أحمد رزق.. مصور «الجمال المصرى»
فى كل شبر من أرض مصر توجد موهبة مدفونة فى انتظار من يكتشفها ويسلط الضوء عليها ليكشف للجمهور جمالها وأصالتها، هذا ما تؤكده قصة المصور الشاب أحمد رزق، ابن محافظة أسيوط، الحاصل على دبلوم فنى، الذى اكتشف موهبته الفطرية بالصدفة، بعد أن أبهرت صوره التى يلتقطها لمشروعات مصر القومية والمبانى الأثرية جمهور مواقع التواصل الاجتماعى.
تصدرت صوره اهتمامات جمهور مواقع التواصل الاجتماعى وأحدثت ضجة من شدة روعتها وجمالها، خلال الفترة الأخيرة، وصنعت حالة من البهجة لدى الناس، فهو موهبة شابة تألقت وأبدعت فى مجال التصوير الذى يعشقه، ويوظفه لإظهار جمال معالم بلده.
ظهرت موهبته بالصدفة البحتة عندما كان يتجول فى أحد الشوارع بمحافظة أسيوط فى بداية جائحة كورونا، يلتقط بعض الصور، مما لفت انتباه أصدقائه لموهبته فى التصوير، وألحوا عليه بتنمية الموهبة، ومن هنا تغيرت الأهداف.
يبلغ من العمر ٢٥ عامًا، وعمل فى مجال المعمار، وأحب التصوير منذ طفولته، وتعلم التصوير بمفرده دون أن يلتحق بأحد الأماكن التى تعلم التصوير الاحترافى، ولم يكتشفه سوى أصدقائه عندما كانوا يسيرون فى الشوارع ويلاحظون براعته فى التقاط بعض الصور من الأماكن والطرقات والشوارع.
لفت انتباه أصدقائه له أنه يلتقط صورًا من زوايا مختلفة بجودة عالية ومتميزة، وبدأ يفكر فى نصائح أصدقائه، وتحول من هاوٍ إلى محترف لفن التصوير.
قرر بعد أن احترف التصوير أن يدعم بلده من أجل جذب السياح، وإبراز الأماكن التى تستحق الزيارة.
يقول: «هناك أماكن ومعالم سياحية كثيرة لا يعرف عنها أحد أى شىء حتى من المصريين، ربما لم تسمح لهم الظروف بسبب انشغالهم بزيارتها، فقررت أن أُظهرها كنوع من الدعاية للأماكن الجميلة، وأيضًا من أجل السياحة لأن الأجانب يأتون لبلدى من أجل زيارة الأماكن السياحية والاستجمام وغيرها من الأسباب، وكنوع أيضًا من الإرشاد لهم أن هذا المكان فى محافظة أو مدينة كذا».
توسع «رزق» فى زيارات المدن السياحية والمحافظات التى توجد بها معالم وآثار سياحية ومناظر طبيعية خلابة، وقرى الريف، ليلتقط الصور ويسلط الضوء على المعالم السياحية والآثار الإسلامية الجميلة فى بلده وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى يعرفها العالم لجذب السياحة وللتعريف بالمناطق الجميلة.
نمى أحمد موهبته فى التصوير من خلال الإكثار من ممارسة التصوير فى الأماكن العامة والقراءة فى أساسيات التصوير، ومشاهدة فيديوهات من مصورين محترفين حول العالم، وبعد عامين من التقاط الصور، شارك فى مسابقة بمحافظة أسيوط للمواهب الشابة، وحصل على المركز الأول، كما فاز هذا العام بالمركز الثانى، وشارك فى مسابقة أكاديمية البحث العلمى وفاز بالمركز الرابع.
أحمد مثل غيره من الشباب الموهوبين الذين واجهوا فى بداياتهم السخرية والانتقادات المحبطة، لكنه تخطاها، وعن هذا الأمر يوضح: «لا يوجد أحد من الناجحين لم يتخط الإحباط ولم يواجه من يحاول أن يقلل من موهبته وأن يثبط عزيمته، وأنا بالطبع واحد منهم، ولكن لم أسمع لأى شخص أراد إحباطى أو إثنائى عن مواصلة الطريق وتحقيق حلمى وفى النهاية انتصرت على الجميع، وأوجه نصيحة لكل الشباب الذين يملكون موهبة بالاستمرار وعدم الاستسلام لليأس والإحباط».
ومن المصورين الذين يعتز بأعمالهم ويقتدى بهم، الفنان أحمد منصور المميز فى تصوير الشارع، وأما فى تصوير «المناظر الطبيعية» فيقتدى بالفنان الفلسطينى باسم اليوسف.
وثق أحمد الكثير من الأماكن بعدسته، ويقول عن هذا الأمر: «عدسة الكاميرا مثل عين الإنسان تعشق كل جميل»، فهناك الكثير من الأماكن التى زارها أبرزها مدينة العلمين الجديدة، التى حظيت صورها بشهرة وانتشار واسعين على مواقع التواصل الاجتماعى، ونالت إعجاب الناس لدرجة أنهم لم يصدقوا أنها العلمين الجديدة من شدة جمالها، ثم قصر عابدين وقصر السكاكينى ووسط البلد فى القاهرة، والأهرامات، إضافة إلى محافظة أسيوط، ويعتزم أن يكمل مسيرته فى باقى محافظات مصر.
وغمرته فرحة عارمة بعدما تم تداول صوره عبر صفحات التواصل الاجتماعى، وشعر بأن حلمه كاد أن يتحقق، فمواقع التواصل الاجتماعى تضم أناسًا من مختلف العالم، وكذلك عبر التليفزيون، ولهم صدى كبير وانتشار واسع.
ووصف مشاعره بعد انتشار صوره قائلًا: «شعور جميل جدًا عندما أجد صورى منتشرة على السوشيال ميديا، وهذا أكبر محفز ومشجع إنى أكمل وأستمر أكثر فى الإبداع».
وأما عن الصورة القريبة إلى قلب أحمد والتى يعتبرها الصورة الأجمل صورة التقطها فى شارع المعز بالحسين، وهى صورة لمجموعة من طلاب الأزهر يرتدون العمامة والكاكولا بشكل جميل، وكانوا يصطفون أمام سبيل عبدالرحمن كاتخدا، وكان لهذه الصورة صدى كبير على السوشيال ميديا.
ويطمح «رزق» إلى أن يكون المصور الخاص للرئيس عبدالفتاح السيسى، ويخطط لزيارة الأقصر وأسوان لتصوير الأماكن الأثرية الجميلة، التى يرى أنه من الواجب عليه التقاط صور لها؛ لأنها من أجمل الأماكن السياحية فى العالم.
