رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تشكيليون فقراء".. من حامد الشيخ وثروت فخرى إلى فان جوخ

الفنان حامد الشيخ
الفنان حامد الشيخ

كأنه كتب على الفنان في الشرق والغرب أن يعيش معذبًا طوال عمره، فتحت إلحاح العوز والفقر والحاجة، تداهمه الأمراض النفسية على الأغلب، فيصبح من قصيري العمر، ويضيع منجزه الدال عليه، بين يدي الإهمال أو السطور.

هوامش على دفتر الثقافة».. عزمي عبد الوهاب يعرض 20 مصطلحا أدبيا في كتاب جديد - فن - الوطن

داهمهم المرض وماتوا دون رفقة.. من حامد الشيخ إلى ثروت فخرى

فى فصل "تشكيليون فقراء" رصد الكاتب عزمي عبد الوهاب فى كتابه الصادر حديثاُ بعنوان "هوامش علي دفتر الثقافة" عن "بيت الحكمة" أبرز الفنانين التشكيليين الذين داهمهم المرض؛ من أبرزهم الفنان الراحل حامد الشيخ، والفنانة مرجريت نخلة، والنحات الكبير عبد البديع عبد الحي، فالأول داهمته أزماته النفسية المتوالية إلي تمزيق لوحاته وانطوى على نفسه مخاصماُ الحياة، بينما ماتت الثانية منسية بلا أهل ولا أصدقاء وحيدة فى شقتها فما كان من الغرباء أن أقتحموا شقتها واستولوا على لوحاتها، بينما اقتحم بيت الثالث لصان ظنًا منهما أنه يخفى ثروة طائلة.

حامد الشيخ - Hamed el Sheikh
الفنان حامد الشيخ أثناء تكريمه من الرئيس السادات

أما التشكيلي ثروت فخرى؛ كانت حياته الخاصة بالغة التعاسة على المستويات كافة، فالفن لم يكن بمقدوره أن يهّييء له الحد الأدنى من القوت أو الحب، حتي قرر الإنتحار؛ بحسب ما كتبه عنه غالى شكرى. 

يحيي الرخاوي: ثروة الفنان هي إحساسه بالعالم ومحنته هي العجز

واستشهد عزمي عبد الوهاب بمقولات د.يحيي الرخاوي الطبيب النفسي الشهير، والذى وصف معاناة الفنان والتى لا تنفصل عن معاناة الإنسان بصفة عامة، خاصة وإن ثروة الفنان هي إحساسه بالعالم، ومحنته هي العجز عن تغييره، وهو ما ينسحب لحالة الفنان الهولندي فنسنت فان جورخ الذى ترك ثروة من اللوحات التشكيلية لا تقدر بمال بعد أن عاش حياة فقرة أدت لإنهاكه نفسيًا تحت وطأة هذا الفقر التى دفعته لأن يترك مقاعد الدرس وعمره 15 عامًا، لينتقل من وظيفة إلى أخرى، ومنها العمل في أحد مناجم الفحم في بلجيكا.

فينسنت فان خوخ - ويكيبيديا
فان جوخ

من فان جوخ لـ “ليتا كابيلوت”.. حياة مشردة وثروة لا تقدر بالملايين

عبر رقعة شطرنجية يتنقل عزمي عبد الوهاب من فان جوخ للفنانة الإسبانية ليتا كابيلوت التي بيعت لوحاتها بعد وفاتها بمئات الآلاف من الدولارات رغم أنها كانت طفلة بلا مأوى، طفلة شوارع من بين عشرات بل مئات من الأطفال المشردين.