رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة المعسكر النازى «أوشفيتز»: من ثكنة عسكرية إلى غرف غاز لإبادة اليهود

أوشفيتز
أوشفيتز

تحل غداً 27 يناير الذكرى الـ 77 لتحرير معسكر الاعتقال النازي "أوشفيتز" في بولندا على يد الجيش الأحمر السوفيتي عام 1945، والذي كان ضمن المعسكرات النازية التي نفذ فيها "الهولوكوست"، وتم اعتباره "اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة" من قبل قرار للأمم المتحدة عام 2005.

يسمي المعسكر باسم "أوشفيتز بيركينو"، أو معسكر “أوشفيتز للاعتقال” والإبادة في بولندا، وهو يضم ثلاثة معسكرات، أولهما معسكر أوشفيتز "ستاملاجير"، ومعسكر أوشفيتز الثاني- بيركيناو وهو معسكر اعتقال وإبادة تم بناؤه مع العديد من غرف الغاز، ومعسكر أوشفيتز الثالث- مونوفيتز الذي أنشئ لتوظيف مصنع للمجموعة الكيميائية IG Farben فيما تضمن المعسكر 48 مخيمًا فرعياًن ونُفذ فيه قتل 1.1 ملين يهودي وفقاً لمحكمة نورينبرغ.

ثكنة عسكرية تحولت إلى آلة للإبادة

بعد أن غزت ألمانيا بولندا في سبتمبر 1939، مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية ، حولت ألمانيا المعسكر الذي كان ثكنات عسكرية للجيش، إلى معسكر لأسرى الحرب والسجناء السياسيين البولنديين.

تمت إعادة بنائه وتشغيله، من قبل ألمانيا النازية، وقد استغرقت عملية إعادة هيكلته سنوات، وقد شارك في بنائه عدد من المنظمات والشركات وآلاف العمال الألمان والأجانب، حيث تحول المعسكر من معسكر وحيد يضم 22 مبنى عام 1941 إلى مجمع سجون هائل. 

غرف أوشفيتز

الألمان الذين حضروا إلى المعسكر في مايو 1940 كموظفين، تسببوا في السمعة السيئة للمعسكر، بسبب أفعالهم السادية، حيث تعرض السجناء للضرب والتعذيب والإعدام لأسباب تافهة، بحسب التقارير وقعت أولى حوادث القتل- للسجناء السوفيت والبولنديين- في المربع رقم 11 من معسكر أوشفيتز في الأول في أغسطس 1941، حيث حاول ما لا يقل عن 802 سجين الهرب من المعسكر، نجا منهم فقط 144.

تم تصميمه بناء على رغبة وزير الداخلية هاينريك هملر، الذي شارك فيما يعرف بمشروع "الحل الأخير" لليهود في أوروبا وهو "حرقهم في غرف الغاز"، وفي الفترة بين ربيع عام 1942 وخريف عام 1944، تم نقل اليهود بالقطارات إلى غرف الإعدام بالغاز في المعسكر من جميع أرجاء أوروبا الواقعة تحت الاحتلال النازي، لحرقهم داخل غرف "أوشفيتز".

الجيش الأحمر يحرر أوشفيتز 

في 7 أكتوبر 1944، شنت وحدتان تتألف من السجناء الذين كانوا يعملون في غرف الغاز، ثورة ولم تنجح وتم إعدامهم، ومع اقتراب الجيش الأحمر السوفيتي من أوشفيتز في يناير 1945، في نهاية الحرب، دخلت القوات السوفيتية المعسكر في 27 يناير 1945، وهو يوم يتم الاحتفال به منذ عام 2005 باعتباره اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة.

تحرير أوشفيتز

بعد انتهاء الحرب اتهم "رودولف هوس"، القائد الأعلى للمعسكر أثناء محكمة نورنبيرغ بإعدام ثلاثة ملايين شخص، ثم تم تعديل الرقم ليصبح 1.1 مليون، أكثر من 90% منهم من اليهود بالإضافة إلى 150 ألف بولندي، 23 ألف من روما، 15 ألف من السجناء السوفيت في الحرب وعشرات الآلاف من الجنسيات الأخرى.

تم أدراج "أوشفيتز" كأحد مواقع التراث العالمي في بولندا عام 1979، ويزوره  حوالي 700 ألف زائر في العام، في العقود التي تلت الحرب، كتب الناجون مثل بريمو ليفي وفيكتور فرانكل وإيلي ويزل مذكرات عن تجاربهم في أوشفيتز.