رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نهضة التعدين المصرى.. كنز جديد من الثروات

في قلب الشرق الأوسط، وعلى أرض تجمع بين حضارة قديمة ومستقبل واعد، تقف مصر كقوة ناشئة في عالم التعدين، تسعى لإعادة رسم خريطة هذا القطاع الحيوي عالميًا، حيث كانت مصر لقرون طويلة مهدًا للتعدين، بدءًا من الفراعنة الذين استخرجوا الذهب والأحجار الكريمة لزخرفة مقابرهم ومعابدهم، وصولًا إلى العصر الحديث الذي يشهد ثورة تعدينية تحت قيادة رؤية متجددة، يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وينفذها المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية.

كأن خزائن الأرض المصرية ظلت موصدة بأقفال الزمن، مخبأة في أعماقها كنوز لم تلمسها يد منذ عصر الفراعنة، تنتظر فجرًا جديدًا ليعيد إليها مجدها الضائع، ومع صعود الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم كأنه بمثابة مفتاح ذهبي لأبواب تلك الخزائن، ليفتتحها مرة أخرى كما لم تُفتتح منذ عهود الفراعنة.

بيده، بدأت رياح التغيير تهب على الصحارى والجبال، مُعلنة عن بزوغ عصر جديد من الازدهار. تحت قيادته، أُعيدت صياغة سياسات التعدين وتبسيط الإجراءات، ما جعل مصر محط أنظار المستثمرين العالميين، تلك الثروات الطبيعية التي وهبها الله لهذه الأرض من ذهب وفوسفات وحديد ونحاس وليثيوم وغيرها من المعادن الثمينة، بدأت تُستخرج وتُستغل بكفاءة عالية، لتضع مصر على خارطة التعدين العالمية بقوة وثبات.

إن ما يشهده قطاع التعدين في مصر اليوم هو إعادة اكتشاف لما كان يُعد يومًا مهد الحضارة ومصدر الغنى. بفضل رؤية الرئيس السيسي، تعود مصر لتنعم بخيراتها، وتُعيد كتابة قصة تطورها الاقتصادي والاجتماعي بأحرف من ذهب.

مصر بمواردها الطبيعية الغنية من الذهب والفوسفات والحديد والنحاس والليثيوم، والمعادن الثمينة الأخرى، تقف على أعتاب طفرة تعدينية قد تغير موازين القوى في هذا القطاع عالميًا، حيث تبشر الاكتشافات الجديدة لمناجم الذهب بإمكانات هائلة قد تحول مصر إلى واحدة من أهم الدول المنتجة للذهب عالميًا.

مؤخرًا، كشفت رمال مصر الذهبية عن كنوز جديدة تحتضنها أحضان الصحراء الشرقية، حيث ظهرت مناجم إيقات وأتون وحمش، تضاف إلى عظمة منجم السكري، ذاك العملاق الذي يتربع بين أكبر مناجم الذهب في العالم، والأفق لا يزال يَعِد بالمزيد، إذ من المنتظر أن يشهد العام القادم اكتشافات ذهبية جديدة.

هذه الثروات ليست مجرد مصادر للذهب، بل هي عروق تنبض بالحياة في جسد المجتمعات المحيطة، إذ تزخر بفرص عمل تضخ الأمل في قلوب مئات الآلاف من الشباب، وتنشر النفع في مسارات الصحة والتعليم والبنية التحتية، خاصة لأهلنا في جنوب الصعيد، ما يجعل هذه المناجم ليست فقط منابع للذهب، بل منابر للتنمية والرقي.

وفي سعيها لتحقيق قفزة نوعية في قطاع التعدين، أعادت الحكومة المصرية صياغة التشريعات والسياسات الخاصة بهذا القطاع، من خلال تبسيط الإجراءات وتقديم حوافز للاستثمار، فتحت مصر الباب أمام المستثمرين الدوليين والمحليين لاستكشاف ثرواتها الطبيعية، مؤسسة بذلك بيئة استثمارية جاذبة تشجع على الابتكار والتطور.

وجذبت مصر استثمارات ضخمة في قطاع التعدين خلال الأربعة أعوام السابقة، ليس فقط من خلال شراكات مع شركات عالمية كبرى، ولكن أيضًا عبر تشجيع الشركات المحلية على التوسع والنمو. هذه الاستثمارات لا تسهم فقط في زيادة الإنتاج ولكن أيضًا في نقل وتطبيق أحدث التقنيات في مجال التعدين.

مصر لا تقف عند حد جذب الاستثمارات وإعادة صياغة السياسات، بل تمضي قدمًا نحو استخدام التكنولوجيا المتقدمة في عمليات التعدين. الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الاستكشاف الجيوفيزيائي وتحليل البيانات الضخمة يمكنها من تحسين عمليات الاستكشاف والاستخراج، ما يعزز الكفاءة ويقلل الأثر البيئي للتعدين، هذه الخطوة لا تعيد تشكيل قطاع التعدين في مصر فحسب، بل تضعها أيضًا في مقدمة الدول التي تتبنى التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال.

تقف مصر على عتبة عصر جديد في قطاع التعدين، مدفوعة بمواردها الطبيعية الغنية، وسياساتها المحفزة للاستثمار، واحتضانها التكنولوجيا والابتكار. وبالرغم من التحديات، تظل الفرص واسعة والآفاق مبشرة، وبالتالي يمكن لمصر ليس فقط أن تعيد تشكيل خريطة التعدين العالمية، بل وأن تؤسس لنموذج يحتذى به في التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي. في هذه الرحلة نحو المستقبل، يمكن لمصر أن تعتمد على تراثها العريق وإرادتها القوية لتحقيق مكانة بارزة في عالم التعدين العالمي.