رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تتحرك جماعة الإخوان للتحريض ضد مصر بأمريكا وأوروبا؟

جريدة الدستور

بعد الهزيمة القاسية لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وفشلها في تنظيم أي فعاليات داخلية تمثل تهديدا للنظام المصري الحالي على مدار 6 سنوات منذ ثورة 30 يونيو المجيدة، وكان آخر هذا الفشل التظاهرات التي دعا إليها العميل الإخواني الهارب بإسبانيا محمد علي- قرر التنظيم الدولي للإخوان مواصلة جهوده التحريضية ضد مصر في أمريكا وأوربا، معتمدا على استراتيجيات جديدة أكثر قوة على أمل تشويه صورة مصر أمام المجتمع الغربي، مما قد يدعم أجندات الجماعة.

عن التحركات الإخوانية التحريضية ضد مصر في الخارج كان لـ"أمان" هذا الحديث مع عدد كبير من أبرز قيادات الجاليات المصرية بالغرب؛ لمعرفة كيف يرون تحرك الجماعة الإرهابية ضد مصر في الفترة المقبلة.

لوبي بلجيكا
في هذا الصدد، يرى يوسف عبدالقادر، الباحث بالمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، والمقيم في بلجيكا، أن الإخوان سيركزون في الفترة المقبلة على بلجيكا نظرا لتوافد الآلاف من كبار السياسيين والحقوقيين بالعالم عليها، كون بها البرلمان الأوروبي.
وأوضح عبدالقادر، في تصريحاته الخاصة لـ"أمان"، أن الجماعة سيكون لها تمركز قوي في بلجيكا للتنسيق مع هؤلاء الوافدين المهمين على أمل إقناعهم بدعم الجماعة الإرهابية ضد مصر أو على الأقل استغلال المنظمات الحقوقية التي يشرفون عليها في تشويه مصر دوليا.
وحذر الباحث البارز في شئون الإرهاب من مخطط إخواني رصده يهدف إلى العبث في عقول الجاليات العربية المقيمة في أوروبا للحصول على دعم كامل منهم للجماعة، وهو ما بدأه الإخوان بالفعل في بلجيكا.

فشل في هولندا
عبير أحمد، القيادية بالجالية المصرية بهولندا، أكدت فشل الإخوان بشكل كبير في هولندا، لدرجة أن أعضاء الجماعة أنفسهم أصبحوا لا يشاركوا في التظاهرات التي يدعو لها التنظيم ما بين الحين والآخر ضد مصر.
وأكدت "أحمد"، في حديثها لـ"أمان"، أن الجماعة مع ذلك تملك مجموعة من القيادات يحاولون بكل قوة التودد لعدد كبير من السياسيين الهولنديين على أمل إقناعهم بدعم الجماعة ومشاركتها في تشويه النظام المصري إلا أن كل محاولاتهم حتى الآن باءت بالفشل.

خطط الجماعة بأمريكا
الكاتب الصحفي المقيم في أمريكا محب غبور يرى أن الإخوان سيعتمدون في الفترة المقبلة على بعض رجالهم في أمريكا للمحاولة بشتى الطرق والوسائل توجيه أي ضربة لمصر، سيان اقتصادية أو سياسية، لتعويض الخسائر الكبرى التي تعرضوا لها منذ ثورة 30 يونيو المجيدة عام 2013.
وفي هذا الصدد، قال غبور، في تصريحاته الخاصة لـ"أمان": طبعا نحن نعلم جيدا المد الإخواني ونجاحه فى الوصول إلى البيت الأبيض منذ حكم الرئيس السابق أوباما الذى دعم طموحات الإخوان فى تحقيق أهدافهم بإنشاء الولاية الاسلامية وتغيير خريطة الشرق الاوسط، وبالطبع الكل يعلم أن مساعدة أوباما للإخوان لم تكن حبا فى الاسلام والمسلمين لكن حتى لا تتعرض الأراضى الأمريكية لأى اعتداء يهدد سلامة أراضيها، ومن هنا نجح أوباما فى احتواء الإخوان ودعم وجودهم وأيد أفكارهم ودعمها فيما يعرف بالربيع العربى.
وأضاف: استطاع التنظيم الدولى لجماعة الاخوان أن يتغلغل في أمريكا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حيث نجح من خلال عدة مشاريع اقتصادية في إنشاء قاعدة عريضة من مسلمي أمريكا مؤيدين لأفكارهم، ودعّم الإخوان في هذا الأمر سيطرتهم على أكثر من 80% من المساجد المنتشرة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتمنى غبور أن يحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- المعروف عداؤه للإخوان- مشروع قانون حظر الجماعة في أمريكا ووضعها على قوائم الإرهاب، الأمر الذي سيعد صفعة قوية للتنظيم الدولي للإخوان، مشيرا إلى أنه في حال عدم حدوث هذا الأمر ستواصل جماعة الإخوان أجنداتها التحريضية ضد مصر بداية من زيارات أعضائها للكونجرس الأمريكي معتمدين على رجالهم هناك، وحتى تحريض الرأي العام الأمريكي من أجل تصدير صورة سيئة لمصر تخدم الإخوان.

تحركات الجماعة القادمة
من جانبه، قال بهجت العبيدي، الكاتب المصري المقيم بالنمسا، مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إن الكذب والتلفيق وبث الشائعات هو ديدن جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن الشعب المصري اكتشف حقيقة هذه الجماعة الإرهابية المارقة، ولم تعد تلك الحيل التي تتبعها تخيل عليه، ولم تعد الأكاذيب التي تصدرها أبواق الجماعة الإرهابية العميلة تجد آذانا صاغية من أبناء الشعب المصري، بل بدأ المصريون في التندر على تلك الأكاذيب، والسخرية من الوسائل الإعلامية التي تروجها، وفي مقدمتها أكثر القنوات قذارة في العالم قناة الجزيرة.

وذكر بهجت العبيدي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان هدفا للآلة الإعلامية الإخوانية القطرية التركية على مدار فترة حكمه، بهدف تشويهه، خاصة في نظر دول أوروبا، بل منذ أن أطاح الشعب المصري بحكم جماعة الإخوان الإرهابية وعزل رئيسهم محمد مرسي، ونصّب الرئيس عبدالفتاح السيسي قائدا لثورة الثلاثين من يونيو المجيدة، فمنذ ذلك الحين ولم يمر يوم إلا وأطلقت جماعة الإخوان الإرهابية وأدواتها الإعلامية فرية جديدة وكذبة تلو الكذبة تستهدف الرئيس السيسي.

وتابع مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج أنه في الأسبوعين الماضيين شنت أذرع جماعة الإخوان الإرهابية الإعلامية هجوما شرسا على الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحشدت كل قواها للتأثير على الرأي العام المصري، وحددت يوم الجمعة ٢٧ من سبتمبر موعدا لخروج مظاهرات مناوئة للسيد الرئيس، ليفاجأوا بدرس قاس من الشعب المصري حينما خرج جماعات وفرادى في مسيرات حاشدة تأييدا للسيد الرئيس ودعما للجيش المصري العظيم.

وأردف مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج أن هذه الهزيمة القاسية التي تلقتها جماعة الإخوان الإرهابية على أرض مصر، ستجعلهم يلملمون أوراقهم سريعا مرة أخرى في خارج مصر، لكي يوهموا قواعدهم في الداخل بأنه ما زالت هناك روح تدب في جسد الجماعة المتعفن.

ولم يستبعد أن تقوم جماعة الإخوان الإرهابية في الخارج ببث بعض الشائعات، واختلاق بعض الأكاذيب لنشرها خارج مصر، وهو ما يستلزم- كما يؤكد بهجت العبيدي- يقظة كبيرة من أبناء مصر في الخارج للوقوف في وجه تلك الحملة المحتملة، وتفنيد الأكاذيب التي تطلقها جماعة الإخوان الإرهابية وذيولها في الخارج.

خطة الإخوان في فرنسا
ومن النمسا إلى فرنسا، يرى رزق شحاتة، المرشح السابق للبرلمان الفرنسي،  أن الإخوان سيستمرون باستخدام كل فرصة وأي فرصة لعرقلة النظام المصري، أيا كانت الطريقة والوسيلة.
وحذر شحاتة، في تصريحاته الخاصة لـ"أمان"، من مخطط إخواني سيعتمده التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية في فرنسا، وهو استغلال المال القطري لشراء ذمم بعد السياسيين الكبار في فرنسا، وكذلك بعض الكتّاب والإعلاميين من أجل أن يدعموا أجندة الجماعة الإرهابية، مشددا في الوقت ذاته على أن الرأي العام الغربي أصبح واعيا جدا لفكر الجماعة، ولن يتعاطف معها، ما لم يتم شراء بعض وسائل إعلام بعينها من قبل الجماعة.

محمد زيان، الكاتب الصحفي المقيم في فرنسا، أكد أن حجم الأموال التي يضخها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية في فرنسا مرعب، كما تم تحديد مبلغ ضخم جدا من هذه الأموال لإنفاقه على الإعلام الفرنسي للحصول على دعمه واستغلال قوته في أوروبا لتحسين وجه الجماعة وتشويه صورة مصر.
وقال زيان في هذا الصدد: ستشهد الفترة المقبلة إغداق الأموال من قبل الإخوان على بعض التجمعات المهمشة في فرنسا للحصول على دعمهم وتعاطفهم واستخدامهم كقوة للجماعة في قلب فرنسا تحركهم كما تشاء، مما يجعلهم جزءا من المعادلة السياسية في فرنسا.
وأوضح الكاتب الصحفي المصري المقيم في فرنسا أن الجماعة الإرهابية لها تدخلات حقيقية في المشهد السياسي الفرنسي، حيث تملك حزبا سياسيا خاض الانتخابات البرلمانية الأوروبية، يعرف باسم "حزب اتحاد مسلمي فرنسا"، مشيرا إلى أن من خلال هذه الحزب صنعت الجماعة علاقات قوية مع سياسيين ونواب فرنسيين لإقناعهم بمساعدة الجماعة على تشويه سمعة مصر، ومحاولة إسقاط نظامها الحاكم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وحذر زيان أيضا من امتلاك جماعة الإخوان الإرهابية العديد من المساجد في فرنسا الممولة قطريا فقط من أجل خدمة الجماعة، حيث تقوم الجماعة الإرهابية باستغلال المصلين والمستفيدين من المراكز الإسلامية، وكذلك المدارس التعليمية، من أجل ضمهم لصفوف الجماعة، وامتلاك تواجد قوي وسط مسلمي فرنسا، مما يعد ضغطا من نوع آخر على الحكومة الفرنسية.

وضع الإخوان في ألمانيا
أما في ألمانيا، فقد أكد حسين خضر، القيادي بالحزب الاشتراكي الألماني، أن جماعة الإخوان تعاني في الفترة الحالية من صدمة كبيرة جدا بعد فضيحة حدثت لها بعد أن وصل أحد الأقراص المدمجة الفاضحة للجماعة لبعض الصحفيين الألمان، الذين قاموا بدورهم بنشر فضائح الجماعة في كل دول الاتحاد الأوربي.
وعن محتوى هذا القرص المدمج، قال خضر، في تصريحاته الخاصة لـ"أمان": هذه الأسطوانة بها وثائق تؤكد نقل الأموال من مؤسسة قطر الخيرية لصالح مؤسسات جماعة الإخوان في أوربا، وقد تم اكتشاف أن قطر لديها برنامج دعم وتمويل أكثر من 140 مؤسسة تابعة للإخوان في أوروبا، بينها مساجد ومدارس وحضانات.
وأضاف: الوثائق تؤكد أيضا استغلال الإخوان المواسم الدينية ورغبة المسلمين في التبرع لجمع الأموال بحجة رعاية الأيتام والمحتاجين، ولكنهم يرسلون هذه الأموال لدعم أنشطة الجماعة بمختلف دول العالم، ولقد تم إثبات نقل مبلغ 260 مليون يورو من هذه التبرعات لفروع الإخوان بأوروبا، وهذا ليس الرقم النهائي بل يتردد أنه أكثر من ذلك بكثير، وهذه المؤسسات الإخوانية موجودة في إيطاليا بواقع 47 مؤسسة، وفي فرنسا 22، وفي إنجلترا 11 مؤسسة، وفي ألمانيا يوجد حوالي 10 مؤسسات، وما يزيد الطين بله أن تلك الأموال كلها غير معلومة المصدر.
واختتم خضر تصريحاته مؤكدا أن كل هذه الأزمات الكبرى التي تمر بها جماعة الإخوان الإرهابية تجعل من الصعب على الجماعة أن تقوم بأي دور تحريضي ضد مصر من ألمانيا في ظل عدم ثقة الرأي العام الألماني بالجماعة من الأساس، مما يجعل مجهود التنظيم وأمواله في عداد الإهدار، وهو ما عطل الإخوان في ألمانيا في الفترة الحالية.