رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرحلة جديدة من العطاء

ساعات قليلة تفصلنا عن بداية مرحلة جديدة من مراحل العطاء الذى يقدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أن تولى أمانة المسئولية وتحمل ما لا يمكن أن يتحمله إنسان من تحديات وأزمات لم يسبق أن تعرض لها أى مسئول فى الدولة المصرية من قبل.. بل يمكن القول إن تلك التحديات بدأت منذ أن تولى قيادة القوات المسلحة عندما كان وزيرًا للدفاع وأصدر خلالها العديد من القرارات المصيرية التى أعادت للدولة هيبتها وقوتها وتصدى لمحاولات الإخوان المسلمين فى تمليك أراضى سيناء لغير المصريين والتى كانت تمثل الخطوة الأولى لتهجير وتسكين فلسطينى غزة فى سيناء بالتنسيق مع العدو الصهيونى وحركة حماس التى تمثل الجناح العسكرى لجماعة الإخوان الإرهابية.
تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية فى واقع صعب ومرير شهدت فيه البلاد تحديات وأزمات معقدة ومتلاحقة ومتراكمة كان لها تأثيرها السلبى على المواطن المصرى وسط حالة من غياب الرؤية فى أعقاب تداعيات أحداث يناير 2011 وما ترتب عليها من انفلات أمنى وفوضى وعمليات إرهابية تصاعدت عندما استولى الإخوان على مقاليد الحكم واستمرت تلك الفترة، إلى أن تحمل الرئيس مسئولية إبعادهم عن السلطة مدعومًا بتأييد شعبى جارف لم تشهده البلاد من قبل، حيث التحم الجيش والشرطة مع الشعب فى منظومة وطنية قادها بكل جسارة واقتدار الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع آنذاك، واستمر هذا التأييد الشعبى حتى تولى سيادته المسئولية وسط أجواء لا تبشر بأنه سوف يستطيع أن يعبر بالبلاد الى بر الأمان بسهولة.. ولكنه خالف التوقعات والمنطق والمعقول وعمل منذ اللحظة الأولى على إعادة الدولة المصرية إلى وضعها الذى يليق بها وبتاريخها خارجيًا وداخليًا.
لم يترك الرئيس عبدالفتاح السيسى ملفًا إلا وقام بدراسته بكل دقة واهتمام وكان أهم تلك الملفات، من وجهه نظرى، الحفاظ على الهوية المصرية وبناء الإنسان باعتبارهما حجر أساس الشخصية المصرية، وكان يقوم بتوجيه الإعلام بشكل مستمر لتحقيق هذا الهدف ومواجهة موجات الأفكار الغريبة التى أثرت بشكل كبير فى تكوين النسيج الاجتماعى المصرى، وها نحن نرى بعض النجاحات التى تحققت بالفعل فى هذا الإطار من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى حققت من خلال أعمالها الفنية نجاحًا غير مسبوق فى هذا الإطار.. ثم جاء اهتمام سيادته بتدعيم القوات المسلحة وكأنه كان يستشرف المستقبل وما تتعرض له البلاد حاليًا من تهديدات لأمنها القومى على حدودها الجغرافية المختلفة، وأهمها وأخطرها حاليًا الجبهة الشرقية حيث العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ومحاولات تهجير الشعب الفلسطينى بالقوة الى سيناء.
لم يقتصر تحرك الرئيس طوال السنوات الماضية على جبهة واحدة، بل كان تحركه على كل الأصعدة وبشكل جماعى فى معارك إحلال وتجديد لكى ينقل مصر من خلال ذلك التحرك من دولة نامية إلى دولة تتطلع لتقود وتعمل وتثبت أحقيتها لتلك القيادة، ومن هنا تولد الأمل فى قيام «الجمهورية الجديدة» التى تمثلت فى ملحمة حياة وقصة شعب ولدت من رحم ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة وبدأ التنفيذ برؤية ثاقبة من القيادة السياسية على محاور متعددة الأبعاد ومتوازية التنفيذ بدأت فى إصلاح الداخل لتفرض احترام الخارج، ولتتحول مصر فى سنوات قليلة إلى رقم صحيح فى المعادلة الدولية ،حيث تضمنت المحاور، على سبيل المثال لا الحصر، الأمن وبناء الإنسان والتعليم والصحة والحياة السياسية والاقتصاد والنقل إلى جانب شبكات الطرق ومنظومة الإسكان والغاز والكهرباء ومدن الجيل الرابع والسياسة الخارجية، وغيرها من الأبعاد الاستراتيجية.
اهتم الرئيس عبدالفتاح السيسى أيضًا بكيانات من الشعب لم تكن تحظى بالاهتمام الذى يساوى أهميتها فى المجتمع، فكان اهتمامه بالشباب الذين يمثلون الغالبية العظمى من الشعب المصرى وبالمرأة المصرية التى حصلت فى عهد سيادته على مكانتها اللائقة ومشاركتها الحقيقية فى المجتمع وأيضًا بذوى القدرات الخاصة باعتبارهم شركاء فى الجمهورية الجديدة.
من المهم أن نعرف قيمة ما حققناه وأنجزناه وأن نعرف أيضًا أين كنا من عشر سنوات وأين أصبحنا الآن.. فما حدث خلال تلك الفترة يعتبر معجزة بكل المقاييس، حيث انقلب الخوف والهلع إلى الأمن والاستقرار، ومن التحديات إلى الإنجازات ومن التراجع إلى التقدم بثبات.
إننا لا بد أن نتوقف كثيرًا أمام ما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى لوطنه وأن نتذكر تلك الفترات القاسية التى مرت على البلاد كانت فيها على وشك الضياع ولكنها بفضل الله وتضحيات الشرفاء والشهداء وفى إطار رؤية قائد كبير امتلك الإرادة والقدرة على تحدى التحدى وتمكن من أن يحقق للبلاد ما تمناه لها.
لن تكفى تلك الكلمات توصيف حجم الإنجازات التى تحققت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ولكنها تعبر بقدر ما نستطيع عن تقديرنا لسيادته وعلى استمرار دعمنا له لقناعتنا بأنه رجل المرحلة الحالية والآتية وثقتنا الكاملة فى أن كل قرار وكل خطوة يقوم بها إنما يهدف من خلالها إلى مصلحة الوطن مهما حاول المغرضون والمشككون إثبات عكس ذلك.
نهنئ أنفسنا بقائدنا وندعو الله أن يوفقه ويسدد على طريق الخير خطاه وأن ينعم الوطن خلال المرحلة المقبلة بالمزيد من الاستقرار والرخاء، وأن نجنى ثمار النجاح فى التصدى للتحديات والأزمات التى تعرضنا لها فى ظل قيادة وطنية حكيمة ورشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى.. وتحيا مصر.