رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث استراتيجي يكشف أسباب عزوف أمريكا عن إعلان الحرب على إيران

جريدة الدستور

تصاعدات حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران خلال الأيام الماضية، خصوصا بعد أن حركت طهران صواريخ باليستية وكروز، على متن قوارب صغيرة للحرس الثورى فى مياه الخليج، ما دفع الولايات المتحدة إلي إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" إلى الخليج.

وفي هذا الشأن، توقع العديد من المحللين الاستراتجيين أن الأمر قد يتطور خلال الفترة المقبلة، وتوجه أمريكا ضربة عسكرية إلي إيران، واستندوا في تحليلهم على تهديات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، والتي حذر فيها طهران من القيام بأي خطوة قد تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، أو مصالح حلفاء واشنطن، ونفس الامر أكده الرئيس الامركي دونالد ترامب حيث حذر إيران من أي فعل يستفز الولايات المتحدة".

وبخصوص هذا الشأن، قال الباحث الإستراتيجي محسن عثمان:" أنه لايمكن بأي حال من الاحوال تصور حرب بين امريكا وايران، نظرًا لأن طهران زراع واشنطن في المنطقة لإستنزاف موارد الخليج وامواله، علاوةً أنها تقوم بتنفيذ المخطط الامريكي لسقوط ما تبقي من الانظمة العربية.

وتابع:"بدأت جذور العداوة بين أمريكا وإيران بعد وصول الخميني للحكم، وتصاعد أزمة الرهائن الأمريكان عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين السفارة الأمريكية بها دعما للثورة الإيرانية وأحتجزوا 52 أميركيًا من سكان السفارة كرهائن لمدة 444 يوم من 4 نوفمبر 1979 حتي 20 يناير 1981.

وأشار إلي أنه منذ الأزمة الدبلوماسية التي وقعت بين إيران وأمريكا في نهاية السبعينات، قررت طهران الانغلاق على نفسها وفرضت قيودًا قوية على الشعب الايراني وسخرت كل عوائد النفط لتطوير وتحديث قواتها المسلحه حتى أثبتت وجودها في الساحة الدولية وأستطاعت تصدير ثورتها الي لبنان بالاستعانة بحزب الله( ذراع إيران في لبنان)، والذي نجح الاخير في هزيمة اسرائيل في ٢٠٠٦، وتكبيدها خسائر فادحه.

ولفت إلي أن طهران استطاعت تكوين لوبي في امريكا تحت مسمي المجلس الوطني الايرني الامريكي وكان له دورًا في الضغط على إدارة الرئيس السابق بارك أوباما لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران.

وأكد أنه بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم، بدأ ينفذ مخططه لتركيع إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي ثم فرض عقوبات اقتصادية ثم تتطور الأمر إلي مشادات كلامية بين الطرفين.

ورأي أنه رغم هذا التصعيد المتبادل بين الطرفين إلا أنهما على دراية تامة بأنه لايمكن أن تنشب حرب بينهما ستقضي علي المصالح الامريكيه في المنطقه وخصوصًا في ظل وجود حكومه شيعيه في العراق والتواجد الإيراني القوي في سوريا علاوةً على وجود مئات المليشيات الشيعية المدعومة من إيران وأهمهم حزب الله اللبناني.

وعن أسباب تصاعد الأزمة بين طهران وامريكا، قال عثمان:" الإدارة الامريكية لا يعنيها إلا ان تكون إيران حليفًا لها في منطقة الشرق الأوسط، وتواصل دعمها للحوثيين في اليمن حتي يتم استنزاف اموال دول التحالف العربي شراء الاسلحة الأمريكية.

وتابع:" الضغوط الامريكية على إيران غرضها إضعاف العلاقات القوية بين طهران وكلًا من روسيا والصين العدوان اللدودان لواشنطن، علاوةً على رغبة أمريكا في الحصول على النفط الإيراني مقابل التسليح الامريكي.

ولفت إلي أن الولايات المتحدة تريد أن تلعب إيران دورًا قويًا في القضية الفلسطينية لنفوذ القوي داخل قطاع غزة بسب دعمها لحركة حماس، فضلًا أن طهران لديها علاقات قوية مع اليهود بدليل ان اكبر لوبي يهودي خارج اسرائيل بعد اللوبي الامريكي موجود في ايران.