رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للسيد الرئيس


سيادة الرئيس لا شك أننا عشنا هذا الأسبوع مع ذكريات العاشر من رمضان، ذلك اليوم الذى لن ننساه، فمع دقات الساعة الثانية من بعد ظهر ذلك اليوم قام جنود جيشنا العظيم باقتحام خط بارليف، وهو الجسر الرملى العالى الذى أقامه الإسرائيليون ضمانًا أبديًا - فى نظرهم - للبقاء على أرض سيناء

إلى الأبد، وكان جنودنا يرونه جسر المذلة والهوان، فهو جبل الألغام الذى نزع من الوطن قطعة من جسد مصر، إذ عزل لأكثر من عشر سنوات لا أرضًا غالية فقط، ولكن قطاعًا غاليا من المصريين المقيمين على أرض سيناء، فكان احتلالاً مهينًا لكل المصريين المنعزلين عن أشقائهم السيناويين إلى ساعة العبور.

ومع أن حرب أكتوبر - العاشر من رمضان جرت وجموع المسلمين صائمون، ومنهم بالطبع جنودنا، إلا أن الصوم لم يكن حائلاً دون القيام بالواجب، بل على العكس، كان دافعًا قويًا لاسترداد الكرامة وجمع شمل كل المصريين.

والسؤال الذى يمكن طرحه: ولماذا هذا الخطاب وفى الشهر الكريم ومصر تحتفل بذكرى العبور الانتصارى فى السادس من أكتوبر؟ وجوابى هو أولاً للتهنئة بشهر الصوم الذى يقرب الصائمين إلى الله - جل جلاله - والمفترض فيه أن الناس - أغلبهم - أكثر قربًا إلى الله وإلى الناس، تكثر فيه أعمال الرحمة وإطعام الفقير، وعلى الجانب الآخر تقل فيه الجرائم، ويزداد العمل والإنتاج، فالعمل عبادة كما نقول، والإنتاج واجب، والتقارب والتراحم بين الناس قيمة من أوجب الفضائل، يقترب فيه الناس إلى بعضهم البعض بالتوازى مع الرغبة الصادقة فى الاقتراب إلى الله، تزداد مع الصوم ساعات العمل، لا فى النهار فقط، بل ومع ساعات الليل الطويل.

أرجو لكم ولمجلس وزرائك الذى نرجو أن يكون قد اكتمل مع نشر هذا الخطاب، ومعك النائب أو النواب الذين يعاونونك فى تعويض الأيام التى مرت سريعًا، والناس ينتظرون بقلق وتطلع إلى بداية البرنامج الرئاسى، وحسنًا قام عدد كبير من أبناء شعبك بأعمال النظافة - الأمر - الذى تقاعس عنه المسئولون أما الجانب الأمنى وهو الأهم والأكثر إلحاحًا، فأراه يزداد اضطراباً، ويكفى - سيادة الرئيس - أن تطالع صحيفة يومية واحدة لترى بنفسك حالة الخوف والهلع لجرائم ترتكب فى وضح النهار من اقتحام وتعد وخطف البشر بدلاً من خطف حقائب النساء وذلك لفرض إتاوات، إنه حقًا لأمر خطير يحتاج منك إلى الجهد والوقت والعمل - وهو عبادة - فى شهر العبادة.

مرة أخرى لك خالص تهنئتى، وسنظل ندعو لك بالتوفيق، ونناشد أنفسنا وكل المصريين أن يعملوا مضاعفًا - فى هذا الشهر - حتى يكون صومًا مقترنًا بالعمل وليس للأكل والكسل، متمنيًا أن يأتى مجلس وزرائك محققًا لرؤياك وبرنامجك عونًا لك لا ثقلاً عليك وعلى شعبك الصابر والمتطلع والمستعد أن يبذل جهده لتحقيق أحلامه والنهوض من القعود فى الميادين والأعمال تتعطل، والإنتاج يتوقف، ومؤشر الجرائم يرتفع، فمع البطالة والفقر تزداد الجرائم والخطف والنهب، دعاؤنا لسيادتكم أن يوفقكم الله فى برنامج طموح لشعب يستحق حياة أفضل بعمل أكثر جهدًا وإخلاصًا وعطاء وأمنًا.

كل عام وكلنا بخير