رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاردنيال مار بشارة الراعي يترأس صلاة القداس الإلهي بالصرح البطريركي

كنيسة
كنيسة

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وألقى عظة بعنوان "المطلوب واحد"،  وقال غبطته "في خضم الهموم والصعوبات والمحن التي يعيشها شعب لبنان من جراء عدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية الخانقة وتفكك مؤسسات الدولة، وتعطيل مرجعيات القرار الدستورية، يدعونا الرب يسوع في إنجيل اليوم للبحث عن "المطلوب الأوحد" والسماع لكلام الله".

وقال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظته مترأسا قداس الأحد "لو يسمع المسؤولون السياسيون، أكانوا في الحكم أو خارجه، كلام الله الذي يدعوهم إلى الواجب الوطني، لوبّخ ضمائرهم على حالة البؤس التي رموا فيها الشعب اللبناني، وعلى مسؤوليتهم في تفكك مؤسسات الدولة التي استهدفوها، وعلى تهجير أفضل قوانا الحية إلى بلدان العالم، لو سمعوا كلام الله، لتاب كل واحد منهم وقال أمام ضميره وربّه: “خطيئتي عظيمة”. وأضاف غبطته "إننا ندين بشدة محاولة جعل الآليات الديمقراطية ضد المؤسسات الديمقراطية، وتحويل الأنظمة التي صنعت لتأمين انبثاق السلطة وتداولها بشكل طبيعي وسلمي ودستوري، إلى أدوات تعطيل، يتبيّن من خلالها وجود مشروع سياسي مناهض للبلاد باتت المسألة اليوم، وبكل أسف: من يتولى مسؤولية الفراغ أو الشغور الرئاسي؟ أرئيس الجمهورية الذي شارف عهده على النهاية، أم الحكومة المستقيلة. نحن نعتبر أن تعمّد الشغور الرئاسي مؤآمرة على ما يمثّل منصب الرئاسة في الجمهورية، بل هو خيانة بحق لبنان، هذه الواحة الوطنية للحوار وتلاقي الأديان والحضارات في هذا الشرق العربي".

وأشار البطريرك الماروني إلى أن "طرح الشغور الرئاسي، أمر مرفوض من أساسه. فانتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية هو "المطلوب الأوحد". الكلام عن شغور رئاسي محصور دستوريا باستقالة الرئيس أو وفاته أو سبب قاهر، بحسب منطوق المادتين 73 و 74 من الدستور. فالمادة 73 تتجنّب الشغور بانتخاب الخلف قبل انتهاء الولاية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر. والمادة 74 تتفادى الشغور المسبب بالوفاة أو الاستقالة أو سبب آخر غير متوقع بالدعوة إلى انتخاب الخلف فورًا. في الحالة الحاضرة يجب تطبيق المادة 73. ولذا بات من واجب القوى السياسية الاتفاق على شخصيتين أو شخصية تحمل المواصفات التي أصبحت معروفة ومكررة، وليبادر المجلس النيابي إلى انتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستورية التي بدأت. إن التلاعب برئاسة الجمهورية هو تلاعب بالجمهورية نفسها، وحذار فتح هذا الباب. إن البطريركية المارونية، المعنية مباشرة بهذا الاستحقاق وبكل استحقاق يتوقف عليه مصير لبنان، تدعو الجميع إلى الكف عن المغامرات والمساومات وعن اعتبار رئاسة الجمهورية ريشة في مهب الريح تتقاذفها الأهواء السياسية والطائفية والمذهبية كما تشاء، إن رئاسة الجمهورية هي عمود البناء الأساس الثابت الذي عليه تقوم دولة لبنان. وإذا تّم العبث في هذا العمود، فكل البناء يسقط".