عيدا الميلاد والقرعة لبابا الوطن والكنيسة
في 4 نوفمبر 1952 هو مولد الطفل وجيه صبحى، وعلى مدار 60 عامًا وفى نفس اليوم، 4 نوفمبر 2012، كان مولد اسم البابا الـ118 من قرعة السماء الهيكلية تواضروس الثانى.
وبكل تأكيد لم يكن صدفة توحد التاريخين ما بين الولادة وإعلان القرعة، بل هى رسالة من السماء للجميع على اختيار ذلك الرجل وأهمية توقيت ذلك الاختيار، فتلك السنوات الـ60 كانت إعدادًا وتأهيلًا وتجهيزًا وتنصيبًا من السماء لأهم الشخصيات على مستوى مصر والعالم، وفي أهم وأخطر المراحل التاريخية على الوطن مصر.. والكنيسة القبطية.
فتلك المرحلة التاريخية تستدعى سمات وصفات متفردة فى بابا الكنيسة المصرية، فمصر ومعها كنيسة الوطن فى حرب وجود عبر أشرس وأقوى وأشد أنواع الحروب الفتاكة، التي ما زالت مستمرة على الوطن الحبيب، وبما أن الكنيسة هى الموروث التاريخى والحضارى للتواجد المصرى عبر امتداد التاريخ، هنا كانت الحرب الممنهجة على رأس تلك الكنيسة وقائدها بأمر قرعة السماء الهيكلية قداسة البابا تواضروس الثانى.
ومن الصفات والسمات التى جعلته منتصرًا دائمًا على تلك الحرب رؤيته المتسعة الروحية والثقافية للأحداث، مع تواضعه وبساطته وحكمته فى القول والفعل، ما جعله حائط صد منيعًا وقويًا للوطن والكنيسة.
فبعيدًا عن تناول مسيرة حياته الطويلة والممتدة والمليئة بخزائن الخدمة والعطاء، كفى فقط أن يذكر التاريخ أنه كان بابا الكنيسة وقت حكم الجماعة الإرهابية لمصر، وتبعيات ذلك الحكم على ما حدث فيما بعد ثورة 30 يونيو العظيمة، وكيف حافظ الرجل على الوطن من الفتنة الطائفية بكل حكمة وحنكة وشجاعة، عندما قال: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».
فالرجل الذي ما زال يتعرض لحرب شعواء على مدار الساعة التى تسوقها اللجان الإلكترونية المدفوعة والممولة، لزعزعة استقرار مصر والكنيسة ما زال قويًا صامدًا صامتًا، يصلى من أجل مصر ومن ىجل هؤلاء الذين يهاجمونه أيضًا، ويعبر من حدث إلى آخر بكل قوة وشجاعة حاملًا كنيسة الوطن على كتفيه ومعه الوطن الذى يسكن كل جوارحه.
فلا تحتاج إلى أى دلائل لتثبت ىن هذا الرجل هو حفيد أجداده عظماء التاريخ وملوك الإنسانية، فكل تكوينه وملامحه تدل على أنه حفيد لهم بلا أدني شك، هكذا فى حكمته وعلمه ورؤيته للأشياء والأحداث، هكذا هى السمات والصفات التى عملت السماء لمدة 60 عامًا على تشكيلها وتكوينها، لتكون جاهزة للمواجهة للدفاع عن الوطن والكنيسة فى تلك الحرب الشرسة والأخطر فى تاريخ مصر.
وفى الأخير أقول له: عمر مديد وسنين عديدة من التواجد والعطاء وخدمة الوطن والكنيسة.