رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لاتهدد بالرد.. كيف تتعامل إسرائيل "دبلوماسيًا وإعلاميًا" مع الهجوم الإيرانى؟

تل ابيب وقت اطلاق
تل ابيب وقت اطلاق صواريخ ايران

يتصدر الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم، وتتناول وسائل الإعلام الدولية بشكل مُكثف الخوف من اندلاع حرب إقليمية، والتعاون الوثيق بين إسرائيل وحلفائها، وقدراتها الاعتراضية الناجحة. 

بعد أن هاجمت إيران، للمرة الأولى على الإطلاق إسرائيل ليلة السبت الماضي، بشكل مباشر، بأكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار، في إسرائيل، لا يزال من الواضح تجنب التهديد بالرد، ولكن تصريحات المسئولين تشير إلى أنه سيكون هناك رد "في الوقت المناسب والمكان المناسب"، بحسب تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت.

تجنب التهديد بالرد

وفي وقت لاحق، قدم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، تفاصيل الأسلحة التي تم إطلاقها على إسرائيل، قائلا: "شنت إيران هجومًا على إسرائيل وأطلقت أكثر من 300 تهديد من مختلف الأنواع. لقد اعترضنا 99% من التهديدات التي تم إطلاقها. وهذا إنجاز استراتيجي مهم للغاية. ومن بين 170 طائرة مسيرة أطلقتها إيران، لم يخترق أي منها أراضينا". 

وامتنع "هاغاري" عن التعليق على إمكانية الرد العسكري: "نحن نعد خططًا للاستمرار ونناقش البدائل وسنفعل كل ما هو ضروري لحماية مواطني دولة إسرائيل. إن الجيش الإسرائيلي يتمتع بكامل الكفاءة لمواصلة المهام المقبلة. الحدث لم ينته بعد، نحن مستعدون لمواجهة تهديدات إضافية، الآن لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية، ولا ينبغي أن تكون هناك أي أنشطة تعليمية".

وفي الوقت نفسه، جاء في بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد كانا ليلًا وصباحًا طويلين، ولكن هناك شيئا واحدا واضح. نحن أقوياء وصامدون ولن نستسلم أبدًا للإرهاب. أولئك الذين يؤذون الشعب الإسرائيلي سيدفعون الثمن".

مهاجمة إيران

طلب نظام المعلومات بحسب "يديعوت أحرونوت" تكرار الرسائل التي تقول إن "إيران تعلن وتتصرف بهدف القضاء على دولة إسرائيل. ولن تتسامح أي دولة في العالم مع التهديدات المتكررة لوجودها ذاته. ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لكبح جماح إيران ومنعها من الاستمرار في الانخراط في الإرهاب وتعريض إسرائيل والمنطقة للخطر، حيث سنواصل (إسرائيل) الكفاح على كل جبهة لإحباط تهديد الإرهاب ضد مواطني إسرائيل، حتى يتسنى لنا يمكن لسكان الجنوب والشمال العودة بأمان إلى منازلهم وسيتم حماية كل مواطن في دولة إسرائيل".

كما أدلى وزير الدفاع يوآف غالانت بتصريح بعد تقييم الوضع مع كبار المسئولين الأمنيين- وامتنع عن إرسال تهديدات إلى طهران. قال خلاله: "لقد رأى العالم كله الليلة من هي إيران، وكان احتواء الهجوم مثيرًا للإعجاب ولم يسفر عن سوى عدد قليل من الإصابات. نحن يقظون ومستعدون لأي سيناريو". وأضاف أن "دولة إسرائيل واجهت الليلة هجوما بمئات الصواريخ والطائرات بدون طيار، وأوقف الجيش الإسرائيلي الهجوم بطريقة مثيرة للإعجاب". 

في المقابل، دعا وزير الأمن الوطني إيتمار بن جابر، عضو المجلس الوزاري السياسي الأمني، إلى الرد: "دفاع مثير للإعجاب حتى الآن - الآن نحن بحاجة إلى هجوم ساحق". 

وأعلن قائد الحرس الثوري حسين سلامي: "لقد اعتمدنا معادلة جديدة تجاه إسرائيل، وهي الرد المباشر من الأراضي الإيرانية على أي من هجماتها. وطهران سترد على أي هجوم إسرائيلي ضد أصولها أو مسئوليها أو مؤسساتها". 

فيما قال الحرس الثوري الإيراني: "إن أي تهديد من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني (إسرائيل) سيقابل برد من إيران، كما حذرت طهران الولايات المتحدة من (أي دعم) لإسرائيل أو التورط في الإضرار بالمصالح الإيرانية".

الفخر بقدرات اعتراض الصواريخ

تعاملت إسرائيل مع الهجوم كفرصة لإظهار قدراتها الاعتراضية الناجحة، والتي لاقت بالفعل اهتمام الإعلام الدولي، حيث أعلنت شبكة "فوكس نيوز" "التفوق الجوي"، مشيرة إلى أن إسرائيل تتنفس الصعداء بعد صد هجوم إيراني بمنظومة "القبة الحديدية"، بمساعدة حلفائها. وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن "انتصار" إسرائيلي، وأن البلاد "تقف صامدة" بعد اعتراض أكثر من 200 صاروخ وطائرة بدون طيار أطلقت من إيران.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس، أن إسرائيل طورت على مر السنين أنظمة دفاع جوي "تشمل أنظمة قادرة على اعتراض مجموعة متنوعة من التهديدات، بما في ذلك الصواريخ طويلة المدى وصواريخ كروز، وطائرات بدون طيار والصواريخ، وقد ساعدت هذه الأنظمة، بالإضافة إلى التعاون مع الولايات المتحدة والجيوش الأخرى، في إحباط ما كان يمكن أن يكون هجومًا أكثر تدميرًا بكثير- في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل بالفعل حماس في غزة، وتخوض قتالًا منخفض الشدة ضد حزب الله على الحدود اللبنانية". 

وحاولوا على موقع فرانس 24 تفسير النسبة المذهلة للاعتراضات الليلة، وخصصوا مقالا للقبة الحديدية، "النظام الذي اعترض آلاف الصواريخ منذ أن أصبح جاهزا للعمل في عام 2011، ويوفر للبلاد حماية بالغة الأهمية أثناء الصراع".

وقال مراسل بي بي سي في القدس، إن السؤال المطروح الآن هو كيف سترد إسرائيل على هذا الهجوم؟. 

“التوترات بين إسرائيل وإيران كانت مرتفعة منذ عقود، ولكن هذه لحظة خطيرة”، حيث يصبح الصراع بين الطرفين واضحًا.