جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

خارج الأجندة.. كيف تؤثر الحرب فى أوكرانيا على الانتخابات الإسرائيلية؟

الانتخابات الإسرائيلية
الانتخابات الإسرائيلية

الحرب في أوكرانيا تؤثر بشكل فعال على الإسرائيليين القادمين من الاتحاد السوفيتي سابقاً، وبناء عليه فإن تعامل الأحزاب الإسرائيلية وموقفها من الحرب سيؤثر بشكل كبير على تصويت الإسرائيليين من أصل سوفيتي في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل. ولكن على الرغم من ذلك فإن الأحزاب الإسرائيلية لم تضع بعد الحرب في أوكرانيا ضمن حملتها الانتخابية.

خارج الأجندة

 في استطلاع أجراه موقع الإنترنت newsru، في يوليو الماضي، وهو من المواقع الإخبارية الإسرائيلية الكبيرة بالروسية، قال قرابة 75% من الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم يدعمون أوكرانيا، و12% يؤيدون روسيا، و11% وقفوا على الحياد. 

خلال هذه اللحظة لا تحتل الحرب في أوكرانيا أولوية في أجندات الأحزاب المتنافسة في الانتخابات، فتأييد روسيا وبوتين لا يضيف نقاطاً إلى مصلحة السياسيين الإسرائيليين، ففي الاستطلاع الذي أجراه موقع newsru ، سُئل المشاركون ما هي الموضوعات التي ستحدد طريقة اقتراعهم؟ فقال 23% إنه موقف الحزب فيما يتعلق بالحرب الروسية-الأوكرانية، بينما أجاب 62% بأن شخصية رئيس الحزب هي التي ستؤثر في اقتراعهم، و52% أشاروا إلى البرنامج الاقتصادي للحزب، ونسبة مساوية أشارت إلى البرنامج الأمني للحزب.

وعلى الرغم من ذلك، لم تشمل أيضاً الحملات الانتخابية تأييداً لأوكرانيا،  فالأحزاب الثلاثة الكبرى التي تتنافس على أصوات الناطقين بالروسية-الليكود، وإسرائيل بيتنا، ويوجد مستقبل؛ توقفت عن التحدث عن هذه الحرب، ولم يتطرقوا لها ضمن أجندتهم الانتخابية.

ورطة الأحزاب

موقف الأحزاب الإسرئيلية (التي تستهدف الجمهور الناطق بالروسية) مع الحرب، سبب ورطة لهم، فعلى سبيل المثال، نتنياهو يواجه حالياً أزمة، فعلى مدار سنوات، تباهى نتنياهو بعلاقته الفريدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما وضعه حالياً في أزمة بين ناخبيه من الليكود ممن هم من أصول سوفيتية خاصة بعد تصريحه بضرورة المحافظة على العلاقات مع دولة قوية مثل روسيا" الذي أثار حفيظة المواطنين الإسرائيليين الرافضين للغزو الروسي لأوكرانيا وتسبب في توجيه الكثير من الانتقادات له.

كما يواجه حزب "إسرائيل بيتنا" لزعيمه أفيجدور ليبرمان (المعني بالجمهور الروسي) أزمة إذ تشير جزء من الاستطلاعات إلى ضعف حزب إسرائيل بيتنا، إذ يُعتبر ليبرمان من الموالين لروسيا، وخلال أعوام طويلة، انتهج موقفاً حيادياً من النزاع بين روسيا وأوكرانيا.  وفي 2014، رفض ليبرمان الذي كان وزيراً للخارجية، حينذاك، إدانة احتلال الروس لشبه جزيرة القرم. 

بينما يتجاهل حزب يوجد مستقبل لرئيسه يائير لابيد التطرق إلى الحرب في أوكرانيا، رغم أنه أثناء ولايته كوزير خارجية ونائب لرئيس الوزراء نفتالي بينيت كانت لهجته شديدة في انتقاد روسيا، وكان يظهر دعمه الواضع لأوكرنيا. إلا أنه مع اقتراب الانتخابات فضل عدم التطرق إلى الحرب.

ذكر بحسب استطلاع أجراه معهد رافي ساميت، أنه مقارنةً بالانتخابات الماضية- حزب يوجد مستقبل والليكود. يحظى الأول بـ18% من أصوات الناطقين بالروسية، بينما حظيَ الليكود بـ28%، أي ما يساوي 3 مقاعد ونصف. في المقابل، شهد حزب إسرائيل بيتنا تراجعاً كبيراً. في الانتخابات الماضية صوّت 36% من الناطقين بالروسية مع ليبرمان، بينما تُظهر الاستطلاعات تراجُع التأييد له إلى 26% فقط، وهو ما يعني خسارة مقعد". في الوقت نفسه يحاول نتنياهو تشديد الهجوم على ليبرمان لكسب أصوات المقعد الذي خسره ليبرمان. 

كما يحاول حزب ليبرمان أن يوجه رسالة مختلفة إلى الجمهور الإسرائيلي الناطق بالروسية، فوسع حملته الانتخابية بالروسية، ليس فقط على شبكات التواصل الاجتماعي، بل أيضاً في الإعلانات المدفوعة في وسائل الإعلام. ونشر ليبرمان على صفحته على الفيسبوك خطة لتخصيص مبلغ 90 مليون شيكل لاستيعاب الهجرة المتوقعة من روسيا، فراراً من التجنيد الإجباري، وتقديم مساعدات إلى المهاجرين الجدد الذين لم يحصلوا بعد على وضع رسمي، على الرغم من ذلك، فإن حزب ليبرمان يحظى في استطلاعات الرأي عموماً بما بين خمسة إلى ستة مقاعد، مقارنةً بسبعة مقاعد في الكنيست الحالي.