رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تسمم البطيخ.. ما الذي جعلها أزمة سنوية في العالم؟

تسمم البطيخ
تسمم البطيخ

حالات تسمم غذائي خطيرة سببها تناول فاكهة البطيخ هذا العام في مصر ودول العالم، وهو ما فسّرته منظمة الصحة العالمية في تقرير صادر عنها بعد تعدد الحالات بأن المبيدات الحشرية المستخدمة من قبل المزارعين أثناء زراعته لمواجهة الآفات لها أثر سّمي على الإنسان، ومن الممكن أن تؤدي إلى تأثيرات صحية حادة ومزمنة، وذلك حسب حجم وكيفية تعرض الأشخاص لها، وربما كذلك استمرار وجود بعض مبيدات الآفات القديمة زهيدة الثمن لسنوات في التربة والمياه لها نفس الدور.

وفي مصر تعرضت أسرة كاملة مكونة من رجل وزوجته وأبنائهم الأربعة في قرية ملوي جنوب المنيا، للتسمم عقب تناولهما فاكهة البطيخ وتم نقلهم على الفور إلى مستشفى ملوي العام، والذي تبين بعد ذلك أنه فاسد وكذلك أصيب 13 شخصا بقرية المعابدة بمركز أبنوب شمال شرق أسيوط، بذات الحالة إثر تناولهم وجبة من البطيخ.

أكدت المنظمة أن هناك أكثر من 1000 نوع من مبيدات الآفات يتم استخدامها في جميع أنحاء العالم لضمان عدم تضرر الغذاء أو تلفه بسبب الآفات، ولكل مبيد من هذ المبيدات خصائص مختلفة وأثار سمية متباينة ومن الممكن أن يستمر وجود العديد من مبيدات الآفات القديمة زهيدة الثمن (غير الحائزة على براءة اختراع) لسنوات في التربة والمياه، مثل "ثنائي كلورو ثنائي فينيل"،"ثلاثي كلورو الإيثان (دي دي تي) ""والليندين"، وأنه على الرغم من حظر هذه المواد الكيميائية من الاستخدام الزراعي في البلدان المتقدمة، ولكن لا يزال يتم استخدامها في الكثير من البلدان النامية.

وحظرت هذه المواد الكيميائية البلدان التي وقعت على اتفاقية ستوكهولم لعام 2001 وهي معاهدة دولية تستهدف إنهاء أو تقييد إنتاج واستخدام الملوثات العضوية الثابتة.

الأمر نفسه أكده نقيب الفلاحين حسين أبو صدام الذي أوضح أن هناك بعض الفلاحين يستخدمون أسمدة مجهولة المصدر لتسريع نضج البطيخ أو زيادة حجمه، وهو ما ينتج عنه إنتاج ثمار غير صالحة للأكل، وتابع أنه يمكن أن يؤدي كذلك استخدام كميات كبيرة من الأسمدة المعروفة إلى خلل في تكوين الثمار وبالتالي فسادها.

أضاف أنه من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمستهلك جني المحصول قبل تطاير المبيد أو استخدام مبيدات بكميات كبيرة، أو فساد الثمار عند تسميد المحصول بأسمدة عضوية مخلوطة بصرف صحي وذلك لكون البطيخ محصول سريع التلف فقد يؤدي تعرض البطيخة للهواء والأتربه مدة طويلة لفسادها وإصابة مستهلكها بالتسمم.

كما نصح أبو صدام، المزارعين بعدم ترك ثمار البطيخ بعد تقطيعها لمدة طويلة مع التأكد من عدم وجود كسور أو شروخ أو نتوءات على سطح البطيخة الخارجي عند الشراء ومراعاة  شراء البطيخة ذات الحجم الطبيعي مع الحرص على عدم لمس قلب الثمرة للقشرة الخارجية التي تتعرض لرش المبيدات، والامتناع عن ظاهرة تطبيب البطيخة بواسطة سكين التاجر.

إلا أنه ومن جهة مخالفة قالت الدكتورة هند عبد اللاه، رئيس المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة بوزارة الزراعة، إن المبيدات ليست مسؤولة عن تسمم بعض المواطنين الذين تناولوا البطيخ الفترة الماضية، ولكن توجد العديد من الأسباب الأخرى وراء ذلك، منها سوء تخزين المحصول، أو تعرض البطيخ للتلوث الميكروبيولوجي ومن ثم حدوث تسمم، كما أكدت على أنه من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى التسمم كذلك هو تناول البطيخ بكثرة، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث إعياء، مشيرة إلى أن البطيخ يحتوي على مادة "الليكوبين" التي تتسبب في أعراض تشبه النزلة المعوية.

كما أكدت عبداللاه براءة المبيدات من التسبب في الإعياء، حيث يتسم البطيخ بقشرة سميكة وهو ما يمنع وصول المبيدات إلى قلب البطيخة، مشيرة إلى المواطنين لا يتناولون قشرة البطيخ مطلقًا.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد سليمان استشاري السموم أن الكثير من المصريين لديه ثقافة عدم غسل القشرة الخارجية للبطيخ والتى تحمل المبيدات الحشرية، وهو ما يتسبب تسلل المبيدات الحشرية للثمرة من الداخل وبالتالي يحدث التسمم، وتابع أنه  قد يحدث أننا نجد عائلة تناولت البطيخ أصيب منها فرد أو اثنان ولم تظهر أى أعراض على الآخرين، وذلك لعدة أسباب أولها أن قد يكون الشخص الذى أصيب بالتسمم تناول كميات كثيرة من البطيخ أكثر من غيره، كما أنه قد لا يظهر على الشباب أى أعراض وتظهر الأعراض مع كبار السن نتيجة للحالة الصحية وعدم تفاعل مناعة الجسم مع تلك السموم، كذلك قد يكون هناك جزء من ثمرة  البطيخ متركز بها كمية من المبيدات الحشرية التي تم امتصاصها دون الجزء الآخر وقد يقع هذا الجزء من نصيب فرد معين في الأسرة وهو من يصيب بالتسمم.

ووفقاً لتصريحات شعبة الخضار والفاكهة يجب شراء بطيخة سليمة القشرة الخارجية ليس بها خدوش أو جروح غائرة كما يجب أن تكون القشرة الخارجية فيها لامعة، والحرص على أن يكون جسم البطيخة متماسك وليس "طريًا" وعند فتحها يكون اللب متماسك وغير مهترئ وليس به أية مناطق سوداء أو أى عفن، وأن تكون البقعة الصفراء على البطيخة صفراء داكنة وتكون خطوط البطيخة بارزة نسبيا وينصح الشراء من أماكن معروفة ومرخصة وأن يكون حجم البطيخة يماثل وزنها بشكل طبيعى.