رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيدة المهام الصعبة.. مشروع «عاش هنا» يخلد اسم نوال السعداوي

نوال السعداوي
نوال السعداوي

يخلد مشروع "عاش هنا" التابع لجهاز التنسيق الحضاري بوزارة الثقافة مشروع وتجربة الكاتبة نوال السعداوي، أحد أبرز الأصوات الإبداعية والفكرية النسائية المعدودة في مصر والعالم العربي، لتكريم كتاباتها وتاريخها وتخليد ذكراها على مدى الأجيال.

ووضعت اللوحة "عاش هنا" متبوعة باسم الأديبة والطبيبة نوال السعداوي أمام مدخل العمارة رقم 25 بشارع مراد الجيزة، فى أبرز مكان، حيث يمكن للمارة مشاهدتها بسهولة، ومن خلال برنامج QR يمكن التعرف على سيرة ذاتية مختصرة لها، تتضمن أهم مؤلفاتها ومواقفها.

 

 رحلة نوال السعداوي.. سيدة المهام الصعبة 

 

ولدت نوال السعداوي في قرية "كفر طحلة" بنها – القليوبية، تخرجت فى كلية طب قصر العينى عام 1955، تخصصت فى جراحة الأمراض الصدرية، حصلت على ماجيستير الطب الوقائى، جامعة كولومبيا – نيويورك الولايات المتحدة 1965، ثم تخصصت فى الطب النفسى بالعلاج معرفيا وليس دوائيا وقد مارست مهنة الطب في عيادتها بالجيزة من عام 1956 – 1963.

وكانت السعداوي تجاور بين تفوقها المهنى والأكاديمي عبر دراستها، وبين انشعالها بممارسة فعلية على الأرض بقضاياها والتى كانت تدور في سياق الحرية الإنسانية وربط القهر السياسى بالقهر الجنسى بالقهر الاقتصادى، حرية الإبداع، تحرير المرأة من الثقافة الأبوية الذكورية. 

في تلك الرحلة  والمشوار الطويل أثارت نوال السعداوي العديد من القضايا والتى مازالت محل نقاش مجتمعي منها مطالبتها بزواج مدني موحد، وتغيير قوانين الأحوال الشخصية بما يقضي على التمييز ضد المرأة. 

كانت السعداوي أول منْ عارض منذ ستينات القرن العشرين، ختان الإناث، ولاقت أشد الهجوم والاتهامات بسبب ذلك من المؤسسات الدينية والثقافية، ولاحقا عارضت أيضا ختان الذكور، ونتيجة لارائها ومطالبها الجسورة وتبنيها لقضاياه بقلب شجاع، تمت مطاردتها، والهجوم عليها، وصودرت مؤلفاتها، ما اضطرها إلى نشر جل أعمالها الابداعية والفكرية خارج مصر فى بيروت.

نتيجة  لمواقف وآراء السعداوي لجأت التيارات التى يمكن وصفها بالسلفية إلى تقويض حركتها وأفكارها مرة برفع قضايا ازدراء أديان والحسبة، للتفريق بينها وبين زوجها الطبيب والمناضل اليساري والكاتب د كتور شريف حتاتة.

 لم يكن الهم الفكري منفصل عن الهم المجتمعي التي تشتغل عليه نوال السعداوي، فكان مصيرها الاعتقال عام 1981، اعتقلها السادات مع المجموعة المعتقلين في 6 سبتمبر 1981، وفي السجن كتبت كتابها "مذكراتى فى سجن النساء"، والذي استحقت عنه دخول "قائمة أشهر والأكثر نساء العالم المائة تأثيرا في القرن العشرين" وفق مجلة "التايم" الأميركية.

 

مؤلفاتها الإجمالية بلغت 80 مؤلفا، أدبية وغير أدبية، ومن المؤلفات الأدبية مذكرات طفلة اسمها سعاد (كتبتها في سن الرابعة عشر)، مذكرات طبيبة، حنان قليل، تعلمت الحب، امرأة عند نقطة الصفر، جنات وإبليس، سقوط الإمام، الحب فى زمن النفط، الغائب، إيزيس، الرواية، الإنسان، نادية لم أستطع، المربع، اثنتا عشر امرأة في زنزانة، الحاكم بأمر الله، عين الحياة، موت الرجل الوحيد، ليس لها مكان فى الجنة، معالى الوزير سابقا، الخيط والجدار، زينة، الباحثة عن الحب، امرأتان في امرأة، أغنية الأطفال الدائرية، أدب أم قلة أدب، كانت هي الأضعف، استقالة الإله فى اجتماع القمة، إنه الدم (عن ثورة 25 يناير 2011)،  من أدب الرحلات ، رحلاتى حول العالم، كتبت سيرتها الذاتية فى ثلاث أجزاء بعنوان "أوراقي حياتي". 

ومن المؤلفات غير الفكرية والتاريخية وصلت إلى 25 مؤلفا، الثورات العربية والمرأة والإبداع، المناطق المحرمة، ملك وإله وامرأة، امرأة تحدق فى عين الشمس، كسر الحدود، الأنثى هى الأصل، الرجل والجنس،  الوجه العاري للمرأة العربية، المرأة والغربة، توأم السلطة والجنس.

تُرجمت جميع مؤلفاتها الأدبية وغير الأدبية إلى أكثر من 30 لغة وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة، منها الوسام الأعلى للدولة الفرنسية، الجائزة الكبرى لمقاطعة كاتالونيا-أسبانيا، جائزة الأديب ستيج داجرمان - السويد، جائزة الصين الشعبية للأدب، جائزة – أوسلو النرويج للمرأة والسلام، جائزة يوم المرأة العالمي - تونس وغيرها. 

مشروع عاش هنا 

مشروع "عاش هنا" يهدف إلى توثيق المباني والأماكن التي عاش بها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث. 

هذا المشروع يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويتم الاستعانة بالمهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها. 

يتم تفعيل هذا المشروع بوضع لافتة على المبنى تبين اسم الفنان الذي سكن بالمبنى، ونبذة مختصرة عن أهم أعماله وتاريخه الفني محملة على تطبيق ال QR والذي يمكن استخدامه عن طريق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتطورة، مما يساعد على نشر الوعي والمعرفة بتاريخ الشخصيات والمباني المهمة على مستوى الجمهورية.