رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تجديد مسجدها.. تعرف على نسب "السيدة زينب"

مسجد السيدة زينب
مسجد السيدة زينب بعد التطوير

السيدة زينب، عقيلة بني هاشم، حفيدة النبي محمد، وابنة الأكرمين، ابنة الرسول فاطمة الزهراء، والإمام علي ابن أبي طالب، والتي اختارت مصر مقرًا أخيرًا لها، حيث مسجدها الذي افتتح أعمال تجديده وترميمه قبل قليل الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

نسب السيدة زينب عقيلة بني هاشم

 

اقترن اسم السيدة زينب في تاريخنا والتاريخ الإنساني بمأساة فاجعة هي مأساة "كربلاء". وهي مأساة أجمع المؤرخون على أنها كانت إحدى المعارك الحاسمة في التاريخ الإسلامي. 

 

ويثبت المؤرخون دور السيدة زينب في مأساة كربلاء حتى أن العديد منهم أطلق عليها- السيدة زينب- بطلة كربلاء، لأنها- وبحسب دكتورة عائشة عبدالرحمن في كتابها عقيلة بني هاشم- كانت السيدة الأولى التي ظهرت في اللحظة الحرجة، تأسو الكلوم، تواسي المحتضرين، وتثور للضحايا الشهداء الذين نبذوا هناك في العراء، أشلاء مبعثرة تنهشها الطيور والوحوش.

 

وتضيف "عبدالرحمن": لكنني أري دورها الحقيقي قد بدأ بعد المأساة، إذ كان عليها أن تحمي السبايا من الهاشميات اللاتي فقدن الرجال، وأن تناضل مستميتة عن غلام مريض- هو علي بن زين العابدين بن الحسين- كاد لولاها أن يذبح، فتفني بذهابه يومئذ رسالة الإمام. ثم كان عليها بعد ذلك ألا تدع الدم المسفوك يذهب هدرًا.

 

وتتابع "عائشة": وما أحسبني أغلو أو أسرف، إذا زعمت أن موقف السيدة زينب بعد المذبحة، هو الذي جعل من "كربلاء" مأساة خالدة.

 

السيدة زينب الزهراء أحب بنات الرسول

 

والسيدة زينب، أمها "الزهراء"، أحب بنات الرسول إليه وأشبههن به في خلق وخلقة، آثرها الله بما لم يؤثر به شقيقاتها الثلاث "زينب، ورقية وأم كلثوم"، فكتب لها وحدها أن تكون الوعاء الطاهر للسلالة الطاهرة، والمنبت الطيب لدوحة الأشراف من آل البيت.

 

وتضيف عائشة عبدالرحمن عن السيدة زينب: وأبوها علي بن أبي طالب، ابن عم النبي ووصيه، وأول من آمن به صبيًا، وفتى قريش شجاعة وتقى وعلمًا. 

 

وجداها لأمها "محمد رسول الله"، وخديجة بنت خويلد، أولى أمهات المؤمنين، وأقرب زوجات النبي إليه وأعزهن عليه حية وميتة، انفردت بحبه وإعزازه خمسًا وعشرين سنة، لا تشاركها فيه امرأة أخرى، ووقفت إلى جانبه في سنوات الاضطهاد الأولى تؤازره وترعاه، وتهون عليه ما يلقي من قريش في سبيل رسالته.

 

وجد السيدة زينب لأبيها، أبوطالب بن عبدالمطلب، عم الرسول بل أبوه، فلقد مات "عبدالله" و"محمد" جنين في بطن أمه، ومات "عبدالمطلب" وحفيده غلام في السابعة أو نحوها، فكفله عمه أبوطالب، وكان له الأب والحامي والصديق، لم يتخل عنه لحظة في سنوات المحنة كما فعل عمه أبولهب، ولم يسلمه إلى أشراف قريش عندما ألحوا في طلبه.

 

وإلى "شعب أبي طالب" آوى محمد وزوجه وأصحابه وعشيرته، طوال الفترة التي حاصرهم فيها القرشيون، وحاولوا القضاء عليهم جوعا. ثم مات "أبوطالب" بعد أن ماتت "خديجة" بقليل، ففقد الرسول بموتهما أحب اثنين إليه وأقدرهم على تأييده، فكانت الهجرة.

 

وجدة السيدة زينب لأبيها هي "فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف"، زوجة أبي طالب عم الرسول، وأول هاشمية تزوجت هاشميًا وولدت منه، أدركت النبي فأسلمت وحسن إسلامها، وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها، وصلى عليها، ونزل في لحدها، واضطجع معها فيه، وأحسن الثناء عليها.