رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إجرام عمره 76 عاما لـ"شطب فلسطين".. من نكبة الـ 48 إلى مذابح غزة

غزة
غزة

كانت البداية عام 1948 وتحديدا في 29 نوفمبر، عندما أوصت الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وبإخضاع القدس والمناطق المحيطة بها لسيطرة دولية.

وفي العام ذاته أعلنت إسرائيل عن نشأتها بعد انتهاء الانتداب البريطاني، وسيطرت الأردن على الضفة الغربية والقدس الشرقية، بينما تسيطر مصر على قطاع غزة، أما إسرائيل تسيطر على بقية فلسطين بما فيها القدس الغربية.

وخلال عام 48 تم تهجير نحو ثلاثة أرباع مليون فلسطيني على الأقل من ديارهم، وتأسيس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من أجل الاستجابة لحاجات اللاجئين الصحية والتعليمية.

وعقب سنوات طويلة من الحروب والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، بداية من العدوان الثلاثي وحتي حرب أكتوبر، اعترفت جامعة الدول العربية عام 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتقبلها عضوا كاملا في الجامعة، وأصبح الرئيس الراحل ياسر عرفات أول زعيم بدون دولة يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في عام 1982، وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا وراح ضحيتها مئات الفلسطينيين اللاجئين.

وعام 1984 كانت الانتفاضة الأولي في فلسطين، والإعلان عن تأسيس حركة حماس في قطاع غزة.

وفي عام 1993، وقع الرئيس الراحل ياسر عرفات واسحق رابين، على إعلان أوسلو برعاية أمريكية والذي نص على إقامة حكم ذاتي فلسطيني وانتهاء الانتفاضة الأولى.

وفي عام 1995 تم التوصل إلى اتفاق مرحلي بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل لنقل المزيد من السلطات والأراضي للسلطة، وأصبح ذلك الاتفاق أساس ميثاق الخليل لعام 1997 ومذكرة واي ريفر لعام 1998 وخارطة الطريق الدولية لعام 2003.

وفي عام 2001 انهارت المفاوضات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود باراك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات نتيجة خلافات حول مواعيد وحجم الانسحاب الإسرائيلي المقترح من الضفة الغربية.

وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عقب ذلك عام 2002، اسرائيل شرعت في إقامة الجدار العازل داخل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بالقرب من الخط الأخضر بهدف منع دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل في ذروة الانتفاضة الثانية.

وعام 2004 توفي الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتولي الرئيس الفلسطيني الحالي الرئاسة حتي الآن.

كما أعلنت حركة حماس سيطرتها على قطاع غزة وأجرت انتخابات على رئاستها، وأبلغت السلطة الفلسطينية بسيطرتها على القطاع.

ومنذ هذا التوقيت وحتي الآن عقدت مئات المفاوضات والجولات لإتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس ولكن دون جدوي بسبب تعنت الطرفين، مما أدي إلى توحش الاحتلال أكثر وزيادة الانتهاكات الإسرائيلية سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة.

حروب إسرائيل على غزة ووقوع الآلاف الشهداء والجرحي

ومنذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 وإخلاء المستوطنات التي كانت فيه، وهي تنفذ عمليات عسكرية في القطاع من حين لآخر، وبعضها تحول إلى حروب خلفت آلاف الشهداء.

ففي ديسمبر عام 2008، بدأت إسرائيل حربا على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "عملية الرصاص المصبوب"، وردت عليها المقاومة الفلسطينية في القطاع بعملية سمتها "معركة الفرقان".

وكانت تهدف إسرائيل من تلك الحرب إنهاء تواجد حماس في غزة كما تردد الآن في الحرب الأخيرة، وأيضا كانت تأمل الوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه المقاومة الأسير جلعاد شاليط.

واستمر العدوان الإسرائيلي خلال هذه الحرب 23 يوما، أسفرت عن أكثر من 1430 شهيدا فلسطينيا، منهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة و134 شرطيا، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح، ودمرت أكثر من 10 آلاف منزل دمارا كليا أو جزئيا.

فيما قتل 13 إسرائيليا، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.

وفي عام 2012، شنت إسرائيل حربا جديدة علي قطاع غزة، أطلقت عليها "عامود السحاب"، وردت عليها المقاومة الفلسطينية بمعركة "حجارة السجيل"، استمرت 8 أيام.

وأسفرت تلك الحرب عن وقوع 180 فلسطينيا، بينهم 42 طفلا و11 امرأة، وجرح نحو 1300 آخرين، في حين قتل 20 إسرائيليا وأصيب 625 اخرون.

وفي عام 2014، شنت إسرائيل حرب أخري بعد عامين من عامود السحاب، أطلقت عليها "الجرف الصامد"، وردت عليها المقاومة بمعركة "العصف المأكول"، واستمرت المواجهة 51 يوما.

وأسفرت هذه الحرب عن 2322 شهيدا و11 ألف جريح، وارتكبت إسرائيل مجازر بحق 144 عائلة، استشهد من كل واحدة منها 3 أفراد على الأقل، في حين قتل 68 جنديا إسرائيليا، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522 إسرائيليا بجروح، بينهم 740 عسكريا.

وأعلنت كتائب القسام خلال تلك الحرب، أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وفي عام 2021، بدأت معركة سيف القدس التي سمتها إسرائيل "حارس الأسوار"، بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، وكذا بسبب اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

وردت المقاومة الفلسطينية انذاك علي تلك الأحداث، بإطلاق أكثر من 4 آلاف صاروخ على بلدات ومدن في إسرائيل، بعضها تجاوز مداه 250 كيلومترا، وبعضها استهدف مطار رامون، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيليا وإصابة نحو 330 آخرين.

كما أسفرت هذه الحرب عن نحو 250 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 5 آلاف جريح، كما قصفت إسرائيل عدة أبراج سكنية، وأعلنت تدمير نحو 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة.

ومنذ هذا العام وحتي عملية طوفان التي انطلقت في أكتوبر الماضي، كان هناك مئات الانتهاكات وعمليات الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عناصر المقاومة الفلسطينية وأسفرت عن وقوع شهداء وجرحي.

وفي السابع من أكتوبر الماضي، بدأت عملية طوفان الأقصي، من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.

وردت إسرائيل علي هذه العملية بحرب إبادة وتهجير، وتجويع ممنهجة علي أهالي قطاع غزة من الشمال إلي الجنوب وتدمير الأبنية والبنية التحتية والقضاء على المستشفيات والمراكز الطبية والمدارس.

كما ارتكبت إسرائيل مجازر بحق الأطفال والنساء، واكتشاف مقابر جماعية تضم آلاف الجثث المحللة، بجانب السيطرة على المعابر وآخرها معبر رفح ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وأسفرت تلك الحرب المستمرة حتي الآن عن وقوع أكثر من 34971 شهيدا و78641 مصابا.