جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تغني وسط الحقول.. السنوات الأولى لـ«كوكب الشرق» في طماي الزهايرة

أم كلثوم
أم كلثوم

تعد ضمن رموز الغناء في العالم العربي والإسلامي، لطالما أمتعت الجماهير بصوتها العذب، تركت بصمة لدى المستمع العربي لن تنسى، وحالة غنائية فريدة لن تتكرر، شهد منزلها في قرية طماي الزهايرة الساعات الأولى لميلادها إلى أن قررت الرحيل عنها عام 1922، إنها السيدة أم كلثوم.

وعلى مدار الساعات الماضية أعرب أهالي قرية طماي الزهايرة حيث "موطن كوكب الشرق أم كلثوم" عن سعادتهم البالغة، بعد أن أعلنت مؤسسة حياة كريمة عن التكفل بترميم منزل كوكب الشرق بعد بدء السقف الخاص به في الانهيار، وإعلان أحفادها عن رغبتهم في ترميمه وتحويله لمزار سياحى.

عاشت حياة متواضعة في قرية طماي الزهايرة في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية في بداية حياتها، حيث كان والدها الشيخ إبراهيم إمام ومؤذن لمسجد في القرية ومنشد ديني تتكسب من حفلات الزواج والموالد بالقرى المجاورة لهم، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل كربة منزل.

 في بداية حياتهم، عاشت العائلة في منزل صغير مُشيد من طوب طيني بناه والدها الشيخ إبراهيم، وعاشت فيه أم كلثوم لمدة 15 عامًا، وفى طفولتها   فى الرابعة من عمرها كانت تغني على قرع الصفائح المعدنية مع أطفال القرية التى كانت عادتهم فى شهر رمضان الدق عليها.

 وكانت أم كلثوم الطفلة تجري في الحقول فترى الفلاحات وتغنى معهم، وفى المساء كانت أسرتها تجتمع مع الجيران على سطح المنزل، فتغنى لهم أم كلثوم ويصاحبها والدها بالإيقاع على آنية من أوانى المطبخ، وبعد رحيلها إلى القاهرة ثم انتقل المنزل الذي شهد أجمل أياك طفولتها لجده الشيخ خالد، ويأتى إليه زائرون من كل العالم الآن. 

وفي هذا المنزل المتواضع نشأت وترعرت ونمت أم كلثوم وتشكلت أفكارها ونضج وعيها، منذ أن كانت طفلة لم تتجاوز الـ10 سنوات، حينما اكتشف والدها الشيخ إبراهيم موهبتها في الغناء، وبدأ في تدريبها على غناء الموشحات الدينية.

ظهرت موهبة أم كلثوم منذ طفولتها من خلال تلاوة القرآن والإنشاد، ويقال أنها قد حفظت القرآن الكريم في سن مبكرة عن ظهر قلب، وعلى الرغم من الظروف المادية المتعسرة التي مرت بها الأسرة إلا أن والدها أصر على إلحاقها بكتاب القرية لتتعلم وتحفظ القرآن الكريم.

وبعد أن اكتشف موهبتها وبدأ تغني في الموالد والليالي الرمضانية، انتقلت إلى القاهرة مع أبيها، وذلك في عام 1922م، وكانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني، حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرًا لها، في وقت كان متوسط دخل كثير من الأسر في مصر لا يتجاوز جنيهًا واحدًا في الشهر.