رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تحذيرات وتسهيلات".. كيف يمكن تفسير التحركات الإسرائيلية الأخيرة نحو غزة؟

شاحنات
شاحنات

خلال الأسبوع الأخير رُصدت تحركات إسرائيلية متناقضة حيال غزة، فمن ناحية سمحت إسرائيل الأثنين الماضي، بإدخال شاحنات محملة  بمواد البناء لأهداف إنسانية، جاء ذلك لأول مرة منذ المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس التي يطلق عليها في إسرائيل اسم "حارس الأسوار" في مايو الماضي.

فيما جاءت عملية إدخال مواد البناء على الرغم من "المناوشات" التي حدثت في الأسابيع الأخيرة على السياج الأمني الحدودي ​​في شمال قطاع غزة، والتي تقودها وحدات "الارباك الليلي" المدعومة من حركة حماس.

وفي ذات الأسبوع وجه رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي تحذيرات شديدة اللهجة لحماس إذ صرح أن إسرائيل لن تتردد في خوض معركة جديدة إذا لم يستمر الهدوء على حدود قطاع غزة. وكشف النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ بالفعل الاستعدادات لمثل هذه المعركة. 

فكيف يمكن تفسير الموقف الإسرائيلي المتناقض؟

دخول تسهيلات لسكان غزة إلى حيّز التنفيذ

دخلت حيز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء تسهيلات أخرى قررت إسرائيل إدخالها لرفاهية سكان قطاع غزة، حيث تقرر توسيع مساحة الصيد البحري في القطاع إلى خمسة عشر (15) ميلًا بحريًا وإعادة فتح معبر (كيريم شالوم)بشكل كامل لإدخال المعدات والبضائع، كما تتم زيادة حصة المياه للقطاع بخمسة ملايين متر مكعب. بإلاضافة الى ذلك، ستتم زيادة عدد التجار الغزيين المسموح لهم بالمرور عبر منفذ إيرز بخمسة ألاف (5000) تاجر إضافي ليصل المجموع الكلي الى سبعة (7000) آلاف، على أن يتم إصدار التصاريح للمطعمين والمتعافين فقط.

استمرار التوتر وتحذيرات “كوخافي”

وفي غضون ذلك، أفادت مصادر محلية بإصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح متوسطة بالنار الحية مساء أمس الثلاثاء إثر فض قوات عسكرية إسرائيلية المشاركين في فعاليات الإرباك الليلي شرق مخيم البريج والمتواصلة لليوم الرابع على التوالي.

هذا واستمرت الليلة الماضية المواجهات بين فلسطينيين وقوات من الجيش الإسرائيليفي منطقة الحدود مع جنوب القطاع قرب خزاعة في إطار ما يعرف بنشاطات الارباك الليلي . 

ومن جانبه وجه رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي تحذيرات شديدة اللهجة لحماس إذ صرح أن إسرائيل لن تتردد في خوض معركة جديدة إذا لم يستمر الهدوء على حدود قطاع غزة. وكشف النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ بالفعل الاستعدادات لمثل هذه المعركة. 

مضيفاً أن واقع حياة، وجودة حياة سكان قطاع غزة يمكن أن تتحسن بشكل ملحوظ، ولكن ذلك لن يحدث ما دام استمرت العمليات على اختلاف أنواعها.

ومازاد التوتر هو وفاة جندي حرس الحدود بارئيل حادريا شموئيلي الذي توفي متأثرًا بالجراح البالغة الخطورة التي أصيب بها إثر تعرضه لإطلاق النار خلال مواجهات مع فلسطينيين على الحدود مع قطاع غزة قبل حوالي عشرة أيام. 

تفسير التحركات الإسرائيلية

التحركان المتناقضان يمكن تفسيرهم بأن تل أبيب جعلت الخطوات المدنية (التسهيلات) مشروطة بمواصلة الحفاظ على استقرار أمني طويل الأمد، حيث سيتم بحث توسيعها وفقًا لتقييم الوضع، وهو ما يعني أن إسرائيل تحاول أن تقلل الضغط على سكان القطاع إنطلاقاً من فكرة أنه عندما تتحسن الحياة ستكون هناك رغبة أقل في المواجهات، وأن أسوأ وضع يكون عندما لايوجد للغزيين ما يخسرونه، لكن عندما يكون هناك فرصة لحياة أفضل فستكون رغبتهم أقل في المواجهات، للحفاظ لعى مكتسباتهم الجديدة.

هذا بالإضافة إلى عدم وجود رغبة إسرائيلية حقيقية في إعادة المواجهات العسكرية مع حماس، والحركة أيضاً ليست مستعدة بعد لخوض مواجهة عسكرية، لأنها لاتزال مشغولة بإعادة بناء قدراتها العسكرية التي تضررت في المواجهة الأخيرة.

من ناحية أخرى، بالتزامن مع التحركات الأمريكية في المنطقة، والتي تسعى لبدء تحريك مسيرة السلام برعاية مصرية، والتي بدأت بزيارة رئيس الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز إلى المنطقة، فإن مطالب إدارة بايدن كانت واضحة بخفض التوتر وتحسين الأوضاع العامة. وهناك رغبة إسرائيلية في الاستماع لمطالب الأمريكيين.