رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على قطب: أصبحنا أكثر صراحة فى مواجهة أنفسنا والعولمة تجعل الإنسان أعزل فى مواجهة العالم كله

على قطب
على قطب

تحدث علي قطب عن روايته "أنثى موازية" الحاصلة على جائزة ساويرس، وروايته الأخيرة "كل ما أعرف"، وقال: "أصبحنا أكثر صراحة فى مواجهة أنفسنا والعولمة تجعل الإنسان أعزل فى مواجهة العالم كله".

جاءت تصريحات علي قطب  ضمن ملف موسع نشرته جريدة "الدستور".

■ فى روايتك "أنثى موازية" هناك مزج بين أزمة عبير بطلة الرواية، وعرض لقضايا الوطن العربى، والمشاكل التى يعانى منها، كيف تنظر إلى ذلك؟ وهل ترى أن الأحداث السياسية الكبيرة لها تأثير على الأسرة داخل المجتمع والفرد؟!

- المزج موجود دائمًا لأنه لا يمكن فصل المسار الدرامى للشخصيات فى العمل الفنى عن المسارين الاجتماعى والنفسى للبشر فى الحياة، عن اللحظة التاريخية القومية والعالمية.

إن تحولات فترة التسعينيات ووضعية العالم العربى بعد حرب الخليج وحدوث متغيرات اقتصادية وتكنولوجية عالمية مع هيمنة الكيانات الكبرى على المحليات، هذا كله مثلًا أثر على سن الزواج مما جعل البعض يتجاوز هذه الفكرة فى اللحظة الراهنة، وأصبح هذا الآن أمرًا مقبولًا باعتباره قرارًا مناسبًا للمرحلة وناتجًا عن وعى بأهمية عدم الفعل عن الفعل نفسه، الآن أصبحنا أكثر صراحة فى مواجهة أنفسنا. وبشكل عام أرى أن المشكلة الحقيقية أن العولمة تستغرقك وتجعلك تنصرف عن المحلية مما يجعل الإنسان يجد نفسه أعزل فى مواجهة العالم كله.

■ فازت روايتك ؛أنثى موازية" بجائزة ساويرس، كيف تنظر إلى الجوائز الأدبية فى مصر والوطن العربى؟ هل هناك افتقاد للمزيد من المسابقات والجوائز.. أم أن هذه الجوائز تساعد كما يجب فى الحراك الثقافى؟!

- بلا شك الجوائز الأدبية تخلق حالة من التفاعل والانتشار وتدعم الكتّاب الذين يسعون للتفرغ لأعمالهم، لهذا فمنح التفرغ مهمة للكاتب الذى يسعى لإنهاء عمله، وأهم شىء أن تكون الجائزة من مؤسسات ذات ثقل.

أتساءل لماذا لا تمنح جامعة القاهرة جائزة وهى أولى باسم نجيب محفوظ، وبالنمط نفسه لم لا تمنح كل جامعة جائزة باسم مبدعيها، فنجد جامعة إسكندرية مثلًا تمنح جائزة باسم يوسف عزالدين عيسى، وجامعة أسيوط تمنح جائزة باسم محمد مستجاب؟

■ فى رواية "كل ما أعرف" وهى روايتك الأخيرة تنتقل لتحليل النفس البشرية، دون التطرق لأحداث سياسية عكس "أنثى موازية".. لماذا هذا التحوّل؟ 

- الإطار الروائى الذى وضعته كان قائمًا على تجاوز فكرة الزمان الروائى والفضاء المكانى بشكل كبير، وكان هذا تحديًا كبيرًا لى منذ البداية، أن أكتب متجاوزًا عنصرى ارتكاز مهمين ليكون الأساس رصد النفس البشرية وما تقوم به من أفعال وأثر تغير ما يحدث فى حياتها، وبشكل طبيعى يسعى الكاتب فى أى عمل جديد لوضع تحديات إضافية لنفسه حتى يستطيع أن يضيف قيمة ما ليكون أدبه جادًا ومختلفًا عن السائد.

على قطب: روائى ومهندس، له وجود قوى فى العديد من الندوات الثقافية.. كيف يستطيع الكاتب فى هذا الوقت التوفيق بين الكتابة والمهنة؟

- لا بد من العمل دائمًا على تنظيم الوقت للمشاركة فى الحياة الأدبية بشكل فعال، هذه هى مسئولية الكاتب، فهو لا يشارك لأجل عمله بل حتى يطلع على إبداعات الآخرين ويتفاعل معها ويكتب عنها قدر إمكانه ما يحدث حراكًا ثقافيًا.

مَنْ الكاتب/ة المفضل/ة؟ وما الكتب التى ترشحها؟ 
سؤال صعب لأن هناك كثيرًا من الكتّاب المفضلين أذكر منهم الآن بورخيس وكنوت هامسون وروبرت موزيل ونجيب محفوظ وحنا مينا وغالب هلسا ومحمد البساطى ومكاوى سعيد ومنصورة عزالدين وربيع جابر.

هذا الجيل من الأدباء رأى الكثير من الأحداث، ثورتى يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣، ووباء كوفيد- ١٩، وأحداثًا وحروبًا على الساحتين الدولية والعربية.. كيف ترى ذلك؟

- يظهر التأثر بأكثر من طريقة، ما بين اللحاق بالموجة قبل أن تنتهى، كما يحدث فى حركة الترجمة حينما تتم ترجمة أعمال كاتب معين حصل على جائزة كبرى كـ"نوبل"، وهناك تأثر آخر يأخذ وقتًا فى الظهور كما حدث عند نجيب محفوظ الذى كتب بعد ثورة يوليو عن ثورة ١٩١٩. لكن ما أراه سيحدث هو نوع من حراك الأجيال، لأن هناك جيلًا سينشأ على المتغيرات الجديدة مما سيجعل له فكرًا مختلفًا ومن ثم كتابة مختلفة، فرهانى إذن على الأجيال القادمة.