جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

4 مخرجين يقدمون شهادات فى المحور الفكرى بالمهرجان القومى للمسرح

المهرجان القومي للمسرح
المهرجان القومي للمسرح

عقد المهرجان القومي للمسرح المصري، الخميس، بالمجلس الأعلى للثقافة جلسة حوارية في اليوم الرابع والأخير ضمن المحور الفكري "المخرج المسرحي المصري"، والذي تقام باسمه الدورة الـ15 من المهرجان برئاسة الفنان يوسف إسماعيل.

كانت الجلسة بعنوان "المخرج والارتجال وحرفية الدراماتورج" وأدارها الناقد جرجس شكري، رئيس لجنة الندوات، عضو اللجنة العليا للمهرجان، وتضمنت شهادات لعدد من المخرجين حول تجاربهم المسرحية وهم: محمد جبر وطارق الدويري وعمرو قابيل وعفت يحيى".

بدأ جرجس شكري الجلسة قائلاً: اليوم يتضمن شهادات للمخرجين الشباب حول تجاربهم، وهو اليوم الرابع والأخير في المحور الفكري "المخرج المسرحي المصري"، ويتحدث المخرجون عن علاقتهم بالمسرح، وكل مخرج يتحدث عن تجربته مع المسرح.

عمرو قابيل: بدأت علاقتي بالمسرح وعمري ١٠ سنوات

تحدث المخرج عمرو قابيل عن تجربته قائلاً: "أحببت المسرح ولكن لم أحب الإخراج، وكنت أرى نفسي ممثلا وليس مخرجا، وبدأت علاقتي بالمسرح وعمري ١٠ سنوات بمسرح المدرسة، وبالنسبة لاختيار النصوص بالنسبة لي بدأ عندما شعرت مع نص معين قرأته أنني أرغب في إخراجه وكان نص "سيده الفجر"، لكن إلى الآن لم أقدمه كمخرج، لكن قدمت أعمالا أخرى وأول تعامل لي مع الثقافة الجماهيرية كان عرضا بعنوان "ليال الحكيم" عبارة عن 5 مسرحيات لتوفيق الحكيم، وأرى أن من صفات المخرج أنه لا بدّ أن يكون قيادي ويستطيع أن يسيطر على الفريق وأن يكون إداريا واختار النصوص التي أقدمها حينما تخطر فكرة معينة في ذهني لتقديمها فابدأ أبحث عن النص الذي يحقق تلك الفكرة، وطوال الوقت أكون في حالة أسئلة وبحث دائم.

عفت يحيى: المسرح نتاج زمان ومكان واحتياج

وتناولت المخرجة عفت يحيى تجربتها قائلة: "المسرح نتاج زمان ومكان واحتياج، ومنذ أن بدأنا في أول التسعينيات لم يكن هدفنا المال أو الشهرة، ولكن كان احتياجنا لأن نقول شيئا ما على المسرح، وبدأت عام 1992 وأول عرض قدمته بعنوان "فرجينيا" ترجمة سناء صليحة، وعملت ماجستير عام ٢٠١٣ بعد سنين من العمل المسرحي، عن كيفية العمل على النص، وأن تبني النص برؤية خاصة بك، كما  أنني قدمت عرضا بعنوان "اسكتشات"، وكان بطولة عدد من الممثلين، منهم خالد أبو النجا ومصطفى شعبان وعايدة الأيوبي.. وكان يتضمن ١٠ مشاهد مختلفة، مشهدا غنائيا ومشهدا كلاسيكيا ومشهدا راقصا أو حركيا ومشهدا تعبيريا وغيرها".

وتابعت عفت: "مع انتهاء الـ 10 سنوات الأولى من التسعينيات قررت اتجه للكتابة، كتبت نص "كان يا ماكان.. انتيجون وشهرزاد"، وأنتجته بعد ٦ أشهر من كتابته،  وبعده كتبت "مكتوب" و"إيزيس وأوزوريس"، و"ومضة"، و"الليلة التي قابلت فيها شكسبير"، وهذه المسرحية أخرجتها رغم أني كنت لا أحب إخراج النصوص التي أكتبها، وبعد فترة من الكتابة عدت لإعداد النصوص والحقيقة أني استفدت جدا من فترة الكتابة في الإعداد، وقدمت ٣٠ مسرحية منها أعمال خارج مصر بغير اللغة العربية".

محمد جبر: اتجاهنا كمخرجين أن نقدم نصوصا قديمة

وتحدث المخرج محمد جبر: "أخرجت حوالي 60 مسرحية وسعيد أن لدى هذا العدد، وقطعت منه شوطا كبيرا أيام الجامعة كنت أقدم 3 مسرحيات في العام، إنما حاليا أقدم كل عامين عرضا، مثلت في الجامعة، وأخرجت بعد الجامعة.. معظم التجارب في الجامعة والمدارس والقطاع الخاص وكانت لي تجربة واحدة في مسرح الشباب".

استكمل: "كنت دائما أتساءل لماذا معظمنا يعمل على نصوص قديمة ولا نسعى لفكرة إعداد نص جديد نكتبه، وكان هدفي من الجامعة أن أقدم مسرحا يحضره الجمهور وأيضا أقدم ما أريده، عملت مع الفرقة مسرحية "١٩٨٠ وأنت طالع"  نناقش فيها مشاكلنا بلغتنا الخاصة كجيل الثمانينات، وبدأنا المسرحية مجانا للجمهور، وكان عليها إقبال فقررنا نعمل تذاكر رمزية بقيمة 10 جنيهات للتذكرة، ففوجئنا بأن الجمهور اختفي،  وبدأنا نقلل أيام العرض، وشاركنا بها في المهرجان القومي للمسرح كفرقة هواة وقتها، وحصلنا على أحسن عرض ومخرج صاعد ونص، والعرض بدأ يتسمع ويتشاف، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا واستمر عرضه من 6 لـ7 سنوات حتى 2018، فكانت تجربة شعرت معها بأن المسرحيات الجديدة التي تكتب بنفس الفترة تكون قريبة من الناس، وفي هذا العرض اعتمدت على الممثل والسينوغرافيا في الديكور، فكان مسرحا مختلف بالنسبة للناس، وحاولنا بعدها نعمل مسرحية أخرى نستغل فيها النجاح، وقدمنا "أنا مش مسئول"،  ففي النهاية أحببت فكرة النص الجديد أو الذي لم يقدم من قبل، وفكرة اتجاهنا كمخرجين أن نقدم نصوصا قديمة يتسبب في اختفاء المؤلف، ولا أرفض تقديم نصوص قديمة لكن أتمنى أن نحاول تقديم نصوص جديدة نكتبها".

طارق الدويري: تحدي الفنان هو تقديم عرض يحمل ما يريده ويحبه الناس

وقال المخرج طارق الدويري، عن تجربته: "تجربتي في المسرح بدأت في كلية التجارة، وأول عرض لي كان "ليلة القتلة"، وقدمت "الملك هو الملك" وعرض آخر بعنوان "من هناك"، فكانت بدايتي مع الإخراج في فترة الجامعة، وكذلك بدأت علاقتي بالنص المسرحي، وأهم شىء في النص ألا يتعارض مع أفكار المخرج، وكانت أول تجربة مسرحية شاهدتها  تجربة لكرم مطاوع، وارتبطت بمركز الهناجر والفرق المستقلة، وكان ميلادي مع عرض "زمن الطاعون"، وهو أول عرض احترافي لي، وتوقفت عن العمل بعده لمدة 5 سنوات، وقدمت عرض "الموقف التالت" في 2007، وفي 2010، قدمت "بلاد أضيق من الحب" لسعد الله ونوس، وإنتاج الهناجر، واعتمدت في كل العروض على اختيار نص مهم، وبالنسبة لي معادلة الفنان هي التحدي لتقديم عرض يحمل ما يريد أن يطرحه وأيضا الناس تحب أن تشاهده وتتواصل معهم من خلاله، ومن هنا كان تحدي احتياري النصوص أن يكون نصا يفجر فيه المخرج طاقته الإبداعية، وعلاقتي بالنص علاقة مؤلف بخام ورق يحمل أفكاري وأستطيع تفجيره وتحويله على المسرح باستخدام أدواتي الفنية".