رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يطهِّر الجيش سيناء في ثلاثة أشهر؟


خلال ٣ أشهر سيتم تطهير سيناء من الوباء الذى لحق بها وبنا.. ففى احتفالية المولد النبوى وبعد مرور أيام على حادث مسجد الروضة الإرهابى، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الكلام لرئيس أركان الجيش المصرى، الفريق محمد فريد حجازى، بأن يتم القضاء على الإرهاب فى سيناء فى مهلة لا تتجاوز ثلاثة أشهر بالاشتراك مع وزارة الداخلية، وهو ما أدهش المصريين، فكيف يتم القضاء على إرهاب سنوات طويلة فى غضون شهور؟!.
ليست الدهشة هنا والتساؤل تعبيرا عن فقد الثقة مثلا، أو التقليل من قدرة الجيش على فعل ذلك، لأن ثقة الشعب المصرى فى جيشه لا حدود لها، فهو الجيش الذى قام بحرب منذ ٤٤ عاما، فى ٦ ساعات فقط واستعاد سيناء، التى كانت محتلة ٦ سنوات، إذن الجيش قادر، ولكن التساؤل والدهشة لأن المصريين يعرفون أن الظروف الآن قد تكون أصعب، فالقوات المسلحة لا تحارب جيشا نظاميا، وإنما تحارب جماعات وعصابات إرهابية، خفافيش وأشباحا، تقتل وتهرب، تضرب من الخلف وتختفى، تغدر بمصلين فى مسجد أو كنيسة ولا تواجه، وتعيش فى الكهوف وتحت الأرض.. ولذلك فإن المصريين يعرفون أن المهمة شاقة، فكيف يتم القضاء على هؤلاء فى ٣ أشهر فقط؟!
وبالتأكيد يعرف السيسى إمكانيات الجيش والشرطة، ويقف على الموقف بدقة ويدرك تماما أن القضاء على الإرهاب لن يستغرق أكثر من هذه المدة المحددة، ولولا أنه على يقين من ذلك ما كان أمر به، ووفقا للخبراء العسكريين فقد قالوا إن الجيش الآن يستعيد روح حرب أكتوبر العظيمة وفى طريقه للسيطرة الكاملة على سيناء برا وجوا وبحرا، حيث تشترك كل من القوات البرية والبحرية والجوية فى حصار العدو بأكبر قوة عددية من رجال القوات المسلحة، وأحدث الأسلحة وأكثرها تطورا وتقدما، لضمان نجاح العمليات والهجمات التى تشنها القوات المسلحة، كما يتم التعاون مع قبائل سيناء، التى تحرق نيران الغضب والحزن قلوبها بعد عملية الروضة وعمليات أخرى تنفذ فيها العناصر الإرهابية عمليات خطف وقتل ضد أبنائهم بدعوى تعاونهم مع الجيش والشرطة، أى أن القبائل أصبح لها ألف ثأر مع هذه الجماعات.
غير أن دور قبائل سيناء بمشايخها وشبابها لا يمكن تجاهله، فى القضاء على الإرهاب خلال الشهور الثلاثة، فهم على دراية كاملة بالأماكن التى يختبئ فيها الإرهابيون، كما أنهم يعرفون الأسماء الحقيقية لكوادر وقيادات شديدة الخطورة، وأيضا أسماء وسمات العديد من العناصر الإرهابية، وكذلك المتعاونون مع الجماعات التكفيرية، ولديهم معلومات كافية عن البؤر الإرهابية وأماكن تواجدها، وأحيانا عن حجم تسليحها وكيفية ضربها فى مقتل، ويدرك المسئولون عن تطهير سيناء من قيادات الجيش والشرطة، أنه لا نجاح لمهمتهم من غير التعاون مع أبناء سيناء.
وتحت إشراف الرئيس السيسى مباشرة وضعت الخطط والخرائط ووزعت الأدوار لإنجاز تطهير سيناء خلال ثلاثة أشهر فقط، ومن الملاحظ أن الرئيس لم يحدد متى تبدأ المهلة، ربما لسرية العملية.
ولكن فى النهاية نحن على يقين من أن جيشنا العظيم لن يترك الثأر، ولن يترك قطعة من أرض مصر يلوثها الأوغاد، وأنه فى سبيل ذلك بصدد الدخول فى معركة كبيرة وقوية يعيد بها السيطرة النهائية والأبدية على سيناء، خلال المهلة المحددة، وهو المقصود من تعبير (القوة الغاشمة) الذى استخدمه السيسى أكثر من مرة، وكانت المرة الأولى فى اليوم المشئوم الذى هاجم فيه الإرهاب المصلين فى مسجد الروضة، أثناء صلاة الجمعة، لم يعرف البعض معنى القوة الغاشمة، ولكن أعتقد أن المعنى اتضح بعد أن وجه تعليماته لرئيس الأركان بتطهير سيناء فى ثلاثة أشهر، فحتى يتم ذلك يجب أن تجيش الدولة كل إمكانياتها لاستعادة سيناء من الإرهاب، وأن يقوم الجيش بعملية لا تقل عن الدخول فى معركة تحرير سيناء فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، وللنجاح فى هذه المعركة توضع خطط الهجوم والانتشار، والقيام بمهام القتال والمواجهة، ويحتاج ذلك إلى تدريب قوى ومستمر يشرف عليه الرئيس بنفسه، على أن تقوم القوات الجوية والبحرية بالسيطرة الكاملة على الموقف وحماية القوات البرية وهى تنفذ مهامها على الأرض، لحصار الإرهاب بشكل كامل، ولذلك فإن القوات المسلحة تسخر كل إمكانياتها وتستعد للتضحيات بمبدأ النصر أو الشهادة، للدفاع عن الأرض والعرض، وبالفعل فإن عملية كبرى مثل هذه تستطيع أن تطهر سيناء وتعيد إليها الأمن والاستقرار خلال الشهور الثلاثة، فهى عملية الثأر والكرامة التى يشارك فيها الشعب المصرى كله، وليس جنودنا البواسل فقط، بالدعاء والدعم والصبر واليقين بأننا منتصرون.