رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مريم المصريّة المعترفة

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مريم المصريّة المعترفة، وولدت مريم في مصر. هربت من بيت أبيها وهي صغيرة وجاءت إلى الإسكندريّة. أغوت الرجال والشبّان بجمالها الفتّان، فعاشت في الإثم مدّة سبع عشرة سنة.

زارت القدس لحضور زيّاح الصليب المقدّس، فشعرت بثقل خطاياها فما تجاسرت على الدخول إلى كنيسة القيامة قبل أن تعترف بذنوبها، باكية خطاياها بدموع التوبة والندامة، في دير مار يوحنّا المعمدان. شاركت في القدّاس الإلهيّ وتناولت جسد الربّ وتركت حياتها الماضية بما فيها من ذلّ وعار. وتوغّلت في براري الأردنّ، تمارس أفعال التوبة وتعيش النسك والزهد والتجرّد والصوم والصلاة.

مرّ بها الكاهن زوسيما فجدّدت اعترافها له وتناولت على يده القربان المقدّس. وبعد سنة جاء لزيارتها فوجدها ميتة ووجهها يطفح نورًا سماويٌّا. فدفنها وعاد إلى ديره. وكان ذلك سنة 521م.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:مرّة واحدة قلت لقدّيسيّ: "إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض. فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس"، أوليت السّلطان على العالم السّماويّ، كما على العالم الأرضيّ، الذي كنت سيّده حتى قبل أن أتجسّد. الآن مَلَكتُ مملكتي على كلّ العالم، ولدّي لكم إرشاد للخدام المكرّسين، أنا وحدي الذي أعرف عمق قلوبكم.

"اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم"، وبعد رمي بذور التوبة في التربة، أسقوها من تعليمي. بسماعهم هذه الكلمات، راح الرسل ينظرون إلى بعضهم البعض ويهزّون برؤوسهم: من أين سيأتينا الصّوت واللّسان للتكلّم مع الجميع؟ من سيعطينا القوّة لمحاربة الشعوب والأمم كما طلبت منّا، نحن الذين نفتقر للكتابة والثقافة، صيادين متواضعين، وأنت وحدك العارف بأعماق قلوبنا؟"

"لا تقلق قلوبكم، ولا يربك العدو نفوسكم. لا تفكّروا مثل الأطفال الصغار...لا أريد أن أكسب بالقوّة، إذ من خلال الضعفاء سأفوز أنا. لا أبحث عن الذين يُفَلسِفون: "لكِن ما كانَ في العالَمِ مِن حَماقة فذاكَ ما اختارَه اللهُ لِيُخزِيَ الحُكَماء"، أنا وحدي العارف بأعماق القلوب. 

"اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم"، اسقوا بذرة التوبة التي زرعتموها من تعليمي. أحرصوا ألا تبقى أي نفس تائبة خارج شباككم. أفرح بالذين يعودون إليّ، كما تعرفون أنتم أيضًا. آه، لو عاد إليّ حتى ذاك الذي خانني بعد أن باعني! فبغفراني لخطيئته، كنت جمعته بكم، أنا وحدي العارف بأعماق القلوب...

قولوا إنّي أنا الله، وإني، الذي لا يمكن وصفه، أخذت صورة العبد (راجع في 2: 7). أظهِروا كيف جعلت جروحات الجسد جروحاتي...دُفِنت لأني حوكمت، ونهبت الجحيم لأني الرّب..." متشدّدين بهذه الكلمات، قال التلاميذ للخالق: "أنت الله الذي كنت قبل الدهور، ولا نهاية لك...سنعلن بشارتك كما طلبت منّا. كن معنا، كن المدافع عنّا، أنت وحدك العالم بأعماق القلوب".