رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولاية جديدة.. فى جمهورية جديدة


 فى يوم تاريخى من أيام الوطن الخالدة، وبمراسم غاية فى التحضر، وبدقة متناهية، وبخطوات مدروسة تدل على منهج إدارة الدولة فى المرحلة الحالية، وبعظمة تليق بوطننا بدأت مصر مرحلة جديدة من عمرها الممتد فى أعماق التاريخ. يوم تضع فيه مصر ملامح مستقبلها المشرق الخالد إلى يوم يبعث الله عباده. إذ تستهل مصر ولاية جديدة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، يأمل المصريون فيها مع رئيسهم الخير والنماء والازدهار للبلاد والعباد. 
  أدى الرئيس اليمين الدستورية فى مشهد يدعو لفخر كل الوطنيين فى مقر جديد مشرف للبرلمان. غير أننى أقف عند لقطة ذات دلالة أعطى بها الرئيس رسالة واضحة لفلسفة الحكم فى ولايته الجديدة. إذ حرص الرئيس أن يشاركه عدد من الأطفال مراسم رفع العلم على أطول سارى. رسالة يقول بها الرئيس إننا نعمل فى الجمهورية الجديدة من أجل هذا الجيل، وبها يعلم هؤلاء الأطفال أن لهم دورا مهما عليهم أن يطّلعوا به فى قادم أيامهم من أجل رفعة شأن وطنهم تماما كما يرفعون اليوم رايته إلى عنان السماء.
 تحديات كثيرة تواجهها الجمهورية الجديدة فرضتها عليها الظروف السياسية المحيطة بها فى الخارج على الساحتين الإقليمية والدولية. لتظل مصر رغم كل تلك التحديات مطالبة بالقيام بدورها التاريخى كحارس أمين على المنطقة كلها وفى القلب منها حماية أمنها القومى وسط إقليم مضطرب. أما على المستوى الداخلى فإن علينا أن ننتبه لقوى الشر التى خفت صوتها نعم بفعل قوة الدولة ويقظة أجهزتها، لكنها لم تتوقف عن الكيد للوطن ولا التربص بشعبه. ولهذا كان الوعد الرئاسى باستكمال وتعميق الحوار الوطنى مبعثًا على الاطمئنان أن جمهوريتنا ستظل حريصة على التواصل مع كل القوى السياسية طالما كانت على أرضية وطنية ولم يثبت ضلوعها فى عمليات تخريب أو جريمة إرهاب.
 جمهورية جديدة نعم لكنها جمهورية لها جذور فى أعماق التاريخ، فهى تنظر للمستقبل الذى تأمله، لكنها لا تلغى ماضيها ولا تنفيه ولا تهمله، خاصة أنه ماض مشرف وتراث فريد. وهذا هو ما أوضحته كلمة الرئيس بعد حلف اليمين الدستورى فى حضرة نواب مصر. كلمة أكد فيها الرئيس التزام سيادته خلال الولاية الجديدة بالحرص على تطوير ملفات السياحة والصناعة والزراعة. ملفات فى غاية الأهمية والصعوبة فى آن واحد، أعان الله القائمين عليها أو الذين سيكلفون بإدارتها خلال الولاية الجديدة.
وعلى الصعيد الاقتصادى، يبقى الأمل فى معاونة الأجهزة المعنية لجهود الرئيس وطموحاته لجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، لما لها من توفير فرص عمل مستدامة لشباب الخريجين. وما يستهدفه الأمر فى النهاية من زيادة الصادرات بما يزيد من حصيلة مصر الدولارية. ثم يأتى التعهد الرئاسى الذى أكده الرئيس فى خطاب التنصيب بزيادة جودة التعليم والذى أراه ملفًا يتطلب جهدًا غير عادى ويستلزم كفاءات وخبرات وطنية مخلصة تسعى لتنفيذ المستهدف بكفاءة وبسرعة يفرضها إيقاع العصر وسمو الهدف والحال الذى وصل إليه قطاع التعليم حاليًا.
وهناك ملف لا يقل أهمية ولا خطورة عن ملف التعليم وهو ملف الصحة، غير أن ذكر الرئيس له أمر بعث على الاطمئنان حين أكد سيادته استكمال مشروع التأمين الصحى الشامل بكل مراحله خلال فترة الولاية الجديدة. وتبقى معضلة صورة الدعم - عينى أم نقدى - وآلية تحديد الفئات الأولى بالرعاية ملفًا مهمًا يستوجب على الخبراء المشاركين فى الحوار الوطنى حسمه عاجلًا لتكتمل صورة استراتيجية الدولة فى رعاية مواطنيها.
طموحات كثيرة، لكنها مشروعة نحلم بتحقيقها خلال الأعوام الستة القادمة معولين على إصرار السيد الرئيس وإخلاصه ومحبته لشعب منحه ثقته ودعمه منذ أول يوم ظهر فيه على ساحة العمل السياسى الوطنى وقدّر تضحيته لإنفاذ الإرادة الشعبية فى الحفاظ على مدنية الدولة ثم جدد الثقة فيه من خلال انتخابات حرة شفافة، فنال أصوات الناخبين بغالبية شعبية كبيرة تعبر عن محبة متبادلة بين الرئيس والشعب. وفى ذات الوقت نبقى طامحين من جموع هذا الشعب العريق أن يساند الرئيس فى خطوات تحقيق حلمه الطموح لهذا الوطن، لتكتمل الصورة ولتضم فى إطارها شعبًا مجتهدًا وجيشًا وطنيًا ورئيسًا مخلصًا.