رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بكائية البنك الدولى وصندوق النقد.. ردًا على الحرب

فى اليوم الـ«الحرب»، سابع أيام الحرب الروسية الأوكرانية، والعالم يعانى من الترقب الصاخب لمآلات ومساراته وتداعيات الحرب- تُصدر المديرة العامة لصندوق النقد الدولى كريستالينا جورجيفا ورئيس مجموعة البنك الدولى ديفيد مالباس بيانًا مشتركًا بشأن الحرب فى أوكرانيا.

.. فى نص البيان سردية مملة، تقدم لحالة الحرب والدمار ومخاوف استخدام الأسلحة النووية ومعدات الدمار الشامل، يطلق البنك الدولى وصندوق النقد، بكائية مكتملة الأركان: «إننا نشعر بصدمة وحزن عميقين من الخسائر البشرية والاقتصادية المدمرة التى سببتها الحرب فى أوكرانيا». 
.. وأيضًا: «يُقتل الناس ويُصابون ويُجبرون على الفرار، ويلحق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المادية للبلاد».
.. ثم محاكاة ركيكية، تقليدية: «إننا نقف إلى جانب الشعب الأوكرانى خلال هذه التطورات المروعة». 
.. ويدهشنا البيان، أنه يرى الصراع، بما يدور فى الغرف الخلفية أو الإنفاق، فيؤشر: «كما تسببت الحرب فى تداعيات كبيرة على البلدان الأخرى. يتم دفع أسعار السلع إلى الارتفاع والمخاطرة بتأجيج التضخم، الذى يصيب الفقراء أكثر من غيرهم. ستستمر الاضطرابات فى الأسواق المالية فى التفاقم إذا استمر الصراع. سيكون للعقوبات التى تم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة الماضية تأثير اقتصادى كبير، نحن نقيم الموقف ونناقش استجابات السياسة المناسبة مع شركائنا الدوليين».

.. البيان، عبر نظرة تحليلية، يقف عند ملفات وأدوار البنك الدولى، وارتهانه لكل سياسات الغرب الأمريكى، وأوروبا والدول الكبرى، فيؤكد: «تعمل مؤسساتنا معًا لدعم أوكرانيا (...) على جبهات:
* أولًا:
التمويل والسياسة وتعمل على زيادة هذا الدعم بشكل عاجل.
* ثانيًا:
لقد كنا على اتصال يومى بالسلطات بشأن تدابير الأزمات، فى صندوق النقد الدولى، نحن نستجيب لطلب أوكرانيا للحصول على تمويل طارئ من خلال أداة التمويل السريع، والتى يمكن لمجلس الإدارة النظر فيها فى وقت مبكر من الأسبوع المقبل. 
* ثالثًا:
نواصل العمل على برنامج الترتيبات الاحتياطية لأوكرانيا، والذى بموجبه يتوافر 2.2 مليار دولار إضافية من الآن وحتى نهاية يونيو. فى مجموعة البنك الدولى، نعد حزمة دعم بقيمة 3 مليارات دولار فى الأشهر المقبلة. 
* رابعًا:
البدء بعملية دعم الموازنة سريعة الصرف بما لا يقل عن 350 مليون دولار والتى سيتم تقديمها إلى مجلس الإدارة للموافقة عليها هذا الأسبوع، تليها 200 مليون دولار. فى دعم الصرف السريع للصحة والتعليم.

* خامسًا:
يعمل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى معًا لتقييم الأثر الاقتصادى والمالى للصراع واللاجئين على البلدان الأخرى فى المنطقة والعالم.
.. وذلك وفق حجم وطرق استنفار حركة اللاجئين، الذين زادت أعدادهم عن 800000 ألف إنسان أوكرانى، ومن غيرهم، وفى ذلك يلطف بيان البنك الدولى من الواقع بطريقة ميكانيكية تقوم على:
أ: استعداد لتقديم دعم سياسى وتقنى ومالى معزز للدول المجاورة حسب الحاجة. 
ب: سيكون العمل الدولى المنسق حاسمًا للتخفيف من المخاطر وتجاوز الفترة الغادرة المقبلة. 
ج: تؤثر هذه الأزمة على حياة وسبل عيش الناس فى جميع أنحاء العالم، ونحن نقدم لهم دعمنا.

على الأرض، أوكرانيا تشتعل، الضربات الحربية الروسية تنتشر، التوغل والحشود تندفع نحو المدن الرئيسية، القتلى والمصابين، فى الشوارع، الحالة تنذر فى الساعات المقبلة بتحولات خط، لا أحد يتوقعها من الجانب الروسى، ردًا على نبذ العالم وعقوبته التى بدأت تشل عقلية المحارب بوتين، ووصل ذلك إلى الكرملين، والشارع الروسى المضطرب. 
.. ومما فى وثائق البنك الدولى، حول برامجه فى روسيا وبيلاروسيا، مفاجأة اقتصادية وسياسية، كشف البنك الدولى، وصندوق النقد الدولي، أن مجموعة البنك الدولى، لم توافق على أى قروض أو استثمارات جديدة لروسيا منذ عام 2014. ولم تتم الموافقة على أى قروض جديدة لبيلاروسيا منذ منتصف عام 2020.

.. وواكب البنك، الرؤية الأمريكية، وحلف الناتو فى المزيد من الضغط الاقتصادى والعقوبات على روسيا، ولفت فى بيانه، الذى جاء بروتوكوليا، شكليًا: «فى أعقاب الغزو الروسى لأوكرانيا والأعمال العدائية ضد شعب أوكرانيا، أوقفت مجموعة البنك الدولى جميع برامجها فى روسيا وبيلاروسيا بأثر فورى». 
.. بذات الوقت، ليس من دلالة سياسية، أو اقتصادية، يكون لها أثرها على سبل الضغط الذى يترك أثره، على دولة، تخوض حربها، على أرض تحترق، والصيد ينتظر الفريسة.