رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضانيات

وتجري الأيام الجميلة في رمضان كالعادة مسرعة مودعة.. تحمل في طياتها عبق الروحانيات وعطر التصوف وجمال وروعة الطقوس. 
في هذا الشهر الكريم يزداد زوار المساجد وتزدهر الصدقات وموائد الرحمن وكل أفعال الخير، وتصفد الشياطين فتقل الجريمة، ونري الإيجابيات والتقوي والكرم في كل مناحي الحياة. 
لكن للأسف هناك من السلبيات الكثير والكثير.. ربما نضطر لتحملها لكسب المزيد من الثواب. فالشوارع تمتلئ بالمتسولين الذين يحتكون بك ويطاردونك بإلحاح ولزوجة.. وبنفس الأسلوب تطاردك إعلانات التسول من الجمعيات الخيرية ومستشفيات الأمراض المستعصية في محاولات رخيصة لانتزاع ما تبقي من النقود في جيبك وجيوب أسرتك عنوة دون مراعاة لحرمة المرضي، وخاصة الأطفال منهم، طالما أن تلك الإعلانات مدفوعة الأجر وبالملايين.. ومن الطريف أن الإعلانات تحمل تناقضًا فجًا.. فهي تحثك علي التبرع للفقراء.. وفي نفس الوقت تأمرك بالشراء في كومباوندات فخمة للابتعاد عنهم!
ويعاب علي بعض شيوخنا الإطالة في خطب الجمعة مع التكرار الممل لنفس المواضيع دون مراعاة للمرضي وكبار السن، خاصة مرضي السكر الذين يعانون من اضطرارهم للدخول المتقطع للحمامات.
أما عن الاعتكاف الذي بدأ بالفعل في العشر الأواخر من رمضان فحدث ولا حرج.. ملابس معلقة علي نوافذ المسجد.. وحلل المحشي علي السجاد، والروائح الكريهة تملأ المكان بما لا يليق إطلاقًا بروحانيات الشهر الكريم وصلوات التهجد.
ومن السلبيات أيضًا ما صرنا نسمعه مؤخرًا من إعلانات في إذاعة القرآن الكريم.. واستبدال الأصوات المصرية الرائعة مثل أصوات شيوخنا العظماء محمد رفعت وعبدالباسط وصديق المنشاوي وغيرهم بأصوات دخيلة أقل جودة، ناهيك عن بعض السقطات التي يجب ألا تحدث مثل عدم إذاعة شعائر صلاة الجمعة وإذاعة احتفال النصف من شعبان (في رمضان).
لن أتحدث عن المسلسلات، فمعظمنا لم يتابعها عمدًا، والخوض في تفاصيلها قد يدفعنا للتحدث عن جرائم إهدار المال العام. 
وكل عام وحضراتكم بخير وصحة وسلامة.