقل المصرى الجمعى من جنون الهوس الدينى الزائف والذى كلف مصر كثيرًا من دماء أبنائها واقتصادها. فهناك موجاتٌ أخرى تحاول السطو على تلك الهوية، إما بتشويهها أو بسرقة تاريخها وحضارتها!
من تلك الموجات المستحدثة ما بدا كجبل الثليج المتزايد لكذابى وأفاقى (الأفروسنتريك)! 
لم يعد الأمر مجرد دعابة سمجة، بل تخطته لتمتزج بمؤامرات السياسة والعداء المباشر للأمة المصرية! وبعد أن فشلت موجة تفكيك هذه الأمة منذ سنوات، يحاول منذ فترة قصيرة محركو تلك الحركة ومن يقفون خلف الستار القيام بموجة أخرى حاليًا لتحقيق نفس الهدف ولكن بأدواتٍ و وجوهٍ أخرى!
إننى أتقدم لتلك الكتيبة الوطنية القائمة خلف هذا الإنجاز الإعلامى العظيم باقتراح محدد، وهو أن تتبنى مشروعًا وثائقيًا علميًا لصد تلك الهجمة الشرسة ضد مصر وتاريخها وحضارتها. 
يقوم اقتراحى على أن تتولى القناة الاتفاق مع المجلس الأعلى للآثار لإنتاج مجموعة أفلام وثائقية علمية مترجمة. وأن تُخصص كل حلقة من سلسلة هذا المشروع لعرض وتفنيد كل ادعاءٍ على حدة. ربما لا يعرف كثيرٌ من المصريين أن مصر بها كوكبة من أعظم علماء المصريات من ذوى الثقل العلمى الدولى. فهولاء قادرون بشكل يقينى على القيام بهذا العمل الوطنى الضميرى. 
لابد أن يتبنى المشروع فكرة مخاطبة العالم الخارجى لا مخاطبة أنفسنا. 
ولا يمكن الاحتجاج بأن القناة محلية المشاهدة، لأن فكرة المشروع أن تتم إتاحة المادة العلمية مترجمة. أما عن كيفية توسيع دائرة نشرها وتداولها، فهذا يسيرٌ جدا وسوف يقوم المصريون من تلقاء أنفسهم بنشره عبر جميع وسائل التواصل وقنوات اليوتيوب. كما أن المجلس الأعلى للآثار بكل ثقله العلمى الدولى يمكنه أيضا نشر تلك الحلقات الوثائقية فى قنوات تليفزيونية دولية متخصصة..
إن ما تقوم به الدولة المصرية من الاهتمام بخوض معركة الوعى هو فرصة كبرى لجميع المؤسسات الثقافية المصرية.. فرصة ربما لن تكون متاحة على المدى البعيد، فأتمنى أن يدرك القائمون على تلك المؤسسات هذه الحقيقة ويستغلون الفرصة لصالح هذا الوطن.. لأنه يستحق!