رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«باباراتزي زمان».. لمحات من حياة «الملك فاروق» السرية في مصيفه

الملك فاروق
الملك فاروق

اختارت مجلة "Life" الأمريكية، الملك فاروق ليكون شخصية غلاف عددها الصادر بتاريخ 10 سبتمبر 1951‏، وفي كتابه "ما خفي .. مصر بين فاروق وناصر في الصحافة الأمريكية"، يرصد مؤلفه الدكتور أسامة حمدي بعض ما جمعه على مدار 33 سنة من الصحافة الأمريكية والتي تناولت تاريخ مصر خلال فترة الملك فاروق حتى قيام ثورة يوليو 1952.

ويحكي محرر مجلة "Life" الأمريكية يوميات الملك فاروق في فندق كارلتون بمنتجع كان الفرنسي خلال إحدي رحلاته الصيفية، ويصف مشهد استقبال الملك لليوم الجديد بعد الاستيقاظ: «بحلول الرابعة عصرا، ظهر في الشرفة رجل بدين أصلع رأسه قبل الأوان وله شارب الفرسان وجلس علي كرسي من الخوص بجسد يزن 225 رطلا وطلب زجاجة كوكا كولا، كان يرتدي حلة صيفية معتادة لدي رواد اليخوت، وكانت الشابة السمراء المليحة والممتلئة التي تصاحبه ترتدي نفس الزي، جلس صاحب الجلالة 15 دقيقة وأطبق عليه الصمت، جلب له أحد المساعدين صحيفة فأخذ يتصفح عناوينها ثم ألقى بها جانبا وقفز على قدميه، وإن هي إلا لحظة أو تكاد حتى بدأت التشريفات وأحضرت السيارات الكاديلاك التي حملت الزوجين إلى حفل كوكتيل».  

كان هذا يوم من أيام الملك فاروق الأول ملك مصر وصاحب السيادة على النوبة وكردفان ودارافور، ومن أيام الملكة في الأسبوع الــ 13 من شهر العسل.

ويتابع محرر «Life»: «حين بلغ فاروق الواحد والثلاثين تحول إلى أكول بشراهة ومتهور في القمار وذئب نساء، وهذه الصفات أكدها فاروق في (الريفييرا) هذا الصيف، يصل الطهاة الليل بالنهار في فندق الكارلتون لأن صاحب الجلالة قد يشعر بالجوع ليلا أو نهارا، وقد شغل هو وحاشيته 13 غرفة بتكلفة تبلغ 2000 دولار يوميا، ويلتهم الملك في وجبة الغداء صدور الدجاج وسمك موسى وريش ضاني ودجاجة كاملة في الفرن، واستاكوزا كاملة وبطاطس مهروسة وبسلة وأرز وخرشوف وخوخ ورمان وعنب ومانجو».

وتابع: «اعتاد فاروق في معظم الأيام التي قضاها في كان على الظهور في صالون القمار في العاشرة مساء، الجلوس إلى طاولة الرهان المفتوح والإشارة إلى وضع قشاطات القمار أمامه، فيقذف بها في المربع الأبيض ويصرخ بكلمة (كسبتك) إذا ضرب معه الحظ ويضحك حين الخسارة، أطلق رفقاء القمار على هذا الرجل الشهواني والبدين والذي يدخن سيجارا عملاقا والذي لا يكل ولا يمل من لعب القمار طيلة الليل، اسم (القطار) وهذا القطار خسر 160000 دولار في أسبوع واحد في لعبة (السكة الحديد)».  

واستطرد: «غير أن الملك بدأ في الفترة الأخيرة ينأى بنفسه عن الكازينو، وأفاد المراقبون أنه بدأ في الاستقرار، وكان الملك في فصول الصيف الأخيرة يبدي الاهتمام بالفاتنات في منطقة الريفييرا حتى أن نحاتا من المنطقة كان شغله الأساسي رسم النقوش على الخواتم والأساور بعبارات مثل (من أجل سوزت) و(إلى جانيت) وتوزيعها على صاحباته، أما في هذه السنة فإنه لا ير إلا عروسه وبدأ يمارس الرياضة والسباحة ويعمل مع مستشاريه ويداوم على الاتصال بمصر ويشغل خطوط الهاتف».