رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أجندة بايدن.. ما أهداف جولة الرئيس الأمريكى فى الشرق الأوسط؟

بايدن
بايدن

يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته إلى الشرق الأوسط غدًا الأربعاء ولمدة 3 أيام، وستشمل الزيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية ثم سيطير إلى جدة؛ لإجراء لقاءات مع القيادات السعودية، قبل أن يشارك في قمة تجمع قيادات الدول الخليجية "GCC"، التي سينضم إليها زعماء مصر والأردن والعراق.

لدى "بايدن" مجموعة أهداف يسعى لتحقيقها من خلال زيارته، يمكن استعراضها على النحو التالي:

أهداف الزيارة

أهداف اقتصادية: بلورة تعاون إقليمي مهم يساعد في مواجهة أزمة الطاقة وأزمة الغذاء العالميتين، وتعزيز التحالف أمام روسيا ومحاولة تقليل التضخم المتفشي في الولايات المتحدة. 

ومن أجل تحقيق ذلك فإن بايدن على استعداد لترميم علاقات الولايات المتحدة مع السعودية، فالولايات المتحدة بحاجة إلى زيادة إنتاج آبار النفط السعودية من أجل خفض الاعتماد الغربي على الوقود الروسي الذي يعتبر الممول غير المباشر لاستمرار الحرب ضد أوكرانيا؛ فتخفيض سعر النفط سيكون من خلال التزام سعودي واضح بزيادة الإنتاج لوقت طويل، وبالنسبة لواشنطن فإن التزامًا كهذا حتى لو لم تكن له تأثيرات مباشرة في الأسعار، فإنه سيؤدي إلى استقرار معيّن سيكون له تأثير في المدى البعيد.

أهداف جيوسياسية: الزيارة تستهدف ترميم مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتمرير رسالة إلى الدول العربية، وخصوصًا الخليجية، مفادها أنه من الممكن الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف مركزي، وذلك على خلفية النظرة التي ترسخت في السنة الأخيرة بأن الولايات المتحدة تريد الانسحاب من الشرق الأوسط، وما كان سيترتب عليه من نية دول المنطقة بالتوجه إلى الشرق، وخصوصًا نحو الصين.

أهداف أمنية: تأسيس مخطط لتوسيع التعاون مع الدول الخليجية وسائر الدول العربية فيما يتعلق بإيران، وبالتنسيق مع إسرائيل بقدر الإمكان، في إطار ما يعرف بحلف دفاعي مشترك، إذ يجرى الحديث عن "منظومة دفاع إقليمية جوية"، وجاءت الفكرة في ظل الاحتمالات الضئيلة لتجديد الاتفاق النووي مع إيران، فإن الأخيرة ستمضي قدمًا في خطتها النووية.

وفي حال تم التوصل، أو لم يتم التوصل إلى اتفاق، تتوقع دول المنطقة من الولايات المتحدة أن تكون لديها خطة تضمن مصالحها، ويبدو أن لدى الإدارة الأمريكية أيضًا مصلحة في تحمل جزء من المواجهة مع إيران ودول المنطقة، ومنع هذه الدول من التوجّه إلى خيارات لا تتماشى مع المصالح الأمريكية.

أهداف دبلوماسية: تستهدف الزيارة الدفع قدمًا بخطوات تطبيعية إقليمية، بالأساس بين السعودية وإسرائيل، رغم أنه ليس متوقعًا أن يتم الإعلان عن اتفاق تطبيع شامل مثل اتفاقات أبراهام، ولكن بحسب تقارير أمريكية فإن الإدارة تعمل على "خارطة طريق للتطبيع" بين السعودية وإسرائيل، على أن يتم تطوير العلاقات خطوة بخطوة على المدى البعيد.

أهداف داخلية: بايدن يريد إحراز نجاح في الشرق الأوسط ويربح نقاطًا في الرأي العام الأمريكي تساعده في الانتخابات النصفية، التي ستُجرى في نوفمبر 2022، خاصة مع وجود مخاوف من خسارة الأغلبية الديمقراطية، من ناحية أخرى فإن زيارة بايدن لإسرائيل ستعزز مكانته بين يهود أمريكا، لكن في الوقت نفسه لا تريد الإدارة الأمريكية التأثير في الحملة الانتخابية في إسرائيل.