رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دار الكتب والوثائق تنظم معرضَا دائمَا للمعماري حسن فتحي في الأقصر (صور)

حسن فتحي على طابع
حسن فتحي على طابع بريد

نظمت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتورة نيفين محمد موسى، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، برئاسة الدكتور فتحى عبدالوهاب، معرضا دائما للوثائق النادرة حول المعماري المصري الكبير حسن فتحي ورحلة كفاحه في سبيل تطبيق فكرته والتي كللت بالنجاح بقرية القرنة في الأقصر. 

وقد افتتحت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، المعرض في ديسمبر الجاري خلال افتتاحها للمرحلة الأولى من تطوير القرية بحضور اليونسكو.

يضم المعرض عددا من الصور والوثائق النادرة من بينها: قرار انتداب المهندس حسن فتحي لمصلحة الآثار والإشراف الكلي على مشروع القرية النموذجية بالقرنة في ٥ يوليو ١٩٤٩، وقرارات تعيين عدد من الكوادر للعمل في المشروع ومن بين تلك القرارات قرار الاستعانة بالمهندسين المعماريين من خريجي مدرسة الفنون الجميلة العليا للعمل بالمشروع وتعود تلك القرارات إلى عام ١٩٤٧. 

كما يضم المعرض حوارات صحفية مع المعماري الكبير وعددا من التحقيقات الصحفية حول القرية، بالإضافة إلى صور من حفل تكريم حسن فتحي في منظمة الأمم المتحدة. 

3b0d8ec2-fb8c-4572-b0cd-4e079398490a

ومن بين المعروضات صورة مكبرة لطابع بريد تذكاري صدر في عام ١٩٩٤ بمناسبة مرور خمس سنوات على وفاة حسن فتحي.

أما عن المعماري المصري حسن فتحي فقد ولد في 23 مارس 1900 وتوفى في 30 نوفمبر 1989 وهو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الإسكندرية، وتخرج من المهندس خانة  -كلية الهندسة حاليًا- بجامعة فؤاد الأول -جامعة القاهرة حاليًا)- واشتهر بطرازه المعماري الفريد الذي استمد مصادره من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعثماني. تعد القرنة التي بناها لتقطنها 3200 أسرة جزءا من تاريخ البناء الشعبي الذي أسسه بما يعرف عمارة الفقراء.

يعد فتحي بروفيسور عالمي لثلاث لغات، مهندساً وهاوي موسيقي وكاتب مسرحي ومخترع، صمم ما يقارب 160 مشروع منفصل، بدءً من معتكفات البلد المتواضعة وانسحبت إلى المجتمعات المخطط لها بالكامل مع الشرطة والخدمات الطبية والأسواق والمدارس والمسارح والساحات وأماكن للعبادة والترفيه والاستراحة، تضمنت هذه المجتمعات العديد من المباني الوظيفية مثل مرافق غسيل الملابس والأفران والآبار، لقد استخدم أساليب ومواد التصميم القديمة، بالإضافة إلى معرفة الوضع الاقتصادي في الريف المصري مع معرفة واسعة بتقنيات التصميم المعماري والمدن القديمة، ولقد قام بتدريب السكان المحليين على صنع المواد الخاصة بهم وبناء المباني الخاصة بهم أيضا.

34d1e4af-ee59-46dd-a536-e644030a60c2

بدأ فتحي التدريس في كلية الفنون الجميلة عام 1930، حصل على كثير من الإشادات الدولية من أجل مشاركته في بناء كوريا التي تقع على الجهة الغربية للمدينة الأقصر، وكان سبب البناء إعادة توطين اللصوص الذين اعتادوا على سرقة المقابر في منطقة وادي الملوك ووادي الملكات، حصل هذا العمل على الكثير من المدح في أسبوعية بريطانيا المعروفة في عام 1947، بعد فترة وجيزة حصل هذا العمل على الإشادة أيضاً في المجلة المهنية البريطانية، ونشرت الكثير من المقالات التي تتحدث عن هذا المشروع بلغات أخرى مثل اللغة الإسبانية والفرنسية والهولندية، وفي عام 1953 عاد فتحي إلى القاهرة وقد ترأّس القسم المعماري لكلية الفنون الجميلة عام 1954.

5aa8cc7d-972f-42bf-92a0-d48e221c594a

شارك حسن فتحي في تصميم وكذلك الإشراف على بناء المدارس للوزارة التربية والتعليم المصرية، في سنة 1957 أُحبط فتحي بالبيروقراطية وكان مقتنعاً بأن تصميم البنايات بأساليب تقليدية مناسباً لمناخ المنطقة الذي كان من شأنه يتكلم بصوتٍ اعلى من الكلمات وانتقل إلى أثينا ليتعامل مع المخططين الدوليين، لإدارة مبادئ التصميم الإكستيكالي، عمل كمحامي لحلول الطاقة الطبيعية التقليدية في مشاريع رئيسية مجتمعية للعراق وباكستان، قام بالسفر والبحث الموسع للبرنامج "مدن المستقبل"في أفريقيا.

f3d61a1f-3a16-49f8-b597-499d78868089

بعد عودته إلى القاهرة في عام 1963 انتقل إلى درب اللبانة، بالقرب من قلعة القاهرة، عاش فيها وعمل لبقية حياته، كما وأنه ألقى خُطب واستشارات خاصة، لقد كان رجلاً له رسالة مثبتة في عصر يبحث عن بدائل في الوقود والتفاعلات الشخصية والدعم الاقتصادي، ترك أول منصب عالمي رئيسي له، في الجمعية الأمريكية لتقُدم العلوم في بوسطن، في عام 1969 لاستكمال رحلات متعددة في السنة كعضو نقدي رائد في المهنة المعمارية، نُشر كتاب رسمي له حول (جورنا)، والذي كان في طبعة محدودة في عام 1969، أصبح ذو نفوذاً أكثر عام 1973 عندما حصل على لقب إنجليزي جديد،"Architecture for the poor".

4ce11f6a-71a0-407f-b4d5-391d8412e79a

بعد فترة قصيرة من مشاركته في مؤتمر الموئل الأول للأمم المتحدة في عام 1976 في فانكوفر شكلا بشكل كبير بقية أنشطته، حيث بدأ العمل في اللجنة التوجيهية لجائزة الآغاخان للهندسة المعمارية وأسس ووضع مبادئ توجيهية للمعهد التكنولوجيا المناسبة التابع له، وفي عام 1980 حصل على جائزة (بلزان) للعمارة والتخطيط الحضاري، وجائزة سبل العيش المناسبة.