رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مركز نمساوي يفضح «الإخوان» في أوروبا ويدعو إلى وقف تمويل منظماتها

الاخوان في اوروبا
الاخوان في اوروبا

حذر مركز أبحاث ودراسات "مينا" ومقره فيينا، من خطر إيديولوجية جماعة "الإخوان" وأنشطتها المتطرفة في أوروبا، راصدًا شبكات تمويل الإرهاب في القارة العجوز ودور تنظيم الإخوان وغيرها من حركات الإسلام السياسي في تلك الشبكات وبؤر انتشاره وحركة أمواله المشبوهة.

وأكد المركز في حلقة نقاشية بعنوان "الإخوان المسلمون: الأيديولوجية والتطور وتأثيرها في أوروبا"، أن الإخوان تتوغل وتنتشر في أوروبا مثلما تنتشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرًا إلى أن الجماعة تمثل تهديدا أكثر خطورة للأرواح في المجتمعات الأوروبية، داعيًا كلا من الحكومات الغربية والجاليات المسلمة إلى الانتباه لهذا الخطر ومواجهته.

وأوضح أن الجماعة تستغل حرية المشاركة المجتمعية التي تمنحها لهم الديمقراطية الغربية، فضلا عن الدعم المالي من قبل الحكومات الأوروبية والسياسيون في توسيع نفوذها وزيادة تغلغلها واندماجها في القارة العجوز، لافتًا إلى أن الجماعة تدير شبكة خطيرة من التنظيمات المتطرفة، تغذيها قنوات تمويل مختلفة، ما يجعل الجماعة خطرًا كبيرًا على القارة.

الإخوان حركة سياسية وليست جماعة دعوية

ونوه المركز إلى أن الإخوان هي في الأصل حركة سياسية تهدف إلى الاستيلاء على السلطة والحكم في المقام الأول باستخدام الدين، وليسوا مجرد جماعة دعوية دينية فقط، مضيفًا "الإخوان يريدون توحيد كل العالم العربي والإسلامي تحت حكم واحد فقط يمثلهم، متجاهلا كل القوانين والتشريعات المدنية التي تحكم المجتمعات". 

وتابع "تحارب الجماعة كل القيم والمبادئ الغربية، فهي تحارب التسامح، تحارب العدالة الاجتماعية، الديمقراطية، وتحارب الاختلاف والتنوع والتعددية والمساواة بين الجنسين". 

استخدام اللاعنف لتبييض صورتها

وبين أن تنظيم الإخوان يحاول استخدام الوسائل اللاعنيفة لتحقيق أهدافها في أوروبا من خلال الانخراط في العمل المجتمعي والتأثير على الجاليات الإسلامية هناك ونشر أيديولوجيتها المتطرفة بينهم، مشيرًا إلى أن الجماعة تسعى دائما لتبييض صورتها أمام الرأى العام العالمى، وتصدير صورة بأنها تنبذ العنف والتطرف، في حين أنها في الواقع تتبع أيديولوجيتها المعروفة، وذلك في محاولة منها للهروب من جرائمها والحصول على الدعم المالي من المؤسسات الحكومية. 

وتابع "تخفي الجماعة سياستها العنيفة دائما، وتحاول انتزاع عن نفسها النزعة العنيفة في العلن في حين أنها تعتنق الفكر العنيف المتطرف، فعندما تسأل أي شخص منتمي للجماعة عن حقيقة هذا الانتماء، دائمًا ما ينكر وجود أي صلة بالإخوان".

الإخوان تتلقى أموالًا كثيرة من الحكومات الأوروبية

وأشارت الجلسة إلى أن المنظمات والمؤسسات التابعة لشبكة الإخوان تتلقى أموالًا كثيرة من الحكومات الأوروبية والاتحاد الأوروبي، تحت ستار مشروعات وأنشطة العمل المجتمعي والإنساني، مثل دعم الاندماج، ومنع التطرف، ومكافحة "الإسلاموفوبيا"، وما إلى ذلك، كما تحصل على أموال لتنفيذ مشاريع لها في مناطق الشرق الأوسط وشمال افريقيا . 

ولفتت الحلقة النقاشية إلى أن جماعة الإخوان كانت تمول بشكل رئيسي من قبل الحكومة البريطانية، حيث كانت تستخدم كأداة بهدف إسقاط الحكومات العربية في نهاية التسعينات كجزء من المشروع البريطاني للإطاحة بالأنظمة العربية في الشرق الأوسط وفرض النفوذ الغربي في المنطقة وإعادة تشكيلها إلى دول صغيرة تديرها الجماعة الإرهابية.

ودعا المركز النمساوي في نهاية الجلسة الحكومات الغربية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة مخاطر الإخوان والاستعداد لمواجهة أكثر ضراوة لهذه الجماعة وغيرها من تيارات الإسلام السياسي مع معالجة الإشكاليات التي تحد من قدرة السلطات الأمنية في أوروبا على الحد من خطورة هذه التنظيمات المتطرفة.