رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميرة ملش تكتب: شباب الإخوان على خطى أبولهب الجماعة


توقع الخبراء الأمنيون منذ سنوات أننا فى انتظار جيل أشرس من جماعة الإخوان.. لأنه جيل تربى على أن خيرت الشاطر القيادى الإخوانى الشهير بـ«أبولهب» هو القدوة والمثل الأعلى.. فهو عبدالناصر الجماعة، كما قال لى مسئول أمنى سابق فى جهاز أمن الدولة، بالنسبة لأعضاء التنظيم، خاصة صغار السن، وشباب التنظيم الإرهابى كل واحد منهم يريد أن يكون خيرت الشاطر جديدا.. وبعد عزل الإخوان بثورة شعبية وفض اعتصامهم المسلح فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، فإن الكبار فى البيت الإخوانى ومنذ هذا اليوم يربون صغارهم على فكرة الانتقام والأخذ بالثأر واستعادة حكم مصر.

وما حدث بالسجن المركزى بمدينة ٦ أكتوبر منذ أيام قليلة خير دليل على ذلك، عندما دخلت السجن فتاة منتقبة فى العشرين من عمرها، طالبة فى كلية دار العلوم، فى زيارة لوالدها وشقيقها وخطيبها، المحبوسين على ذمة قضايا إرهاب، وكانت تحمل بين طيات ملابسها ثلاثة أسلحة بيضاء عبارة عن سكاكين ومطاوى، وطلبت مقابلة مأمور السجن، فقالوا لها إنه غير موجود وإن النائب سيقابلها، وبمجرد أن ظهر الضابط وأثناء ترحيبه بها طعنته بالسكين فى بطنه، شاهد زميل له ما حدث، وهو يهم بالإمساك بها باغتته هو أيضا وطعنته، كما طعنت زميله فى قلب السجن، فمن الواضح أن ذلك لم يحدث عبثا، فهناك من خطط ورسم الخطوات بدقة، ودربها جيدا على القتل وعلى الاعتماد على عنصر المفاجأة ومباغتة الشخص، وفى اعترافاتها فى التحقيقات قالت «ما فعلته هو جهاد فى سبيل الله».

الفتاة الإخوانية الصغيرة.. وبغض النظر عن التحفظات المتعلقة بكيفية الدخول أساسا وهى تخبئ هذه الأسلحة، وعن كيف يتم التفتيش فى السجون والأمور المتعلقة بالتأمين، وهل ما حدث فيه تقصير أمنى أم لا، فإن مثلها مثل من يرتدى حزاما ناسفا ويفجر نفسه فى الكمائن والكنائس، ويكون معظمهم شبابا صغير السن، مؤمنا بالفكرة ولديه يقين بأن ما يفعله سيدخل به الجنة، كما أنه يتشبع بمشاعر الانتقام والثأر والكراهية، وحادثة الفتاة الإخوانية فى سجن أكتوبر تشير إلى أن العنف متأصل فى جماعة الإخوان الإرهابية حتى أصبح عقيدة، وأن الشر وراثى، وإلى أن شباب الإخوان الآن ربما يكونون أكثر عنفا وشرا من الأجيال السابقة، فهم من شاهدوا الجماعة وهى تتربع على كرسى الحكم، الذى هو حلم منذ نشأتها، وهم من شاهدوا أيضا انهيار جماعتهم وتشتتها وزوال كرسى العرش، فأصبح لديهم شعور بالحقد والغل للشعب المصرى، الذى هو السبب الرئيس والمباشر فى إسقاطهم بثورته الشعبية فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

ففى عام ٢٠١٥ وبينما كانت محافظة الإسكندرية تغرق بفعل سيول شديدة ومفاجئة فى فصل الخريف، كان الإخوان يبتهلون إلى الله شكرا ويسجدون حمدا ويتوجهون إليه بالدعاء على مصر وأهلها بالمزيد من المصائب، داخل عنابرهم، لأن البلد بتغرق وربنا بينتقم من الشعب الظالم، حسبما حكى لى شاهد عيان، وهو سجين سابق تم القبض عليه بالخطأ، وهو يقف فى الشارع لمشاهدة مظاهرة إخوانية، وتم الإفراج عنه بعد ذلك لعدم ثبوت انضمامه أو اشتراكه فى أى شىء، وكان يحكى، وهو فى شدة الألم والذهول لما حدث وشاهده بعينه من كراهية الإخوان لمصر وشعبها، فقد كانوا فى قمة الفرح إن البلد فيه مصيبة.

ومن يشاهد الفيديو المسرب من سجن أبوزعبل منذ أربعة أيام- والخاص بعنبر يضم عددا من عناصر التنظيم الإخوانى، وهم يرقصون ويغنون ويلقون القصائد فى وصلة شتائم للشعب المصرى والداخلية والدولة المصرية، التى لا ينتمون إليها فهم ينتمون إلى حسن البنا فقط، كما أكدوا ذلك من خلال ما قالوه وشاهدناه، فقد تغنوا بأن دين حسن البنا سوف يعود والخلافة ستحكم- يدرك تماما أنهم فى حالة إنكار للواقع مزمنة، خلافة إيه وقد كتب الله عليهم الشتات، وحكم المصريون عليهم بالعزلة؟!.

فهم فى عقر دار الداخلية ويفعلون ذلك فما بالنا لو خرجوا، وفى الحقيقة فإن هذا الفيديو يؤكد زيف الإخوان ويفضح أكاذيبهم التى يبثونها عبر المنصات والمنظمات الدولية الحقوقية مثل هيومن رايتس ووتش وغيرها، المتعلقة بالتعذيب الذى يتعرضون له فى السجون المصرية، أى تعذيب هذا وهم بكامل صحتهم وحالتهم النفسية زى الفل وبيرقصوا ويغنوا ويشتموا ويسبوا؟! ولذلك أرجو أن يستغل هذا التسريب فى ردود وزارة الخارجية على مثل هذه الأكاذيب.
ومن العبث بمكان أن نجهل ما يحمله الفيديو من يقين بأن قلوبهم تحمل ما تحمله من حقد وكراهية وسواد لمصر وأهلها، ونركز فقط فى الشتائم أو فى كيفية تصوير وتسريب الفيديو، فهم يحملون بداخلهم ما تحمله الفتاة الإخوانية وهى تقدم على قتل الضباط فى السجن، ومثل ما جعل المسجونين الإخوان يسجدون حمدا لله على غرق محافظة الإسكندرية بالسيول، ويؤكد كذلك أن العنف والكراهية متوارث فى هذه الجماعة الإرهابية، أجيال ورا أجيال، وأن دينهم هو حسن البنا، وأن مصر بالنسبة لهم هى مجرد بقعة من الأرض مثلها مثل غيرها تباع وتشترى، حسب مصالحهم، وليست وطنا يضحون من أجله بدمائهم ويدافعون عنه بأرواحهم، فهم يضحون بدمائهم فعلا ولكن فى سبيل الجماعة فقط ودين حسن البنا كبيرهم، الذى علمهم الخسة والنذالة والخيانة.