رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدواء ينفد والمغادرة ممنوعة.. أصحاب الأمراض المزمنة يعانون فى قطاع غزة

أصحاب الأمراض المزمنة
أصحاب الأمراض المزمنة يعانون في قطاع غزة

«مرض لعين وحصار ألعن»، تقولها رؤى، فلسطينية محاصرة في قطاع غزة، إذ إنها مريضة فشل كلوي، وكانت قبل معركة طوفان الأقصى تتلقى علاجها بشكل دائم؛ إلا أن الحرب وفقًا لها قضت على منافذ الحصول عليه.

كانت تتلقى رؤى علاجها في مستشفى شهداء الأقصى، إلا أن الحرب أدت إلى نفاد الأدوية، وغلق أغلب غرف الغسيل الكلوي والبعض الآخر قصفت أجزاء منه إبان المعركة بين إسرائيل وقوات المقاومة حماس.

رؤى: «خفضوا جلسات الغسيل»

تقول: «الدواء نفد، وفي نفس الوقت غرف الغسيل الكلوي لا تعمل بشكل مستمر بسبب الضغط عليها من قبل المرضى، إذ تعمل يوم وعدة أيام متعطلة، وقدرتها الاستيعابية لا تكفي كل المرضى وخفضوا ساعات جلسة الغسيل وأصبحت ساعتين كل عدة أيام».

في 28 أكتوبر الماضي استهدف الاحتلال الإسرائيلي محيط مستشفى غسيل الكلى في شمال قطاع غزة، وبعدها بشهر استهدف أجزاء من مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة وأغلقت لفترة طويلة.

تخوض رؤى معاناة حين تصاب بنوبة ألم في الكلى: «أشعر بأن الألم يعتصر كليتي، ولا يوجد مسكنات وجلسات الغسيل الكلوي ليس مضمون الحصول عليها، وأعتمد على بعض الأعشاب التي لا تسكن الألم».

يعيش أصحاب الأمراض المزمنة في غزة أوضاع إنسانية كارثية وصعبة، نتيجة نفاد الأدوية وغلق مستشفيات تلقي العلاج، وعدم قدرتهم على المغادرة من معبر رفح نتيجة التعنت الإسرائيلي تجاه ذلك فأصبحوا يتألمون في صمت تام.

الاحتلال يمنع دخول الأدوية

يتسق ذلك، مع تأكيد الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، على أن مئات الآلاف من أصحاب الأمراض المزمنة، يواجهون خطرًا كبيرًا يتهدد حياتهم بفعل نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصًا المنقذة للحياة.

وأوضح أن الاحتلال يمنع إدخال أي أدوية، وفي نفس الوقت يتعنت في خروج الحالات الحرجة أو أصحاب الأمراض المزمنة من معبر رفح، في وقت يعاني في الجنوب والشمال من غلق المستشفيات والصيدليات.

نهال: «لا علاج لمرضى الربو»

نفس المعاناة تخوضها نهال محمود، من مخيم النصيرات، والتي أصيبت بالربو بعد مرور شهر من الحرب؛ نتيجة انتشار الأدخنة والأتربة التي خلفتها عمليات القصف العنيفة من قبل الاحتلال وهدم المنازل.

تقول: «لم أكن مصابة بالربو من قبل أو أي أمراض صدرية، ولكن خلال الشهر الأول من الحرب تعرضت لاستنشاق كم كبير من أدخنة الهدم والقصف والغازات الناتجة عنهم، حتى أصبحت أعاني من السعال وألم في الصدر وشخصت بالربو».

توضح أنها كانت حتى الشهر الثاني تستطيع الحصول على الأدوية وعمل جلسات استنشاق لكن عقب ذلك أصبحت المستشفيات غير قادرة: «لا نستطيع الوصول إليها ومن يصل يجدها تعج بالجرحى ولهم الأولوية».

ارتفعت حالات الأمراض التنفسية في قطاع غزة وبلغت 129 ألف حالة خلال شهري يناير وفبراير فقط، وفق منظمة الصحة العالمية.

خريطة أصحاب الأمراض المزمنة

في قطاع غزة يوجد نحو 350 ألف مريض من أصحاب الأمراض المزمنة لا يحصلون على العلاج والغذاء منذ بدء الحرب، 1500 منهم مريض بالفشل الكلوى لا يستطيعون إجراء جلسات الغسيل الكلوي و700 ألف مريض سكر بلا علاج، و10 آلاف مريض سرطان.

المصدر - آخر إحصائية صدرت من المكتب الإعلامي الحكومي في غزة خلال مارس الماضي.

استشاري صدر: «مضاعفات عدم الحصول على العلاج خطيرة»

يعلق على ارتفاع معدلات أمراض الصدر في غزة وعدم حصول المرضى على الأدوية،  الدكتور نديم فرج، مدير برنامج التغير المناخي والبيئة في معهد عصام فارس بالجامعة الأمريكية، لـ«الدستور»، أن ذلك يؤدي إلى تطور الحالات ومضاعفة الأعراض.

يقول: «أصحاب الأمراض الصدرية يتهيجون مع زيادة الأدخنة والغازات الناتجة عن الحرب، ويحتاجون إلى بخاخات كل ساعتين على الأقل، وأدوية مُلطفة للشعب الهوائية أو جلسات للبخار».

يوضح أن عدم حصولهم على تلك الجلسات أو تأخر الأدوية يؤثر على الغدد الصماء ويؤدي إلى ضيق التنفس واستمراره في بعض الحالات قد ينتج عنه الوفاة في حال عدم إسعاف المريض داخل مستشفى.