رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. أحمد لاشين أستاذ الدراسات الفارسية: مصر تدعم الفلسطينيين من منطلق وطنى.. وهى دولة عاقلة وسط «هوس دينى» يضرب المنطقة

الدكتور أحمد لاشين
الدكتور أحمد لاشين أستاذ الدراسات الفارسية

- قال إن استمرار الصراع فى فلسطين يدعم بقاء النظام الإيرانى ومصالحه

- إيران تستخدم حرب غزة للتغطية على أزماتها الداخلية وأهمها الفساد والتضخم و«مظاهرات الحجاب»

- العدوان على غزة زاد الإرهاب فى الشرق الأوسط واستخدام الدين يجعل القضية بلا حل

- طهران على علاقة وثيقة بالإخوان.. ولم تقدم أى شىء لفلسطين سوى المتاجرة به

قال الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الفارسية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، إن بقاء إسرائيل واستمرار الصراع فى فلسطين يدعمان بقاء النظام الإيرانى ومصالحه، موضحًا أن نتيجة تبادل الضربات العسكرية بين طهران وتل أبيب كانت «صفرًا» عسكريًا، لكنها أيضًا حوّلت إيران لـ«بطل شعبى»، وزادت من الدعم الدولى لإسرائيل، بما صب فى مصلحة الطرفين دون أن يفيد القضية الفلسطينية بأى شكل.

وأشار «لاشين»، خلال حواره لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على فضائية «إكسترا نيوز»، إلى أن العدوان على غزة زاد من معدلات الإرهاب فى الشرق الأوسط، وصب فى مصلحة التطرف الدينى، الذى خلط الدين بالقضية الوطنية الفلسطينية، ما جعلها دون حل، مؤكدًا أن مصر تتعامل مع القضية من منظور وطنى وقومى، فيما تتاجر بها الأطراف الأخرى، وعلى رأسها إيران، من أجل التغطية على أزمات الداخل، وعلى رأسها الفساد والتضخم والمظاهرات التى انطلقت بعد نزول شرطة الأخلاق فى الشارع لقمع النساء.

■ كيف ترى الموقف الإيرانى فى الصراع الذى انطلق منذ السابع من أكتوبر الماضى؟

- أرى إن إيران من مصلحتها الكاملة أن تظل الأمور مشتعلة فى الصراع العربى الإسرائيلى، بل فى المنطقة بأكملها، لحماية مصالحها السياسية.

ولا ينكر أحد أن إيران كانت داعمة لحركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى» فى فلسطين لسنوات طويلة، والقضية الفلسطينية بالنسبة لها قضية سياسية رئيسية منذ بداية الثورة الإيرانية وحتى الآن، فطالما وجدت القضية الفلسطينية ستستفيد إيران منها سياسيًا على المستويين الخارجى والداخلى، وستظل جزءًا أصيلًا من المعادلة، سواء فى الصراع الحالى أو الصراعات المقبلة.

وقد كانت إيران طوال الوقت تنكر أن ما حدث فى السابع من أكتوبر من تدبيرها، ولكن كل ما وصل إليه قطاع غزة يؤكد أنها كانت شريكًا فيه بشكل أو بآخر، إما بتدخلها المباشر من خلال الضربات الأخيرة بينها وبين إسرائيل، أو عبر أذرعها الخاصة فى المنطقة.

■ لماذا تروّج إيران دائمًا إلى أن القضية الفلسطينية قضية القضايا بالنسبة إليها؟

- القضية الفلسطينية جزء أصيل من مكون الخطاب السياسى الإيرانى، ودائمًا ما نجد السياسيين الإيرانيين يروجون إلى أنها القضية الأعظم التى يحاربون من أجلها.

وأتذكر أن أول دولة فى منطقة الشرق الأوسط اعترفت بدولة إسرائيل كانت إيران، وذلك فى عهد الشاه محمد رضا بهلوى، وهذا أمر أجده فى قمة المفارقة، وبعد ذلك حدث خلاف بين نظام الشاه والولايات المتحدة، وبدأت بوادر الثورة التى أطاحت بنظام الشاه، وبعد ذلك وصل التيار الدينى للحكم، ومن هنا بدأ الخلاف.

كما أن اليهود الإيرانيين الذين كانوا على صلة كبيرة بإسرائيل أسهموا فى صناعة الثورة الإيرانية، المعروفة بـ«ثورة الخمينى»، وكانوا يشكلون ثقلًا كبيرًا فى إيران، ولم يعترضوا على وصول التيار الدينى للحكم، كما كانت علاقة اليهود والخمينى قوية، لكن توترت العلاقة بعد ذلك بسبب استخدام التيار الدينى القضية الفلسطينية كورقة ضغط على العالم الإسلامى.

■ فى رأيك.. ما أسباب التحالف بين طهران و«حماس» رغم اختلاف المذهب الدينى؟

- إيران على علاقة وثيقة بجماعة الإخوان رغم الاختلاف المذهبى، وكانت تنادى دائمًا بأنها فى حرب مقدسة، رغم أننا على أرض الواقع لا نجد شيئًا يذكر تم فعله فى صالح القضية الفلسطينية.

وملف العلاقة بين إيران والإخوان هو من الملفات التى كانت تتهرب منها الدولة الإيرانية، بل وتتنصل أحيانًا منها، ولكن فى الحقيقة العلاقة قائمة ووثيقة، وأول من هنأ الثورة الإيرانية بالنجاح كانت جماعة الإخوان، وظلت العلاقة قائمة بين الطرفين حتى وقتنا هذا، بل وظلت إيران داعمة للجماعة، وهو ما رأيناه فى السودان لسنوات، ونراه فى المظاهرات الأخيرة فى الأردن، التى فى ظاهرها تدعم القضية الفلسطينية، لكنها فى الحقيقة مظاهرات للضغط على النظام الأردنى.

■ هل نحن أمام تغيير فى قواعد اللعبة فى المنطقة بعد مواجهة إيران وإسرائيل بشكل مباشر؟

- أحد أعضاء البرلمان الإيرانى، خرج منذ فترة، وقال إن الحرب والجهاد على إسرائيل يعجلان من قدوم «المهدى المنتظر»، كما أن المرشد الإيرانى على خامنئى وصف نفسه بـ«سيدنا موسى»، وقال إن «الحرس الثورى» هو العصا الخاصة به، وهذا يدل على نوعية الخطاب الذى يقدم للشعب هناك.

ولأول مرة تظهر إيران على المشهد فى مواجهة إسرائيل فى الضربات الأخيرة، لكن النتيجة فى النهاية هى صفر، بعد أن عدنا إلى مرحلة الحرب بالوكالة بينهما، فلم تكن هناك نتائج سوى تحويل إيران لبطل شعبى وتخفيف الضغط على إسرائيل، وهو تحويل إعلامى تمارسه إسرائيل وإيران، ليس إلا.

وبعد الضربات، استطاعت إيران أن تظهر نفسها بوصفها قادرة على الفعل وعلى إشعال المنطقة إن أرادت، وهذا ما جعل الولايات المتحدة والغرب يعيدان الحسابات معها، وينظران للموضوع بشكل مختلف، كما أنها سمحت لإيران بأن تروج لنفسها فى الداخل على أنها «المخلص والبطل»، ما سمح بتهدئة الأجواء فى الشارع الإيرانى.

وفى المقابل، أسهمت الضربات فى كسب إسرائيل المزيد من الدعم من قبل المجتمع الدولى.

ولكنى أرى أيضًا أن صورة إيران تعرضت للتعرية فى الداخل الفلسطينى، بعد الضربات الأخيرة، لأنها غضت الطرف عن الضحايا والمصابين بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلى على المدنيين فى قطاع غزة.

ورغم الضربات، اختلف الخطاب الإعلامى الإيرانى فى الفترة الماضية، ففى بداية الأحداث بعد ٧ أكتوبر كانت قضية غزة تتصدر الخطاب طوال الوقت، مع الحديث عن الحفاظ على القضية الفلسطينية، والمتاجرة بفلسطين فى الداخل الإيرانى، وبعدها تدخل الحرس الثورى فى الأمر، وتصدر إعلاميًا وسياسيًا، وبدأ يتكلم بدعاية وطنية.

وبعد المغامرة العسكرية، التى فعلها الحرس الثورى إرضاء للقيادات، تغير الخطاب الإعلامى وتم نقله إلى الجيش، باعتباره مؤسسة منضبطة، وأصبح الخطاب السياسى فى الداخل منضبطًا ومختلفًا.

ومن الملاحظ أن قضية غزة وفلسطين تراجعت بعد الضربة الإيرانية، ولم تصبح جزءًا من الخطاب الأيديولوجى الداخلى للنظام الإيرانى، بل أصبحت أقرب لورقة يتم استعداؤها أو التغاضى عنها.

■ فى تقديرك.. هل قدمت إيران فعلًا ما يمكن اعتباره دعمًا لغزة فى هذه الأحداث؟

- نهائيًا، فإيران لم تقدم دعمًا واضحًا طوال أزمة غزة، ولكن على العكس شكلت طوال الوقت عبئًا على القضية.

وملف القضية الفلسطينية هو ملف مصرى من الأساس، فمصر هى الدولة الوحيدة القادرة على إدارة هذا الملف بشكل جيد، حفاظًا على القضية الفلسطينية، أما إيران فتتاجر بالقضية، وليست طرفًا فيها، فهى تلعب طوال الوقت على الملف الدعائى لدعم أذرعها فى المنطقة، وتستفيد منه، دون أن يعود ذلك على الفلسطينيين بأى شكل.

وإيران، خلال الفترة الماضية، قدمت دعمًا قويًا جدًا للحوثيين فى اليمن، ولـ«الحشد الشعبى» فى العراق، و«حزب الله» فى لبنان، وشبكتها فى المنطقة ازدادت قوة، وتسببت فى أزمات جانبية أخرى.

ومن خلال آخر التقارير المنشورة دوليًا، فإن نسبة الإرهاب زادت فى منطقة الشرق الأوسط، والخلايا الإرهابية التى كمنت خلال الأعوام الماضية نشطت مجددًا بعد أزمة ٧ أكتوبر، كما نشطت الخلايا الإرهابية الإيرانية الموجودة فى المنطقة بنسبة ٧٥٪، نتيجة لحالة الميوعة السياسية، التى أسهمت فيها إيران بشكل أو بآخر.

وقد أسهمت الأزمة بسوريا مثلًا فى زيادة العمليات الإرهابية لتصل إلى ٥٨٠ عملية فى هذا العام وحده، وكذلك الأمر فى اليمن، كما عاد الإرهاب بقوة إلى العراق بعد تراجع العمليات الإرهابية فيه، أى أن العدوان الإسرائيلى على غزة أسفر عن زيادة النشاط الإرهابى فى المنطقة، وهذه أزمة لم يلتفت إليها أحد، رغم أنها جزء من تداعيات التعامل الإيرانى مع الأزمة، وأيضًا تداعيات ما تفعله إسرائيل، التى جعلت المنطقة كلها تحت سيطرة الميليشيات الشيعية والجماعات الإرهابية السنية، وكلها تحاول حاليًا أن تثبت مساحات النفوذ والسيطرة، والنتيجة أن الوضع العام للإقليم أصبح ضعيفًا جدًا.

■ هل الصورة لدى الداخل الإيرانى والشعب والمثقفين وجماعات الضغط تماثل الصورة لدى «الحرس الثورى» والنظام الإيرانى.. أم أن هناك أصواتًا معارضة؟

- التيار المعارض فى إيران يأخذ شكلًا يختلف عن الشكل الكلاسيكى المعتاد، فالموجود فى إيران هو معارضة من داخل النظام، تتمثل فى التيار المعتدل، هذا إلى جانب وجود معارضة خارجية، تتمثل فى التيار الثقافى أو شبه الليبرالى، الذى ظل باقيًا بشكل ما داخل الحياة الثقافية فى إيران.

والمجتمع ليس متوافقًا بالكامل مع توجهات النظام، لأن المجتمع من الداخل يعانى بشدة، وهناك مؤشرات عن أزمات فى الداخل الإيرانى، كما أن فكرة وجود ميليشيات إيرانية وأذرع خارجية ونهج توسعى هى أمور تلقى معارضة كبيرة فى داخل الدولة التى تعانى من تضخم بنسبة ٤٨٪، لأن الجميع فى إيران يسأل: لماذا يتم صرف جزء كبير من الدخل القومى على التسليح الذى يصل إلى ٧١ مليار دولار ودعم الميليشيات فى الخارج؟

كما أن مساحة التسليح فى إيران لا تتناسب مع ما يحدث فى الداخل، ولا يصح أن تصرف كل هذه الأموال فى مجتمع يصل سعر الدولار فيه إلى ٦٨ ألف تومان إيرانى، خاصة أنها ليست كيانًا مهددًا، ولكن دولة تهدد الآخرين، فهى متوافقة مع أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق، وليس هناك تهديد فى الجوار، لكن مشكلتها هى فى استعراض القوة العسكرية، ومحاولة فرض السيطرة على الخليج العربى.

وعلى سبيل المثال، فمصر لديها حدود ملتهبة، وكيان دولة قوى، يحاول الحفاظ على بُعده الإقليمى والسياسى والعسكرى، لكن إيران تحاول دعم الميليشيات ولا توجد بها رقابة على الميزانية العسكرية الداعمة للميليشيات، لأن جميع الأموال تخرج من اقتصاد الحرس الثورى، الذى يقدم الدعم لكل الميليشيات الخارجية، لكن النظام ينكر تمامًا كل ذلك.

■ كيف يستخدم النظام فى طهران القضية الفلسطينية للسيطرة على الداخل الإيرانى؟

- إيران تستخدم القضية الفلسطينية للتغطية على المشكلات الداخلية، فمحاولات مد النفوذ الإيرانى إقليميًا لا تعود بأى طائل على المواطن الإيرانى، خاصة أن هناك أزمة اقتصادية فى المجتمع الإيرانى، بوصول نسبة التضخم إلى ٤٨٪، ووصول سعر الدولار إلى ٦٨ ألف تومان.

وتزامنًا مع عيد العمال، فى أول الشهر الجارى، شهدنا إضرابًا عماليًا كبيرًا، وصل عدد المشاركين فيه إلى ٢ مليون عامل، وأيضًا أثيرت مؤخرًا قضايا فساد ضخمة جدًا حدثت فى إيران بعد أزمة ٧ أكتوبر.

وعلى سبيل المثال، فإن خطيب الجمعة فى طهران، وهو من القيادات المهمة جدًا بالنظام الإيرانى، وكان من قيادات القضاء فى البلاد، يواجه قضية فساد، ويحاكم بتهمة شراء قطعة أرض ثمنها يقترب من مليار تومان، لكنه دفع فيها ٦ ملايين فقط، وهناك أيضًا قضية للمتحدث باسم المجلس القومى الأمنى الإيرانى، وهى قضايا تنظر الآن، ما يعنى أن النظام الإيرانى بداخله عناصر فساد وعناصر ضعف.

وكل هذا يحدث فضلًا عن أزمة الحجاب، وصدور قانون من البرلمان الإيرانى بحبس المرأة إذا لم تتحجب لمدة سنة، مع مضاعفة العقوبات على كل امرأة لا ترتدى الحجاب الإيرانى، وفرض غرامة عليها تصل إلى ١٥ مليون تومان، بالإضافة إلى نزول شرطة الأخلاق فى الشارع لقمع النساء وحبسهن وضربهن وسحلهن، فى محاولة لتسليم المجتمع كله إلى التيار الأصولى المتطرف.

وإيران شهدت مظاهرات قوية جدًا فى العام الماضى، نتيجة للأزمات الاقتصادية، وأزمة دعم رغيف العيش، والمشكلات المتزايدة المتعلقة بالغذاء والحياة، لذا فهى تستخدم أزمة غزة للتغطية على كل ذلك، كما أن المجتمع الإيرانى يرى أن دعم الميليشيات فى الخارج يكلفه كثيرًا، ويهز أيضًا استقرار المنطقة بأكملها.

والمعارضة الإيرانية أيضًا تتساءل: لماذا ندعم القضية الفلسطينية بهذا الشكل؟، بينما فى مصر مثلًا، لدينا ألف مبرر لدعم القضية الفلسطينية، أولها أننا دولة جوار، وأننا نرى أن القضية مصرية من الأساس، وما زلنا ندفع ثمن دعمنا لها، لكن إيران تستخدم القضية الفلسطينية كورقة ضغط على الحياة السياسية فى الداخل.

■ كيف أضر استخدام الدين القضية الفلسطينية؟

- استخدام الدين حوّل القضية الفلسطينية من قضية وطنية أصيلة إلى قضية دينية بلا حل، فنحن طوال الوقت أمام جماعات مختلفة مذهبيًا وسياسيًا وفكريًا، وجميعها تنادى بالقضية الفلسطينية، وكل طرف يعتقد أنه صاحب القرار، ويمتلك الدعم الإلهى فى موقفه، وهذا الأمر نجده لدى «الجهاد» و«حماس»، وفى متاجرة إيران بالقضية مذهبيًا ودينيًا، والتى ترى أن الحرب على إسرائيل سوف تعجل بظهور المهدى المنتظر.

واللعب على هذا الوتر، وتحويل فلسطين لورقة مذهبية دينية مقدسة، أفقد القضية الفلسطينية كل أبعادها، وبعدما كنا نتحدث عن شعب ووطن واحتلال، أصبحنا نتحدث عن مساحات من الدعم الإلهى المقدس.

وفى المقابل، كان هناك تصريح خطير لأحد قادة إسرائيل قال فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو متحالف مع كل تيارات اليمين المتطرف فى إسرائيل، وجميعها تريد خوض معركة مقدسة ضد إيران، لأن اليمين المتطرف يرى أن الحرب مع إيران ستعجل من ظهور «المسيح المخلص».

ولأن جميع الأديان تشتبك مع القضية الفلسطينية، فإن أتباع كل دين، باختلاف الطوائف والمذاهب، أصبحوا يستخدمون ورقة القضية الفلسطينية كورقة أصيلة فى الخطاب السياسى الداخلى، حتى تظل القضية مشتعلة، وهذا يصب فى صالح كل التيارات الدينية المذهبية المتعارضة، لأن إدخال الدين كعنصر هو السبيل الوحيد الذى يجعل القضية لا تنتهى لكل المتصارعين فى الفكر الدينى، واستمرارها يشكل جزءًا كبيرًا من أسباب بقاء النظام الإيرانى، كما أن بقاء إسرائيل بالشكل الحالى يدعم أيضًا تواجد النظام الإيرانى ومصالحه.

■ كيف ترى موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية؟

- مصر أعلنت عن وجودها القوى فى هذه القضية منذ أول لحظة، وأعلنت عن رفضها الكامل لكل ما يحدث، وتحملت عبء القضية، وتحملت أعباء الأزمة داخل غزة، وهى تقدم الدعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية لأهل غزة بشكل كبير، كما أنها تدافع عن القضية الفلسطينية من منطلق وطنى، ووفق مصالح الإقليم.

والمصلحة الوطنية تحتاج أن تقف الدولة بهذا الشكل القوى المواجه لكل أشكال التطرف، سواء الدينى أو السياسى، كما أن مصر دولة معتدلة المزاج السياسى، وقوية الحضور على المستويين الإقليمى والعسكرى، والموقف المصرى هو الوحيد العاقل وسط حالة الهوس الدينى الموجودة فى المنطقة بشكل عام.