رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

30 % من السيدات يعانين منه.. حكايات من دفتر العنف الزوجي في مصر

سيدة تعانى من العنف
سيدة تعانى من العنف الزوجي

أكثر من 15 عامًا كانت تعيش فيهم نوران.م، زوجة وربة منزل، تحت وطأة العنف من زوجها، رغم بلوغها سن الـ38 عامًا ولديها ثلاثة أطفال، إلا أنها ما تزال تتعرض منه للعنف والضرب في كل مشاجرة بينهم، في وقت لم تكن فيه طفولتها مليئة بالحنان أو العطف من قبل الأهل.

 تقول: «كان شخص سيء للغاية، وطوال الوقت كنت أتعرض معه للعنف والقسوة والضرب، وحاولت الشكوى لأهلي إلا أنهم كانوا يطلبون مني الاحتمال، لدرجة أن في أحد مرات الضرب والعنف كنت هموت».

اضطرت نوران إلى طلب الانفصال من زوجها نتيجة العنف الذي تتعرض له، لتتفاجئ بضرب وإهانة مرة أخرى وبعنف أشد: «كنت أتحمل من أجل أبنائي ولكن في نفس الوقت كانوا يشاهدون والدهم وهو يضرب والدتهم فكان الأمر نفسيًا صعب عليهم».

أختارت نوران طريق آخر وهو عدم الطلاق ولكن الانفصال عن منزله حتى يرضخ لرغبتها والمكوث في منزل والديها: «بعدها حصلت على وظيفة في الخارج وتقدمت إلى فيزا أوروبا وحصلت عليها وسافرت بالأبناء هربًا من كل شيء تعرضت له».

30% من النساء يعانوا من العنف الزوجي

حالة نوران تمثل الكثيرات من النساء في المجتمع المصري، اللاتي يعانين من العنف الزوجي، وفق جهاز الإحصاء فأن 30% من السيدات المتزوجات تعرضن للعنف من قبل أزواجهن خلال 12 شهرًا و30% من السيدات المتزوجات تعرضن للعنف النفسي من قبل الزوج. 

وخلال العام 2020 سجل مرصد العنف القائم على النوع الاجتماعي 415 جريمة عنف ضد النساء، ما بين قتل وشروع في قتل واغتصاب وضرب مبرح وابتزاز وتحرش جنسي وإلكتروني.

وبحسب مؤسسة المرأة الجديدة فأن 5 مليون امرأة تتعرض للعنف على يد الزوج أو الخطيب، ومليون امرأة تترك منزل الزوجية نتيجة تعرضها للعنف سنويًا، بينما 200 ألف سيدة تتعرض لمضاعفات الحمل نتيجة العنف الزوجي.

نهى: «تعرضت للعنف من زوجي ولم ينقذني سوى الطلاق»

نهى أحمد، سيدة أخرى تعرضت لعنف زوجي، بسبب رغبة زوجها في إقامة علاقة معها طوال الوقت: «تخيلت أن الأمر فقط في بداية الزواج، ولكن عقب ذلك زاد الطلب عن حده، وأصبحت في بعض الأحيان أقيم معه علاقة ثلاث أو أربع مرات في اليوم».

حين بدأت نهى في الرفض انطلاقًا من رؤيتها أنه حق من حقوقها اختيار الوقت المناسب، بدأت تتعرض لعنف شديد من زوجها: «أصبح الأمر بالإجبار وأحيانًا بالضرب والتعدي والعنف، حتى يجبرني على إقامة تلك العلاقة في أي وقت دون مراعاة للاحتياجات النفسية والجسدية».

يتبع المجلس القومي للمرأة ما يعرف بوحدات المرأة الآمنة،  ويصل إجمالي عدد الوحدات في المستشفيات الجامعية 10 عيادات على المستوى الوطني.

تضيف: «فكرت في اللجوء إلى إحدى مراكز العنف ضد المرأة حتى يتم حمايتي لكن أهلي منعوني خوفًا من الفضيحة، ولم أعرف وقتها ما نوع الفضيحة وأنا المجني عليه، حتى طلبت منه الطلاق وهددته بفضحه والدخول معه في معركة داخل المحاكم».

في نوفمبر العام 2024 أصدر الجهاز المركزي بينا خلال اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، رصد فيه معدلات العنف من قبل الزواج للسيدات المتزوجات، فهناك 21% من النساء المتزوجات أو اللائي سبق لهن الزواج، تعرضن لأشكال من العنف الجسدي والنفسي والجنسي على يد أزواجهن خلال عام 2021. 

كما أوضح أن 22.2% من النساء المتزوجات حاليًا والسابق لهن الزواج تعرضن للعنف النفسي من قبل الزوج خلال عام 2021، ونحو 25.5% من النساء المتزوجات حاليًا والسابق لهن الزواج تعرضن للعنف الجسدي من قبل الزوج خلال عام 2021.