رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استثمار العقول.. القرى تدخل عصر «التعليم الرقمى» بجهود «حياة كريمة»

استثمار العقول
استثمار العقول

استكمالًا لجهودها الضخمة فى تغيير وجه الحياة بالريف المصرى؛ أطلقت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» مبادرة «التعليم حياة»، بهدف توفير فصول تعليم رقمى فى مدارس القرى.

وتهدف المبادرة لتوفير بنية تكنولوجية للمدارس، وتزويدها بخدمة الإنترنت، وأجهزة الكمبيوتر، وتنفيذ حل مبتكر لمشكلة تكدس الفصول، عبر توفير منصات تعليم رقمية مجانية، وتدريب المعلمين وأولياء الأمور والطلاب على استخدامها، للتأكد من مأمونية تجربة التعلم، مع رفع وعى أولياء الأمور والمعلمين، بهدف مساعدة الطلاب وحمايتهم من مخاطر استخدام الإنترنت فى سن مبكرة. «الدستور» التقت عددًا من أهالى قرية الأحراز فى شبين القناطر بالقليوبية، ممن استفادوا من قوافل التعليم الرقمى الآمن، للوقوف على تأثيرها فى حياتهم ومستوى التحصيل الدراسى لأبنائهم.

عبدالرحمن محمد: استفدت وتعلمت مهارات جديدة

عبدالرحمن محمد، ١٢ عامًا، طالب بالمرحلة الإعدادية، قال إنه استفاد من دورة التعلم الرقمى الآمن، ويتمنى استمرار هذه الدورات.

وأوضح «عبدالرحمن»: «كنت خائفًا من المرحلة الثانوية، لأنها تعتمد على التعلم الرقمى.. فشرح الدروس والامتحانات يكونان على التابلت، وكان لا بد أن أتعلم التعامل مع المنصات الإلكترونية».

وأضاف: «كنت متحمسًا أنا وزملائى خلال الدورة، وتعلمنا مهارات كثيرة، والآن نستطيع التعامل مع المنصات الإلكترونية للوصول إلى المناهج بكل سهولة، وسأتمكن من التفوق فى المرحلة الثانوية»، مؤكدًا أن وزارة التربية والتعليم تبذل مجهودًا كبيرًا من خلال المنصات التى تطلقها.

على أحمد: أستطيع التعامل مع المنصات الإلكترونية

أكد على أحمد، ١٢ عامًا، أنه استفاد من الدورة التدريبية للتعليم عن بُعد التى نظمتها المبادرة الرئاسية، موضحًا: «أصبحت قادرًا على تغيير نظام المذاكرة بما يتناسب مع التعليم عن بُعد». وأضاف: «تعلمت طرق الوصول إلى المناهج على المنصات الإلكترونية، وأصبحنا لا نحتاج للدروس الخصوصية»، لافتًا إلى أن التعليم عن بُعد أفضل من التعلم فى الفصول، لأن هناك احتمالًا دائمًا أن يصادف طالب أستاذًا لا يهتم بالشرح، وهذا لا يحدث «أون لاين». وتابع: «المبادرة الرئاسية تبنى- حاليًا- مدارس جديدة فى القرية وفى القرى المجاورة، الأمر الذى سيخفف من التكدس داخل الفصول، كما أن التعلم الرقمى سيساعد فى تغيير طريقة شرح المعلم للدرس»، مؤكدًا أنه يرغب فى التطوع ضمن مبادرة «حياة كريمة» حتى يتمكن من مساعدة الفقراء والمحتاجين فى القرى الأكثر احتياجًا.

علياء محمد: تدربت على متابعة استخدام أبنائى للإنترنت

قالت علياء محمود، ٥٥ عامًا، إنها تلقت التدريب على التعليم الرقمى من خلال قوافل تابعة للمبادرة الرئاسية تجوب القرى.

وأضافت أنها تلقت تدريبات على استخدام الحاسب الآلى، وشبكة المعلومات الدولية من خلال أجهزة الكمبيوتر الثابتة أو الهواتف المحمولة، لافتة إلى أن المدربين شرحوا لها الطريقة المثالية لمتابعة نشاط أبنائها الطلاب على منصة «تعليمى» وطريقة استذكار الدروس. وذكرت أن «حياة كريمة» نجحت فى تحويل المدارس لأماكن جذب للطلاب، عبر تطوير تجربة التعليم وتحديثها، من خلال مبادرة «العلم حياة،» التى توفر شكلًا جديدًا للتعلم عبر تحويل الدروس لما يشبه الألعاب، داخل إطار آمن، يسهل من خلاله الوصول للمعلومة، والبحث عنها، ومناقشة الدروس، وجميعها أمور أسهمت فى تغيير الصورة الذهنية للمدارس فى أذهان الطلاب وأولياء الأمور. واختتمت: «الرئيس السيسى أوفى بوعده بالاستثمار فى الإنسان المصرى، وتطوير مهاراته، ليتمكن من مواكبة تطورات العصر، ليضمن له مستقبلًا آمنًا».

إيمان عبدالله: غيّرت أسلوب استذكار الدروس بفضل ما تعلمته 

 

إيمان عبدالله، ٣٥ عامًا، لديها ٣ أطفال فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وجميعهم كانوا يكرهون الذهاب للمدرسة، بسبب البيئة غير المشجعة، خاصة مع الكثافة العالية والتكدس، لكن تنفيذ دورات «التعليم الرقمى الآمن» فى المدارس حببت الطلاب فى التعليم والمدارس.

وقالت: «حرص أبنائى على التوجه للمدرسة لتلقى التدريبات على طريقة استخدام منصة (تعليمى)، وأنا توجهت رفقتهم وتلقيت التدريب معهم فى الفصل؛ حتى أتمكن من مساعدتهم على استذكار الدروس، ومتابعة استخدامهم للإنترنت، ومراقبة تطورهم وتدريبهم على الامتحانات بالشكل الحديث». وواصلت: «التعليم من خلال المنصات الرقمية ممتع، وأود توجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على جهود مبادرة حياة كريمة، التى استجابت لمطالب أولياء الأمور وشكاوى الطلاب من تكدس الفصول الدراسية، وتفكيرهم فى حل مبتكر للمشكلة». وأوضحت: «فرق الرصد الميدانى التابعة للمبادرة الرئاسية زارتنا فى منزلنا، وسألوا ابنتى لارا عن سبب عدم رغبتها فى الذهاب للمدرسة، فأخبرتهم بأنها تكرهها، بسبب التكدس واضطرارها للجلوس على الأرض، وهو الحال الذى تغير تمامًا بعد إعادة ترميم المدرسة».

واختتمت: «عدلت طريقتى فى استذكار الدروس لأبنائى بعد حضورى الدورة التدريبية، وتعلمت كيفية متابعة نشاطهم على منصة (تعليمى) من خلال حسابى الشخصى على المنصة، التى توفر حسابات للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور».

أحمد محمد: الطلاب اتجهوا للبحث المعرفى

 

ذكر أحمد محمد، مدرس لغة عربية بمدرسة الأحراز الابتدائية، أن الطلاب فى الماضى كانوا يختارون حلًا من اثنين، الأول هو الاعتماد على الدروس الخصوصية لفهم المادة، والثانى هو حفظ المناهج.

وأضاف «محمد»: «الطالب الذى يحفظ المنهج يواجه صعوبات كثيرة فى التفكير، ولا يتعلم كيفية استخدام عقله، فضلًا عن أن التعليم العادى يرهق المدرس ويجعله يبذل مجهودًا كبيرًا، أما التعليم الرقمى فإنه يجعل المدرس يقدم للطالب أجزاءً بسيطة من المعلومات، ويترك له مساحة للبحث ومحاولة الفهم.. وهذا يجعل الطالب يحب الدراسة أكثر».

وأشار إلى أنه لاحظ خلال الفترة الماضية زيادة إقبال الطلاب على المدرسة وتعلقهم بها، خاصة بعد دورة التعليم الرقمى الآمن التى نظمتها «حياة كريمة»، إذ أصبح الأطفال يرغبون فى تلقى الدروس بالطريقة الحديثة والتدرب عليها، بالتعاون مع المدرس.