رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألمظ وعبده.. تعرف على أسباب رفض "الحامولى" طلب الخديو إسماعيل

عبده الحامولي
عبده الحامولي

أيام ونشهد الذكرى 188 لميلاد الفنان عبده الحامولي ، والذي ولد في الـ18 من مايو 1836، ويعد أحد رواد الموسيقى العربية في القرن التاسع عشر، في التقرير التالي تعرف على أغرب قصة حب شهدها القرن التاسع عشر بين عبده الحامولي  وألمظ.

كان لعبده الحامولي تأثير كبير في تطوير الموسيقى العربية التقليدية والغناء على يد كبار الموسيقيين في عصره، أدخل العديد من الألحان والنغمات الجديدة، واشتهر بصوته العذب، وكانت أغانيه من أهم معالم الثقافة الموسيقية  في مصر والعالم العربي وذاع صيته في بر مصر.

التقى عبده الحامولي وألمظ في بدايات مسيرتهما الفنية، وسرعان ما أصبحت ألمظ واحدة من أبرز المطربات التي تغني ألحانه، وتشكلت بينهما ثنائية فنية رائعة، حيث كانت ألمظ تؤدي الأغاني التي يلحنها عبده، مما أدى إلى انتشار واسع لأغانيهما وزيادة شعبيتهما. 

ولدت ألمظ في الإسكندرية عام 1860 وماتت وهي في عمر 36 عاما في عام 1896 اسمها الحقيقي سكينة،  وكانت أحد أبرز وأشهر مغنيات مصر في تلك الفترة،  يقول أحمد أمين في كتابه "فيض الخاطر" من الله على عبده وألمظ  بهذا الصوت الجميل، الجميل والفن البديع.

واشار أمين إلى أن: "عبده فتى من عامة الناس وأبوه من سواد الناس لم تعلمه مدرسة ولم يهذبه كتاب ولم يتلق دروسًا في النوتة والعود والكمان ولم يعرف أبوه بفن ولا صوت ولكن الله منحه صوتا رخيما آية في الجمال لفت إليه الأنظار".

أما عن ألمظ فقال أمين، فهي فتاة فقيرة يضطرها فقرها أن تشتغل فاعلة مونة الجير في قصعة لتناولها للبنائين، ثم تلهمها نفسها وحسها أن تغني للعمال فيسمعوا منها صوتا بديعا يخفف عناءهم ويزيد نشاطهم ويشاء القدر أن تسمع صوتها وهي تغني عالمه من أكبر عوالم مصر اسمها الست "سكنة" فتأخذها وتربيها تربية فنية فتتفوق ألمظ على معلماتها ويكون منها أكبر مطربة.

المنافسة بين الحامولي وألمظ 

بدأت القصة بين ألمظ وعبده الحامولي بالمنافسة حيث كانت ألمظ تغني أغنية فيرد عليها عبده الحامولي بأغنية أخرى، ومن ذلك أن غنت ألمظ أغنية تقول فيها وكان كلامها موجها إلى الحامولي "يلي تروم الوصال وتحسبه أمر ساهل، لا شىء صعب المنال وبعيد عن كل جاهل"، ويرد الحامولي على هذه الأغنية بأخرى يقول فيها "روحي وروحك حبايب من قبل ذا العالم والله".

وعاشت ألمظ والحامولي حياة سعيدة حتى توفيت، فامتلأت نفس الحامولي بالحزن، ومن أجمل ما غناه بعد رحيلها هذا الدور الذي يقول فيه: "شربت المر من بعد التصافي ومر العمر ومعرفتش أصافي عداني النوم وأفكاري توافي عدمت الوصل يا قلبي عليّ" وكان عندما يغني يبكي وكان الناس يبكون معه.

يذكر أن عبده الحامولي حرم على زوجته "ألمظ" أن تغني لتطرب، حتى طلبها الخديو إسماعيل لتحيي حفلة سمر دعا إليها بعض الأمراء وأرسل إلى عبد الحامولي يأمره بأن يرسل زوجته لتغني وتطرب المدعوين، وكان أمر إسماعيل لا يدفع ولا يرد، وأبلغ الحامولي أمر ولي النعم وكان رده "أن عبده مستعد لأن يحضر ويغني ثماني ليال دون أن يغمض له جفن، لكن زوجته لا تغني أمام أي أحد، ولو كان أفندينًا".

وقبل أن ترحل عن عالمها شب بينهما خلاف عارض كاد يعصف بحياتهما، رغم كل هذا العشق الذي جعل منهما أشهر زوجين في ساحة الطرب لولا أن ألمظ كانت سباقة إلى التسامح والمغفرة، فقد كانت ترى في حبها لعبده الحامولي كم العطاء والتفاني.

قام عبده الحامولي بتلحين الشعر العربي القديم وتعرف إلى العديد من شعراء عصره ومثقفيه، مثل محمود سامي البارودي وإسماعيل صبري باشا وعائشة التيمورية، وكان يطلب منهم الكتابة له، لحن الحامولي القصيدة التقليدية، مثل أراك عصي الدمع.

ترك عبده الحامولي وألمظ إرثًا غنائيًا غنيًا، حيث سجلا العديد من الأغاني التي لا تزال محبوبة حتى اليوم. كان لهما دور كبير في تطوير وتحديث الموسيقى العربية التقليدية، وأثروا في العديد من الأجيال الموسيقية التي جاءت بعدهما.