رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القدس وأوقافها في خطر

الملك عبدالله الثاني الوصي الهاشمي  يبارك "وقفية المصطفى" في المسجد  الأقصى.

القدس في خطر، دولكة الاحتلال الايرائيلي الصهيوني تتعمد وتحاول شتى الطرق لتهويد القدس واشعال النار في الحرم القدسي الشريف، وتحديدا في المسجد الأقصى المبارك. 
كل ذلك، تقول افتتاحية جريدة الرأي كبري الصحف الأردنية :" يتوازى مع الاحتلال المادي لمدينة القدس الشريف، احتلال معنوي آخر، تعززه السردية الإسرائيلية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وتدفع أمام العالم بروايات تحاول استعادة التاريخ المفترض الذي يقدمه الجانب الإسرائيلي، في نسخته اليمينية المتطرفة ومحو التاريخ الإسلامي والمسيحي للمدينة المقدسة".

.. وعززت الصحيفة  افتتاحيتها بالتأكيد على موقف المملكة الأردنية الهاشمية، فقالت:" تقف الوصاية الهاشمية بوصفها جداراً منيعاً يمتلك الصفة الشرعية والقانونية في مواجهة المطامع الإسرائيلية، ولتعزيز هذه الوصاية فإن الدبلوماسية الأردنية تسعى على الدوام لتقويض أسس الدعاوى التي تحاول طمس هوية المدينة الإسلامية والمسيحية، كما وتشدد الدولة الأردنية على ضرورة الحفاظ على مرتكزات هذه الوصاية من خلال دعم المؤسسات الراعية للمقدسات الدينية في المدينة، وتأتي وقفية المصطفى التي بارك انشاءها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لتكون حصناً متقدماً أمام المحاولات الإسرائيلية التي تتصاعد مع تراجع معسكر السلام لمصلحة التيارات اليمينية المتطرفة".
*وقفية المصطفى.. التوقيت الحضاري ببعده الشرعي والسياسي.

..وفي تحديد الدلالة والموقف، قالت الراي:" الوقفية مشروع مبارك يهدف إلى التأكيد على الهوية الإسلامية للمدينة ولجميع القيم التي حملها الإسلام بوصفه رسالةً حضاريةً جامعةً، وتوطيد الوجود العربي من خلال المحافظة على القرآن الكريم وتراث قراءته وحفظه بين أبناء القدس" ، وأن هذه الوقفية الشرعية، تأتي انتباه هاشمية لجهاد وجهود:" قرابة الأعوام المئة من الوصاية الهاشمية التي بدأت باستيداع المدينة طرف الهاشميين وزعيمهم الشريف الحسين بن علي ليكون أول الوصاة على المدينة التي وقعت في صميم الصراع العالمي على المنطقة والوعود التي أطلقت لمنح اليهود وطناً قومياً يتجاهل وقائع التاريخ والجغرافيا في المنطقة".

*دعم صمود أهالي القدس

.. في الواقع العملي، وضمن محددات وظروف احتلال القدس، وإصرار نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف، تقف الوقفية في القدس، سدا منيعا، تتجاوز دور المؤسسة ذات الطابع الديني، فهي تدعم عملياً صمود أهالي المدينة الذين يتعرضون إلى عملية ممنهجة من تضييق سبل العيش أمامهم، وتحويل حياتهم اليومية إلى معاناة مستمرة تجاه دفعهم لخيارات الرحيل عن المدينة، وهو الأمر الذي يتصدى له الأردن بكامل دعمه ومساندته، ولذلك يتوجب على مختلف الفعاليات الوطنية والقومية في الأردن والدول العربية والإسلامية أن تصطف وراء مشروع يأتي تأسيسه في مرحلة حرجة يسعى خلالها اليمين الإسرائيلي إلى تسخين المشهد بما يحقق فرصته لتغيير واقع المدينة.

.. *عن الواجب القومي

منذ اعيد تكليف المتطرف الصهيوني اليميني نتنياهو، رئيسا لحكومة الاحتلال الصهيوني، وهو يتحالف، يدعم الانتهاكات اليهودية التلمودية المتطرفة في القدس الشرف وفي الحرم القدسي الشريف، ويشمل ذلك الاقتحامات المتواصل للمسجد الأقصى من العصابات الصهيونية التلمودية، التي دخلت في حكومة  إسرائيل  المتوقعة. 
.. كما كل العالم والمنظمات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ما زالت المملكة الأردنية الهاشمية، تمارس، دبلوماسية الدولة الأردنية التي تراقب وتضع الدول الكبرى والعالم قاطبة بمجريات ما يحدث داخل فلسطين المحتلة، والإفلات الأمني، الأحزاب الدينية المتطرفة في أفكارها وممارساتها، سعيا لتهويد القدس، وتغيير الوضع القانوني والإداري والأمني القائم في الحرم القدسي الشريف، وكل الأوقاف المسيحية والإسلامية، التي يتشدد جلالة الملك عبدالله الثاني، في حمايتها واعمارها ومنع أشكال الاقتحامات وتغيير الأوقاف وقيمتها الدينية والشرعية، بحكم الوصاية الهاشمية، التي ألت للملك  الوصي الشرعي، المستند إلى موروث ديني، وسياسية، وشرعي، وإداري، تكفلت به الأسرة الهاشمية، الملوك الهواشم ابا عن جد. 
في وسط ذلك، استطاع مجلس الأمة الأردني(الأعيان والنواب)،اجتراح " خطة موقف سياسي"، تراقب وتدين وتتابع الأحداث اليومية في القدس المحتلة. 
الخطة، بتلقائية الاهتمام والحرص على تبيان الرؤية الملكية السامية، التي تقوم على  الوعي بكل ما في القدس من حالة من الاقتحامات والعنف الصهيوني الذي تديرة أطراف في دولة الاحتلال الصهيوني، لهذا كانت أروقة النواب والاعيان، تتوافق على أن 
مجلس الأمة، الأعيان والنواب، لابد أن يتحرك، محليا، فلسطينيا، عربيا، اسلاميات ودوليا، بإتجاه ان نحمي، شعبا ودولة وحكومة، حق الأردن في صون الوصاية الهاشمية، وتحذير العالم من ضياع وتهديد وربما تدمير الأوقاف المسيحية والإسلامية في القدس الشريف، وكل فلسطين المحتلة. 
.. *كيف استطاع مجلس الأمة تشكيل  الموقف السياسي، الثقافي، الدستوري، والخطة التي  بدأت تتفاعل بقوة عبر التبادل والتعاون مع البرلمانات العربية والإسلامية والعالمية، عدا الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها؟. 
*اولا:

يقوم  عشرات المستوطنين والمتطرفين اليهود، بشكل يومي، اقتحام ساحات المسجد الأقصى - الحرم القدسي الشريف بمدينة القدس المحتلة.
.. وهذا ما تفصحزعنهزدائرة الأوقاف الإسلامية العامة بالقدس، والإدارات الوقفية التي تشرف على أعمالها الدولة الأردنية، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، بشكل موثق، وتؤكد أن  الاقتحامات نفذت من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح، والتي واصلت فرض التضييق والإجراءات المشددة على دخول الفلسطينيين لساحات الحرم القدسي الشريف.
*ثانيا:
عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذبدأ نتنياهو في مغازلة الأحزاب الدينية التلمودية، والتي عادة ما  تنفذ  جولات استفزازية في ساحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في الجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
في ذات الوقت واصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل للأقصى، ودققت في هويات بعضهم، واحتجزتها عند أبوابه الخارجية، وأبعدت المرابطين عن المسجد.
*ثالثا:
تواصلت الدعوات من داخل فلسطين المحتلة  ، بضرورة الحشد بشكل واسع والرباط في المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، في ظل نية المستوطنين زيادة اقتحاماتهم للمسجد وإحياء أعيادهم اليهودية، قبيل منتصف الشهر الجاري.

رابعا:
لجنة فلسطين في مجلس الأعيان  "تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تتجه سلطات الاحتلال لأساليب أكثر وحشية وسادية تجاه أهلنا في فلسطين. 
الأعيان، عبر اللجنة التي يرأسها العين نايف القاضي  نظرت  بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.، لتلفت نظر العالم إلى  إن "اليمين المتطرف في الكيان المحتل على أبواب تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة والمؤيدة من قبل الإدارة الأميركية، (...) ما يعني أننا مطالبون بخطوات على مستوى عالٍ من التنسيق بين مختلف أجهزة الدولة، لمواجهة سياسات وخطوات إسرائيلية محتملة اعتاد على مثلها اليمين المتطرف تستهدف فلسطين أرضاً وشعباً".

*خامسا:
في ذات البعد البرلماني الدستوري، دانت لجنة فلسطين النيابية،  برئاسة النائب الدكتور فايز بصبوص، الاقتحامات والاعتداءات والانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على القدس والمدن الفلسطينية، واعتبر ذلك، ما يؤدي إلى  تصعيد خطير تتحمل إسرائيل مسؤوليته، فضلًا عن أنه يُهدد الأمن والاستقرار.
*سادسا:
"فلسطين النيابية" حددت في موقفها، الإعلان، ضمن خطة الموقف السياسي والدبلوماسية والنيابي، رفض أي مساس بوضع القدس والتقسيم الزماني والمكاني، موضحا أنه وفي ظل الاعتداءات على المسجد الأقصى المبُارك ستعمل اللجنة على ثلاثة محاور، سياسية ودبلوماسية وقانونية، وستكون في  انعقاد دائم لدعم موقف الأردن في ظل الغطرسة الإسرائيلية.
*سابعا:
لن يكون هناك استقرار في المنطقة و الإقليم، إلا في حل عادل وشامل في القضية الفلسطينية،  ذلكز أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تُشكل أكثر تطرفًا في تاريخ الاحتلال الغاصب، والتي تكن العداء للأردن لموقفه من القضية الفلسطينية،  وعلى ذلك ينطلق موقف النواب، الذي بدأ بوضع بيانات للمؤسسات والمنظمات العربية والدولية والأممية، تعرف بما يحدث في القدس من محاولات قذرة لتهويد. 
توافق، وخصوصية تحرك مجلس الأمة عبر عنه مجلس الأعيان، عبر لجنة القدس، حين لفتت إلى  أهمية ما  "يترتب  علينا في المملكة، - وبالتالي السلطات الدستورية كافة، والسلطة الرابعة الإعلام الأردني الوطني-من مسؤولية  دينية ووطنية وقومية في مخاطبة البرلمانات في العالم لتعرية المحتل الإسرائيلي وممارساته الوحشية بحق الأهل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 
*التحدي والاستجابة. 
مباركة جلالة  الملك الوصي الوقفية المقدسية في المسجد الأقصى المبارك، مفتاح ذلك النور الإلهي، الذي يدعم قلوب تهوى نحو القدس المحتلة، والرؤية الملكية، هي الحد الفكري، السياسي بين التحدي والاستجابة للأحداث.

ما زلنا في المملكة، كما في كل الدول العربية والإسلامية، نحذر العالم من حولنا، برغم تداعيات الأزمات والحرب الروسية الأوكرانية، والأزمة الاقتصادية العالمية، نحذر من الخطر الذي يدهم أسوار ومآذن الحرم القدسي  وأجراس كنائس القدس، لأن الواقف يتطلب التكاثف لصد الأهواء اليهودية التلمودية التي تحتاح فلسطين المحتلة. 
بين لجان مجلس الأمة، النواب والأعيان، هناك قدسية خاصة لدلالات الإصرار الهاشمي على حماية القدس، موروثا حضاريا، عربيا، فلسطينيا، وله في قلب الملك الوصي، نبض يشتد محذر  من ضياع فرص الأمن والسلام والحقوق الشرعية في فلسطين، 
.. كل ذلك خطة موقف، شعبي، أردني، يرنو نحو سلام القدس، يدا بيد مع الوصي الهاشمي. 
.. وستبقى القدس، بما تحققه الوقفية الهاشمية لإعمار القلوب وتعزيز الإيمان في مواجهة القوى والأحزاب التلمودية العنصرية، فاتحة واجب، أردني، عربي، إسلامي، وبطاقة مفتوحة لدعم صمود القدس ومنع تهويدها، وجعلها الحبل الوتين في الطريق للعمل على حل القضية الفلسطينية وفق الحقوق والقرارات الدولية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المؤسسات والمنظمات الدولية، ومن الواجب العربي والدولي والأمني، دعم الفكر الأردني الهاشمي، ببعده العربي الإسلامي التنور، سعيا نحو الحق الفلسطيني في الخلاص من أهوال اليهودية التلمودية التي لا تعرف إلا العنف.