رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أكبرعملية اغتيال منذ سليمانى": من هو المسئول الإيرانى الذى قُتل فى دمشق؟

حسن مهدوي
حسن مهدوي

اغتالت إسرائيل "محمد رضا زهدي"، الذي يعرف أيضًا باسم حسن مهدوي، هو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في العاصمة السورية دمشق، وهي تعتبر أهم عملية اغتيال تنسب إلى إسرائيل منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، فيما تنتظر إسرائيل كما يبدو الرد الإيراني على عملية الاغتيال المدوية، حيث اتهمت إيران إسرائيل بإطلاق ستة صواريخ من طائرات إف-35 تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على المبنى، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وقال سفير إيران في دمشق ردا على الهجوم: "رد طهران سيكون شديدا"، فيما سُئل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري عن الهجوم، فقال: "أنا لا أشير إلى هجوم أو آخر تم نشره في وسائل الإعلام الأجنبية. نحن نركز على أهداف الحرب، وسنواصل القيام بأي شيء يسهم في تحقيق أهداف الحرب".

أكبر عملية اغتيال منذ "سليماني"

بحسب مصادر أجنبية، فقد تمت تصفية "مهدوي" مع مسئولين كبار آخرين، حيث كان يعمل "مهدوي" مباشرة مع  قائد فلق القدس إسماعيل قاآني، لكنه كان أكثر أهمية منه، وكان له تأثير أكبر منه على القوات المقاتلة الإيرانية.

تحت يديه تمت الموافقة على جميع خطط توجيه الأسلحة من إيران إلى أراضي سوريا ولبنان، وبحسب  التقارير الأجنبية فإن المبنى الذي تعرض للهجوم في دمشق يستخدم كمقر عسكري. 

وكان "مهدوي" ضابطا كبيرا في الحرس الثوري، وعمل مبعوثا لإيران لقيادة فيلق القدس في لبنان وسوريا. وفي مناصبه المختلفة، كان فعليًا رئيسًا لقسم الاقتراع، قائدًا للقوات البرية وقائدًا للقوات الجوية في الحرس الثوري. ومن بين أمور أخرى، كان متورطًا أيضًا في توجيه العمليات داخل إسرائيل. وجاء في مقال نشر العام الماضي في موقع"إيران إنترناشيونال" أن "مهدوي" كان يشرف على عناصر من منظومة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا، ثم حل محل شخص آخر تم طرده من البلاد.

وأفاد مركز الأبحاث السوري "نور": "إن المهدوي ليس فقط شخصية عسكرية إيرانية رفيعة المستوى، بل هو أيضًا رجل مخضرم وذو خبرة كبيرة. وقد تولى قيادة الحرس الثوري في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات وقاد القوات البرية، والقوات الجوية للحرس الثوري، كما شغل سلسلة من المناصب العليا في هيئة الأركان العامة الإيرانية. وهو أكبر جنرال يُغتال منذ مقتل قاسم سليماني".

ونشرت وزارة الدفاع السورية بيانًا رسميًا حول الهجوم، نسبته إلى إسرائيل. وجاء في الإعلان أن منظومة الدفاع الجوي حاولت التصدي للهجوم، وتمكنت من اعتراض بعض الصواريخ التي أطلقت على المبنى في دمشق، كما أفادت التقارير بأن المبنى دمر بالكامل، وقُتل أو أصيب كل من كان بداخله. وبحسب التقارير الواردة من طهران، قُتل في الهجوم، بالإضافة إلى مهدوي، نائبه الحاج رحيمي وثلاثة أشخاص آخرين على الأقل، من بينهم "دبلوماسيون إيرانيون".

وقال وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ردًا على عملية الاغتيال: "ندين الهجوم الإرهابي الذي استهدف مبنى السفارة الإيرانية في دمشق، والذي أدى إلى مقتل عدد من الأبرياء". 

 وقال مسئول أمني إسرائيلي في الماضي، في إشارة إلى مهدوي، إن الوحدة 1800 من فيلق القدس، الذي كان يرأسها، نظمت شحنات أسلحة إلى سوريا تحت رعاية المساعدات الإنسانية التي تدفقت على البلاد بعد الزلزال الذي ضرب البلاد. 

خلفية الهجوم

موقع الهجوم

من جانبه أشار المعلق السياسي "روي بن يشاي" في جريدة يديعوت أحرونوت أن عملية الاغتيال لها جانبان، الأول، وهو المبنى الذي ورد في البداية أنه تم استخدامه كقنصلية إيرانية- كان على صلة بعملية الميليشيات التي تعمل ضد إسرائيل من سوريا ومع حزب الله؛ الجانب الثاني هو إطلاق الطائرة بدون طيار إلى إيلات التي أصابت القاعدة البحرية، والتي نفذتها الميليشيات العراقية، بناءً على أوامر إيران على الأرجح.

إلى جانب هذه الجوانب، أشار "بن يشاي" إلى أن إسرائيل هاجمت مؤخرًا في عمق لبنان في منطقة بعلبك، وهو ما يُعتقد أنه دفع إيران إلى بدء هجمات من قبل وكلائها في إيلات والجليل، لإظهار أنهم يعرفون أيضًا كيفية الهجوم بعمق. 

وأوضح "بن يشاي" أنه إذا كانت إسرائيل مسئولة بالفعل عن الاغتيال، فيمكن اعتبار ذلك بمثابة رسالة تحذير لإيران، أنه إذا شنت حربًا عميقة، فسوف تصاب بجروح قاتلة، حتى في مهمة إيرانية رسمية داخل سوريا. بمعنى أننا لن نبحث عن كل رجل ميليشيا عراقي يطلق طائرة بدون طيار، لكننا سنضرب مباشرة من يعطي الأوامر لتلك الأعمال، سواء من حزب الله أو من الميليشيات التي تعمل في سوريا أو تلك التي تعمل في العراق.