رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سالم عبدالجليل: تولي القبطي رئاسة الجمهورية «جائز» - حوار

الشيخ سالم عبد الجليل
الشيخ سالم عبد الجليل خلال حديثه لـ"أمان"

قال إن الدواعش لا علاقة لهم بالدين.. والأن «يجوز تكفيرهم»

قال الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إن تنظيم «داعش» صناعة استخباراتية، وليس إفرازًا للثقافة الإسلامية بكل تياراتها، معتبرًا أن دور الحكومات العربية ينحصر فى السيطرة على ذلك التنظيم ومحاكمته، لكن ليس من حق أحد تكفير عناصره طالما ينطقون بالشهادتين ويؤدون فروض الدين. ورأى أن التراث يحتاج إلى تنقية، عبر تخليصه مما هو دخيل عليه، وتحديد ما يُعرض على الناس وما لا يعرض، والتحقق مما هو صحيح ومما هو باطل، مؤكدًا أن مجلس الشئون الإسلامية هو المنوط بإنجاز هذه التنقية، مطالبًا بعودته إلى نشاطه مجددًا، وبأن يكون رئيسه بدرجة وزير.

■ بدايةً.. هل «داعش» إفراز للثقافة الإسلامية؟.. وما موقف الإسلام منه؟
- الدول الغربية هى التى صنعت «داعش» ودربته ومولته بالسلاح، وهى التى أعطته تلك الأفكار المتشددة، والمخابرات الأمريكية والروسية والإيرانية والأوروبية، هى التى دفعت هذا التنظيم فى أتون الصراع الدائر فى العالم العربى، بغرض تفريق الأمة الواحدة، خوفًا من الاتحاد بين المسلمين، فهم يريدون أن يشغلونا بالإرهاب، دون أن ننشغل بتطوير التعليم والصحة.
وعليه أقول إن الدواعش ليس لهم علاقة بالدين، وما يفعلونه «شو إعلامى» لجذب عناصر جدد، لذا تجب محاربة مثل هذه الأفكار منذ البداية وعدم تركها تنخر فى جسد الأمة، هذا ما كانا نقوله عليهم قبل عملية استهدافهم لمسجد الروضة.

■ فماذا تقول عنهم الأن؟
إن مرتكبى حادث مسجد الروضة ببئر العبد بسيناء كفار، وأنه لا ينبغى أن نتردد فى أن نطلق  لفظ الكفر على هؤلاء الذين اتكبوا هذه الجريمة، متسألاً ما الذى نخشاه؟
أن حديث النبى عليه السلام واضح أن "سباب المسلم فسوقا وقتاله كفر"، أننا أمام استحلال للدماء وهناك فرق بين أن يخطئ الإنسان فى قتل انسان، وأن يُقتل الناس وهم يصلون بدم بارد.
وأن استحلال الدماء كفر، وأن يُقتل المسلم غدراً وخيانه ويستحل دمه، يندرج تحت حديث النبى "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، ومؤسسة الأزهر تخشى أن تشيع كلمة الكفر وأن يسلك الناس هذا المسلك مع كل إنسان يرتكب خطأ، لكن إطلاق الحكم فى العموم ليس به قلق.
وكل انسان مستأمن ويعيش مسلما لا ينبغى أن نستحل دمه أبدا، وأن القتل بغدر كفر، وأن قتال هؤلاء العناصر للمستأمنين أشد من الكفر، كلمة التكفير خطيرة ولا ينبغى أن نطلقها على كل أحد لكن من يقوم بهذه الأعمال لا ينبغى أن نتتردد فى أن نطلقها عليه.

■ أفتيت بـ«كفر المسيحيين».. ولماذا كنت لا تكفر «داعش» في الماضي؟
- الجميع يعلم الكوارث التى تورط بها أعضاء التنظيم الإرهابى، لكن كان لا يجوز تكفير أى مسلم خاصة إذا أقر بالشهادتين وأقام الصلاة، لهذا أفضل أن تسيطر الحكومات عليهم وتقدمهم للمحاكمة، ولكن عقوبة الإيمان والكفر متروكة للآخرة أمام الله عز وجل، فلا يمكن تكفيرهم.

■ هل يحتاج التراث إلى تنقية، وكيف تكون؟
- طبعًا يحتاج إلى تنقية، وبالنسبة لى تنقية التراث تكون بتخليصه مما هو دخيل عليه، ويقوم بذلك العلماء المحققون المتخصصون، عبر الرجوع إلى المخطوطات الرئيسية، كما يحتاج إلى تحديد ما يُعرض على الناس وما لا يُعرض، والتحقق مما هو صحيح ومما هو باطل، والمنوط بإنجاز هذه التنقية هو مجلس الشئون الإسلامية، وأطالب بعودته إلى العمل مجددًا، وبأن يكون رئيسه بدرجة وزير.

■ كيف ترى المعتقدين بأنه لن يدخل الجنة غير مسلم مهما فعل من خير؟
- الجنة ليست حكرًا على أتباع محمد، صلى الله عليه وسلم، بل لجميع أتباع الأنبياء، ولا نملك قول إن هذا سيدخل الجنة وهذا لا يدخل، فالمؤمنون بالله ورسله وكتبه ويعملون صالحًا سيدخلون الجنة، وبسبب العمل الصالح من الممكن أن يعود الشخص إلى الإسلام قبل موته.

■ هل يجوز أن تتولى امرأة رئاسة الجمهورية؟
- رئاسة الجمهورية وظيفة عامة، لهذا يجوز أن تتولى امرأة هذا المنصب، كما يجوز أن يتولاه مسيحى.
ففى القديم كان أمير المسلمين هو الحاكم وهو الإمام، ولهذا كان لا يجوز أن تشغل المرأة هذا المنصب، لكن الآن هناك فرق بين الرئيس والإمام، لذا فالمرأة يجوز أن تصبح رئيسة، لكن لا يجوز أن تصلى بالرجال، والقرآن تحدث عن عدد من النساء القائدات على رأسهن ملكة سبأ.

■ هل يجوز أن تتولى المرأة الإفتاء؟
- منصب الفتوى هو النظر فى النصوص والأدلة، ومحاولة الخروج برأى شرعى يخدم جميع المسلمين، ولا مانع أن تتولى هذا المنصب امرأة، ما دامت مؤهلة، لأن الفتوى مختلفة عن إمامة الصلاة أو خطبة الجمعة.

■ ما رأيك فى الفتاوى السلفية التى تحط من شأن المرأة؟
- أى فتاوى لا تخرج من الأزهر غير موفقة فى العموم، لأنها تعتمد على رأى واحد، ولا تراعى واقع الناس، مثلًا الفتوى التى تحرم تهنئة المسيحيين أو التعامل معهم، تعتمد على رأى واحد فقط دون النظر إلى سماحة الإسلام.