رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيالات الإخوان.. لماذا ترواد أحلام المصالحة مع الدولة نائب المرشد إبراهيم منير؟

ابراهيم منير
ابراهيم منير

لم يهدأ نائب مرشد جماعة الإخوان إبراهيم منير الهارب خارج البلاد، بين الحين والآخر، عن الحديث عن حلم مصالحة المزعومة التي يروج لها، ففي مساء أمس رواده حلم جديد أعلن تفاصيله عبر إحدى المواقع الإخوانية، داعيًا إلى ضرورة قبول المصالحة.


وأشار إلى أن جماعة الإخوان "تابعت الجهود الحثيثة التي تبذلها شخصيات وطنية، مهما اختلفنا معهم في الرؤية أو التفاصيل سابقا أو لاحقا، إلا أن الهدف كان دائما واحدا ألا وهو دولة ديمقراطية مدنية حقيقية، لا سيادة فيها إلا للشعب وبالشعب ومن أجل الشعب".

وقال: "نحن لا نرفض أي مبادرة من باب الرفض المطلق لأي حلول أو تصورات، بل على العكس جماعة الإخوان منفتحة تماما على أي مبادرات أو رؤى بشرط أن تكون منصفة وتعيد الحقوق لأصحابها".
وزعم كذبًا، أن الدولة المصرية تحاول ان تجري مصالحة مع جماعته، متناسيًا العمليات الإرهابية التي قامت بها الجماعة ضد الشعب المصري.

لم تكن هذه هي المرة الأولى، الذي يتحدث فيها "منير"، عن المصالحة، ففي إبريل الماضي، خرج إبراهيم منير لواجهة الأحداث من جديد، بعدما أكد بشكل غير مباشر، تنازل الإخوان عن مطالبها المتشددة، التي تبنتها خلال الفترات الماضية، وأعلن قبوله وجماعته الدخول في مفاوضات مباشرة، حال الإفراج عن مساجين الإخوان، شريطة أن يكون مع مسئولين وليس وسطاء.

وفي نوفمبر 2016، خرج منير، ليتحدث عن من وصفهم بـ"حكماء الشعب" المصري أو "حكماء الدنيا" لرسم "صورة واضحة للمصالحة" بين السلطات المصرية والجماعة.

بينما خرج في يوليو الماضي، عبر حوار لإحدى المجلات العربية، تحدث فيها عن قبول الجماعة للمصالحة مع الدولة المصرية، ودعوة عدة حكماء في العالم الإسلامي للتدخل لإنقاذ الجماعة.
البعض داخل الجماعة يلقبه بأن "مهندس المراجعات" القادم داخل الجماعة، حيث هو أول من دعا لقبول التصالح مع الدولة المصرية، كما طالب الجماعة بضرورة العودة خطوة للخلف، خوفًا من أن تنتهي الجماعة للأبد.

وقال إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني المنشق، إن تصدى إبراهيم منير، القيادي التاريخي، لجماعة الإخوان الإرهابية، لملف المصالحة، يأتي بسبب علاقته الوطيدة بالمخابرات الإنجليزية.

وقال ربيع في تصريحاته، إن إبراهيم منير، لا يتحدث نيابة عن نفسه أو الجماعة، موضحا أن هناك جهات مخابراتية هي التي تدير الإخوان وتنظيمها الدولي، وتحركهما كيفما شاءت، لذا دائما ما يكون "منير" صاحب الخبرة الطويلة في المهجر، له اليد العليا على ملف المصالحة.

فيما قال هشام النجار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية بالفعل تسعى للمصالحة مع الدولة، والدليل صدور التصريحات من إبراهيم منير وهو قيادي مسئول وتاريخي وله رمزية معتبرة بالتنظيم الدولي علاوة على كونه الممول الأول للتنظيم وهذا يجعله أحد صانعي القرار بالجماعة.

وأوضح النجار في تصريح خاص، أن الجماعة تحاول تكثيف الدعوة للمصالحة عبر تمريرها من خلال شخصيات قريبة منها أو قيادات سابقة، ومن ثم تستثمرها هي وتحاول توظيفها على الأرض، وآخرها دعوة كمال الهلباوي.

وأضاف أن الهدف من وراء المصالحة إنقاذ الجماعة من أزمتها الحالية بعد وصولها لحافة الانهيار بالنظر للأزمة التي يمر بها وكلاؤها التاريخيون كلما وصلت الجماعة لمرحلة كهذه تلجأ لرفع عنوان المصالحة الخادع الذي يحمل في ظاهرة معنى التراجع أو التصحيح والاعتذار عن العنف والدم، وفي باطنه يضمر هدف العودة التكتيكية المتدرجة بعد تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها واستعادة قوتها من جديد.